لا أستطيع التأقلم مع عيشة الباديه

787

المرفأ.بدأت قصتي عندما كنت في الجامعة وتعرفت على زميل لي حيث نشأت بيننا قصة حب.
قال لي صديقي حينها أنه يعيش في إحدى القرى، وأنه وفي حالة زواجي منه ساكون معه في القرية حيث يسكن مع أهله، وأضاف قائلاً إن الحاله الماديه جيدة ولا داعي لانتظار العمل، حيث أنه وأهله يربون الأغنام والأبقار.

وبعد التخرج تقدم لي…. أهلي فرحوا كثيرا به كونه غني. وحتى صديقاتي واقرباء لي قالوا لي أن الله فتح لي باباً من السعادة بزواجي منه . وتم الزواج وانتقلت إلى القرية حيث يسكن زوجي، وهناك تفاجأت بالعادات وتقاليد اهل القرى التي لم أكن على علم بها حيث أنني عشت حياتي كلها في المدينة. فمثلًا كان مطلوباً مني النهوض من وقت صلاة الصبح والإشراف على عملية حلب الماعز والبقر، والرجوع في فترة الظهيرة للعمل على إعداد وجبة الغداء، ثم الذهاب بعد ذلك لإكمال حلب الماعز والابقار، والرجوع في مساء، وهكذا كل يوم.

ومن عاداتهم أيضا الحب والعطف الذي يسود بينهم، حيث الرجل الكبير في العائله يجمع العائلة التي تتكون من أولاده وزوجاته وأبنائهم في العطل ومناسبات، ويذبحون العجل والاغنام ويعدون وجبات الغداء والعشاء ولا يفترقون ابدا ، ويكثرون من الذبائح. وعند الانتهاء من تناول وجبة الطعام يقومون بتوزيع ما بقي من الطعام على الأقارب والجيران.

وفي إحدى المرات قلت لهم لماذا لا نضع بعض الطعام في الثلاجه لناكله في اليوم التالي بدلاً من إعداد الطعام بشكل يومي، فكان الرد أنهم لا يريدون أن يأكلوا دون أطعام جيرانهم ، وقالوا أنهم ولله الحمد سيقومون بإعداد الطعام في كل مرة حيث أن الخير كثير والنعم كثيرة. والذي استغربه عندما يطبخون أنهم يعملون العزائم حيث يأتي الجيران ويطلبون الأكل ويأخذونه في طناجر جلبوها معهم. وفي حال أن أحداً من الجيران لم يأخذ شيئاً من الطعام فإنهم يسرعون في إرسال الطعام إلى بيته.كل هذا على العكس مما يحصل عندنا في المدينه، حيث لا أحد يعرف الثاني ولا الجار يعرف جاره.

أذكر أنه عندما أنجبت إبني البكر، قام شقيق زوجي بإهدائي إسوارة من الذهب، وقام شقيقه الآخر بإهدائي خاتماً من الذهب أيضاً، كما قام أبو زوجي بإهدائي مبلغ 500 دينار باعتبارها نقوط، وحتى شقيق زوجي الذي لم يتجاوز العشر سنين أخذ من والده مبلغاً من المال واشترى كل مستلزمات الطفل. واجتمع جميع أفراد العائله عندي، حيث قدم البعض لي شوربة الدجاج، والبعض الآخر قدم وجبة المقلوبة، ومنهم من قدم لي وجبة المنسف التي أحبها.

وهم يتصفون بالشهامة أيضًا حيث قام أحد الجيران بالأتصال مع زوجي مرة وأخبره أن والده مريض وأنه بحاجة لوجود طبيب، مما دفع زوجي للنهوض لمساعدته حيث قام بتشغيل سيارة البكب أب التي نملكها، وعندما لم تشتغل السيارة أسرع إلى الحمار وأركب الرجل عليه وذهب به إلى العيادة وبقي معه حتى الصبح ولحين خروجه بصحة جيدة.

بالإضافة إلى هذا كله، فإن زوجي يوفر لي كل ما أريد من مال ولا يبخل في تقديم أي شيء مهما كان إذا وجد أني بحاجة إليه.

المشكلة التي تواجهني الآن أنني وبعد إنجابي لإبني البكر طلبت من زوجي أن لا أقوم بحلب الأبقار أو الأغنام وأخبرته أني أريد أن أمكث في البيت للعناية بأبني كونه ما زال صغيراً، لكن زوجي رفض طلبي قائلا متعللا بأنه لا يستطيع قول هذا لوالده، كبير العائلة، حيث أن النساء الأخريات وزوجات أشقائه سوف يطالبن بنفس الشيء من أجل البقاء في بيوتهن.

لقد تضايقت كثيراً من هذا العمل الذي لم أعهد مثله في المدينه التى عشت فيها، وقد شكوت هذا الوضع لوالدتي، والتي بدورها غضبت مني وطلبت مني أن أحمد الله على النعمة التي أعيشها بدلاً من الشكوى، وأخبرتني أن كل فتاه تتمنى أن تكون مكاني وأنني لا يعجني العجب.

أرجو أن تنصحوني ماذا أفعل، فأنا لا أريد الإستمرار في حلب الأبقار ولا الأغنام. مللت من ذلك.

قد يعجبك ايضا