معركة ضارية وطعن في الظهر (2)

494
وكالة المرفا :
محمد داودية
الضراوة التي يمارسها الباعة والمستوردون الغشاشون، تقابلها ضراوة في مكافحتهم، يقوم بها ابناؤنا في مؤسسات المواصفات والمقاييس والغذاء والدواء ودوائر الرقابة الصحية والسلامة العامة في بلدياتنا كافة.
تلك جهود وطنية باسلة واسعة نزيهة، إلا أنها لم و لن تتمكن من قطع دابر الغش إلا بتوفر شروط:
اولا- الا اذا اصبح كل مواطن رقيبا ليحد من خطر و ضرر عصابات الغش والتزييف والتزوير والتهريب على أسرته ومجتمعه. وليحد من التهرب الضريبي، بالتعود على طلب الفاتورة وتدقيقها.
ثانيا- الا اذا تم دعم جهات الرقابة الوطنية بعشرات مئات الكوادر وبأحدث الأجهزة وبصلاحيات أوسع وبحصانات وحمايات أمنية وبتأمينات صحية لشبابنا الذين يتعاملون مع مواد خطرة.
ثالثا: تطوير شروط وظروف التخزين والنقل والعرض وتواريخ الصلاحية وتوضيح أسعار السلع واشتراط تقديم فاتورة لكل شراء.
سأله: شو فرعنك يا غشاش يا نذل؟
رد: ما لقيت حدا يردني و يردعني.
السوق لا يرحم. فكيلوغرام الخيار في السوق المركزي بـ 15 قرشا يباع بـ 80 او 100 قرش!.
لقد شاهدت صمام غاز مكتوبا على احد وجهيه صنع في إيطاليا وعلى الوجه الاخر صنع في الصين.
وفي السوق ساعات ونظارات شمسية ماركات اجنبية مقلدة بلا عدسات مانعة لأذى اشعة الشمس، ثمنها لا يتجاوز دولارين تباع بـ 200 دينار، للاغبياء المهووسين والمهووسات بالماركات الأجنبية والعلامات التجارية.
وموازين قياس حرارة الجسم غير دقيقة، فيها درجتان زيادة. وموازين لقياس ضغط الدم غير دقيقة وغير مطابقة للمواصفات تصنع في الصين بشرط ان تكون بأبخس الأسعار وليس مهما الدقة والجودة اطلاقا.
وصهاريج نقل الماء الصالح للشرب تحصل من الـ9 امتار التي طلبتها على 5 او 6 امتار ان كان السائق قنوعا وابن ناس!
والتلاعب لن يتوقف بكسر القمح والذرة وغيرها من المنتجات الغذائية والزراعية ودائما هناك من يسعى ويضغط ويهدد مطالبا بالاعفاء من غرامات بمئات الاف الدنانير لمهربي»شلايا» اغنام.
وستجدون ان شخصيات وذوات، من معظم الطبقات والهيئات، يطاردون ويضغطون ويتوسطون -كُلٍّ بعمولته وكُلٍّ بثمنه- من اجل ادخال مواد غير مطابقة للمواصفات او منتجات منتهية الصلاحية !!.
نأمل ان ترتبط المواصفات والمقاييس والغذاء والدواء عندنا بالملك مباشرة كي تظل متحررة لا تخضع للضغوط والتدخلات.
تلك الصور السوداء المقيتة المخيفة هي الوجه الآخر لكفاح أبنائنا الشرفاء في كل منظومة الرقابة الوطنية، الذين يبلون البلاء المجيد.

قد يعجبك ايضا