افتتاح الدورة العادية الأولى للبرلمان الأردني للطفل

389

 

المرفأ.انطلقت يوم السبت 28/12/2019، في مقر مجلس الأمة، أعمال الدورة العادية الأولى للبرلمان الأردني للطفل، التي تستمر ثمانية أشهر.
وتَشكّل البرلمان الأردني للطفل تحت مظلة وزارة الثقافة، في حزيران الماضي، لمدة سنتين، من 50 عضوا، تم اختيارهم من قبل مدراء الثقافة، بواقع 4 أعضاء من كل محافظة، و 6 من محافظة العاصمة، من الفئة العمرية 10-17 سنة، مناصفة من الذكور والإناث، ووفق معايير تعتمد على التطوع، والقيادة، والتحصيل العلمي، واللياقة الاجتماعية، وتمثل مختلف الشرائح.
حضر الافتتاح، النائب الأول لرئيس مجلس النواب الدكتور نصار القيسي، ووزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي، وأمين عام البرلمان العربي للطفل ايمن الباروت، وأمين عام وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية الدكتور علي الخوالدة، وعدد من المسؤولين.
وقال القيسي: إننا على ثقة بأن الطريق أمامكم واعدٌ ومبشر، فأنتم بما تتسلحون به، من علم ومعرفة، تضعون أول خطوة على طريق الإنجاز والتميز والإبداع، لافتا الى جلسة مشابهة قبل أشهر عقدت تحت هذه القبة للشباب، دلت على مستوى الوعي والإدراك الذي يتميز به شبابنا، وهم الذين كانوا على الدوام محط اهتمام جلالة الملك عبد الله الثاني، حيث قدم الشباب حينها جملة من التوصيات، تبناها مجلس النواب ورفعها إلى الحكومة، وهي تتعلق في مجملها بآلياتٍ للنهوضِ بالواقع الشبابي وتمكينهم في العمل السياسي وصناعة القرار والحد من مشكلتي الفقر والبطالة.
وأكد الثقة بقدرة أعضاء برلمان الطفل الأردني على إيصال صوت الطفل الأردني، عن طريق تمكينه منذ الصغر، وتوعيته بمختلف التحديات التي تواجهه، مبديا استعداد مجلس النواب للتعاون مع الأمانة العامة للبرلمان العربي للطفل، وتبني المقترحات والتوصيات التي تعزز مهارات وقدرات الطفل، إضافة إلى التغلب على مختلف المعيقات أمام مهارات الطفل العربي التعليمية والتقنية بالتعاون مع الجهات المختصة في كل دولة، ليكونوا مواكبين لحركة التطور التقنية التي يشهدها العالم.
ولفت القيسي، إلى أن الملايين من أطفال أمتنا العربية والإسلامية كانوا ضحية للحروب والاقتتال، وعاشوا الحرمان والقهر، وعلينا اليوم مسؤولية مضاعفة، في إسنادهم ودعمهم، ودعم كل المساعي الداعية لوقف آلة الحرب التي فتكت بالمنطقة، موجهاً التحية لأطفال فلسطين، الذين برهنوا للعالم أجمع أن إرادة أهل الأرض وأصحاب الحق هي الغالبة، وأن المحتل المتوحش في خسران مهما طال أمدُ ظلمهِ وطغيانه.
وقال الطويسي أننا نتطلع ان يشكل أول برلمان للطفل الأردني، لبنة جديدة في الثقافة الديمقراطية الوطنية، وأداة من أدوات التنشئة الثقافية للجيل الجديد لكي يدرك أهمية العمل البرلماني ودوره في ترسيخ قيم الحياة الديمقراطية.
وأضاف، أن بناء ثقافة العمل البرلماني والديمقراطي في مراحل التنشئة للأطفال والشباب سوف يسهم في تعزيز التربية والتنشئة على الشأن العام، وهو الأمر الذي يُعنى بغرس القيم الديمقراطية في مراحل مبكرة من حياة الأفراد ما يسهم في خلق قيم مشتركة تؤمن بالحوار، وباستخدام الأدوات السلمية في التنافس، والقبول بالآخر، وقبل ذلك تنمي القدرة على بناء التوافقات، لافتا الى ان واحدا من اكثر المداخل لتطوير الحياة السياسية في العالم العربي اليوم يتمثل في تنمية الثقافة السياسية للأفراد والجماعات وهو الأمر الذي لن يستقيم بدون غرس هذا الثقافة الديمقراطية في مراحل مبكرة من حياة الشباب والأطفال .
