أمسية للكابتن الطيار يوسف الدعجة في سماء الثقافة”

633

“أمسية للكابتن الطيار يوسف الدعجة في سماء الثقافة”

المرفأ.استضافت جمعية سماء الثقافة مساء يوم الاثنين الموافق 9/3/2020الكابتن طيار يوسف الدعجة ليتحدث بالتفصيل عما حصل معه من ظروف نفسية حركت فيه بواعثه الوطنية والعروبية، حين واتته الفرصة وهو يقود طائرته فوق أجواء مدينة القدس العربية في طريقه إلى أمريكا وغالبية ركاب طائرته من اليهود والأمريكان بأن يرد على ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بالقوة المناسبة التي ما كان هو نفسه يتخيلها،

كان اللقاء لروعته مذهلاً ومثيراً للعواطف التي جاشت حبا بهذا البطل المغوار الذي تحدى رئيس أعظم دولة بالعالم وتحدى دولة احتلال عنصرية تغتصب أرض فلسطين والمدينة المقدسة اسلاميا، كان اللقاء مع بطل أردني أقدم على عمل عظيم دون أن يولي اهتماماً للنتائج لأن داخله كان متفجراً بالغضب تجاه موقف الاستخفاف الذليل بالعرب، وقد أخبر زملاءه الطيارين رغبته بتقديم هذا الإعلان على طائرته فأيدوه وهم لا يقلون عنه إرادة ورغبة جامحة بتقديم رد مناسب لهذا الرئيس الغرير غير المتوازن، فكان أن أعلن أن الطائرة الآن تطير فوق مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين العربية بصوت واضح متزن وبكلمات قوية تطرق الأذان بقوة، وبعدها ترك العالم يتلقى أول هزة حقيقية تعكس مشاعر كل الأردنيين وكل العرب وكل الأحرار.

ولم يقف عند هذه المبادرة فحسب، بل ذهب بزيارة إلى برج ترامب الفخم في نيويورك وبعث من هناك رسالة أخرى بالانجليزية والعربية كذلك إلى ترامب شخصياً يقول له فيها: “طالما أنك تحب دولة الاحتلال اسرائيل بهذا القدر فلتقدم له أرضاً أمريكية ومدينة أمريكية ليقيم عليها دولته وعاصمته، ولتهبه أيضاً برجك هذا فهذا أولى بك لأنك تملكه وتملك حق إهدائه لمن ترغب وتحب.. أما القدس فأهلها الفلسطينيون ولهم حق بها لن تسطيع إلغاءه مهما فعلت”..

كان جمهور سماء الثقافة مبهورا ببطولة الكابتن طيار يوسف الدعجة ومعجباً به وبجرأته وبقوة احساسه العروبي، حتى أن النساء تمنين لو أنهن أمهات أو شقيقات لهكذا بطل واعي.. ولعل أجمل ما حصل بعد الحادثة كان أن اتصل الدعجة بوالدته بعد وصوله نيويورك ليطمئنها عن سلامته وعدم تعرضه لأي مكروه ليطمئن قلبها ويبعد القلق عنها، فدعت له دعاء الأم الرؤوم ووصته ألا يتراجع عن موقفه أو عن أي شيء قاله مهما تعرض له من ضغوط، وهذا موقف أم عظيمة تقدر موقف البطولة لدى ابنها والمبدأ الأصيل على تربى عليه من انتماء.

وراحت مخابرات الدولتين الأمريكية والاسرائيلية بهوس غريب تنقبان في تاريخ نسب الطيار يوسف الدعجة، إذا ما كان فيه عرقا من نسب يعود إلى فلسطين، فما وجدوا سوى دماء أردنية خالصة لها انتماء عروبي حر، واحساس عميق ومتجذر أن فلسطين والأردن بطينان لقلب واحد بنبض واحد، وأنهما تاريخيا وجغرافيا واجتماعياً شعبا واحدا لا تنفصم عراه ولا تتقطع أواصره.

قدمت الكابتن طيار في هذا اللقاء الأديبة هيام فؤاد ضمرة.. وقالت في تقديمها أن مفهوم الهوية يعني ثبات الجوهر، وعليه فالعروبة ذات أصالة ودلالة تاريخية وثقافية ثابتة لا اهتزاز فيها، وإن هي إلا لاحم مجتمعي عظيم يجمع كافة أقاليم العرب بلا استثناء في بوتقة العروبة الثابتة، وهذا ما أدركه بالفطرة السليمة ضيفنا الكابتن طيار يوسف الدعجة فلا غرابة أن يكون بهذه البطولة وهذا الانتماء العروبي..
ها هو صوت يوسف الدعجة يحيي فينا الأمل عبر سحابات الاسطخاب، لنرى ما يراه الحالم العاشق حين يشفه شوق البطولة فيرى الوطن بحجم العالم العربي كله، ويري الكلمة في الحق كما الزلزال يمكنها أن تجعل الأرض تهتز تحت أقدام الغزاة المغتصبين.. فأهلا بك سيدي بطلاً أحببناه وتمنينا أن نكون له الأمهات والأباء.. أهلاً بك بيننا وحديث الحب هو حديث الانتماء الذي نأمل أن توسع له صدرك.

انتهت الأمسية بعد أن جرى حوار رائع بين الجمهور والكابتن ينم عن جوهر الأصالة والوعي العالي وبدت أجواء الألفة واضحة بين الجميع وبأرقى مستوى، وألقى الشاعر الهمام المهندس زياد السعودي قصيدة معبرة بالمناسبة نالت الإعجاب..

تم تكريم الضيف بدرع مناسب يليق بمواقفه المشرفة، ومن ثم أخذت الصور التذكارية الجماعية مع البطل ابن الأردن

قد يعجبك ايضا