“لم تكن صدفةً”

571

المرفأ:

   “لم تكن صدفةً”
كم هو من أمرٍ جميلٍ أن يتسنى لكل منّا أن يلقى من هو مثله حرفيًا ويتعامل مع صورته على أرض الواقع ويستشف عيوبه بحوارٍ جديٍ يحدث في داخله، ليصل إلى تلك النقطة السوداء في منتصف قلبه التي ساهمت أحداثٌ و وقائعٌ كثيرةٌ في تكوينها وإعمارها كشخصٍ كان يلملم أفكاره على ورقةٍ بيضاء فأخذته أحلامه إلى ذاك العالم الإفتراضي فنسي نفسه و كُبرت تلك النقطة على محضِ سهوةٍ منه لا أكثر .
لم تكن الأرزاق يوما مالاً فقط، بل كانت صحةً، وأمًا بكامل عافيتها ونظرةٍ لِأبٍ لم يمتْ الشباب فيه يومًا، أو بالأحرى  كانت شخصً ينسيك كل من على هذا الوجود، شخصٌ ينتشلك من خرافات واقعك و أوهامه، ويوضح مدارك رؤيتك لواقع الأمر ، لربما القليلون هم المحظوظون بملاقاته ومعرفة معنى أن ترى جنةَ الدنيا في مخلوقٍ من مخلوقاتِ الله، يدهُ أول وخير من تمد في ضيقك، وكلماته أفضل من تطبطب على جروحك وآلامك، ولا سيما وأننا نعيش في مجتمع يُسر لفشلك ويسعى لتحطيمك، وينشر الأشواك في طريقك، و يحقن كلماته السامة في قلبك تاركةً أحيانا جروحًا لن تطيب ولن تشفى.
“لله في خلقه شؤون”  كم من مرةٍ تراودت هذه العبارة على مسامعنا، كم من حادثٍ حصل ولم نجد سواها  كأجابةٍ و رد فعلٍ لواقع ما حدث، نعم لله في خلقه شؤون في أن يضعك في ذاك الموقف و بهذا  الوقت بالتحديد، وعلى مقربةٍ من مرحلةٍ مصيريةٍ من عمرك ، وإخراجك من ذاك المنفى إلى عالم الحرية حيث أنت أنت لا غيرك!، حيث آمالك وأمانيك، حيث المعنى الحقيقي للراحةِ غير الذي كنت  تتوهمه سابقاً، فلم يحدث شيء صدفةً إنما هي تقارير رب العالمين.
“ارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ” اسلك ذاك الطريق الذي سَير الله كل هذه المواقف لتقف عليه وامضِ بعزيمة المناضلين، بقلب متوكلٍ على الله، ناسٍ لذاك الماضي  على اختلاف نَعته إن كان جميلًا أم قبيحًا، واجعل نظرتك للأمام فقط، وطموحك أن تكون كعلم الوطن حتى ننظر إليه يجب أن نرفع رؤوسنا.
آرام بن طريف

قد يعجبك ايضا