وتابع: رسّخ الأردنيون طول تسعة عقود من العمل البرلماني تقاليد وطنية متينة في العمل السياسي، وهي تقاليد تستند الى أُطر دستورية قوية نظمت عمل السلطات وخلقت ثقافة راسخة من احترام التوازن بين السلطات الدستورية، وتعمل المؤسسات الثقافية والتعليمية اليوم على نقل هذه التقاليد والقيم إلى الأجيال الجديدة، ما يزيد مسؤوليتنا لإنشاء أطر مؤسسية تدعم تعزيز ثقافة الاهتمام بالشؤون العامة وسط الشباب والأطفال.
واكد حرص وزارة الثقافة من خلال المؤسسات التابعة لها، على دعم هذه التجربة وتقديم كل المساعدة في استدامتها، وتمكين برلمان الطفل الأردني في تطوير نماذج لمحاكاة البرلمان الأردني ونماذج محاكاة سياسية أخرى بهدف التدريب ونقل المعرفة.
من جهته، قال الأمين العام للبرلمان العربي للطفل أيمن الباروت، ان عصرَ المتغيراتِ الذي تمرُّ به حياتًنا في هذه الأيام يجعلً برلماناتِ الأطفال العرب أمامَ تحدٍ كبير، فقد طرحت الأممُ المتحدة الأهدافَ العالمية التي تبنتها دولُ العالم أجمع، وأطلقت عليها أهدافَ التنمية المستدامة، وهي أهدافٌ راقيةٌ ونبيلة، صممت ليقطفَ ثمرتَها أطفالُ العالم، مبينا ان خططُ التنمية المستدامة اكدت على مشاركة الأطفال وناشدت بأن يكونوا مشاركينَ ومنخرطينَ في كل ما من شأنه أن يؤديَ إلى نماء الطفولة والارتقاء بها.. واكد ان البرلمان الاردني للطفل يعد ساحةً للحوار والانخراط والتدريب، وتجسيد المشاركة الإيجابية، ليس على نطاقِ المملكة فحسب، بل على مدىً يشملُ منظومةَ الأطفال في العالم، متطلعا لدورٍ أكبر لمشاركته في الحشد والتطوير، في إطار جهود البرلمان العربي للطفل الذي يعتبرُ صرح الطفولة العربية للارتقاء والتمكين من أجل المستقبل، خاصة وأن شباط المقبلَ سيشهدُ الجلسةَ الثالثةَ للبرلمان العربي للطفل بإمارة الشارقة، والتي تشكل فرصةً سانحة يتداول فيها الأطفالُ برؤىً جديدة موضوعاتِهم وقضاياهم التي اقترحوها بأنفسهم، فتكونُ إضافةً إيجابية لما سبق ما قدموه من جهود.
وانتخب الأعضاء، مروان الشوابكة، رئيساً للبرلمان الاردني للطفل ، ونائبي للرئيس “مؤمن الكريميين، وكِندا أبو الشيخ”، كما انتخبوا، أعضاء لجنتين دائمتين للبرلمان هما لجنتا: حقوق الطفل، والأنشطة والبرامج، حيث تضم كل لجنة 7 أعضاء، يكون رئيسها ونائبة والمقرر، من أصحاب أعلى الأصوات تباعاً.
وقال رئيس البرلمان مروان الشوابكة، إننا نسعى كفريق موحد على إعداد جيل قادر على تحمل المسؤولية الوطنية، ودور فاعل بصفتنا اجيال المستقبل لتطوير المجتمع والوطن، مشيراً الى خطة تحمل عنوان: “الديموقراطية المنطقية” تعنى بدراسة المقترحات، وجمع المعلومات، ووضع الحلول ودراستها، وقبول الحل، في جو ممتلئ بالديموقراطية.
واستهلت الجلسة الافتتاحية، التي تولى رئاستها، اكبر الأعضاء سناً، وساعده أصغر عضوين حاضرين سناً، بتلاوة القران الكريم، ثم أدى الأعضاء بشكل جماعي القسم الدستوري.

قد يعجبك ايضا