باسل العكور يكتب: عن الاداء الحكومي في زمن الكورونا وانتظام ايقاع الدولة

388
المرفأ.
كتب باسل العكور – في الوقت الذي تتصدع به نظم ادارية عمرها مئات السنين بكل ارثها وخبرتها وتجاربها وانتظامها في التعامل مع انتشار فيروس الكورونا، في هذا الوقت العصيب الذي فشلت به حكومات دول كبرى مثل بريطانيا وفرنسا وايطاليا واسبانيا، في احتواء الوباء ومنع انتشاره، نتابع باعتزاز منقطع النظير الاداء الحكومي الفعال في التعاطي مع الازمة في بلادنا، نرصد بكل فخر حالة الالتحام البنيوي للادارة العامة الاردنية، وكيف انها -ورغم ما تعرضت له من اهتزازات ومحاولات تفكيك وتحلل- استطاعت ان تستعيد روحها وتماسكها وانتظامها وانسجامها واخذ كل مسنن فيها يعمل بكامل كفاءته…
في الملمات فقط، يتكشف حجم الثبات والتمسك بهذا الحلم، بهذه الكينونة، لذلك كنا نقول دائما، عن بقاء واستقرار دولتنا، بأنه لغز لا يدرك كنهه إلا أهله، معادلة مركبة عصية على الفهم، لا تخضع للغة الارقام والحسابات المجردة، هو التصاق عضوي بالفكرة والقيمة والمبدأ..
في زمن الكورونا، انتظم ايقاع الدولة، واظهرت الحكومة بكامل فريقها افضل ما عندهم، وكانوا على قدر المسؤولية، نعم نحن نملك الشجاعة لنعترف، بأن معظم الوزارات عملت وفق أعلى درجات الكفاءة والحرفية، بدءا بوزير الصحة، د. سعد جابر، الذي امتاز برباطة جأش منقطعة النظير، وهدوء رصين، ودقة عالية في متابعة الأوضاع ميدانيا، هو وزير من الزمن الجميل، بكامل هيبته وحضوره…
ربما هي مناسبة ايضا لنذكر بدور الكوادر الطبية والتمريضية والادارية في مستشفياتنا الحكومية والعسكرية التي توصل الليل بالنهار، في مواجهة اعتى الاوبئة واكثرها خطورة..
وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال، أمجد العضايلة، هو أحد أهم عناوين التميز الحكومي، في التعاطي مع الأزمة حتى الآن، وزير اعلام وناطق رسمي استطاع ان يضبط الفوضى، ويحول مؤسسات الاعلام الرسمي الى اوركسترا تعمل بايقاع متجانس، ناهيك عن مهارته في التواصل وتقديم الفكرة بوضوح لا تشوبه شائبة، وشفافية تفتقر لها الكثير من الدول التي تعاني من هذا الوباء..
وزارة الصناعة والتجارة، طارق الحموري، أحد فقرات العمود الفقري الحكومي، وأكثر الوزراء ديناميكية، في مجاله، عمل بكل جهد لضمان وفرة المخزون الغذائي والدوائي، والمشتقات النفطية، وهذا دور حيوي للغاية، فلم نشهد نقصا في الاسواق لأي مادة أساسية أو غير أساسية، إلى جانب وزير الزراعة، ابراهيم الشحاحدة الذي اتخذ من السوق المركزي مقرا لعمله.
وزير الاوقاف المختلف محمد الخلايلة، أنموذج لرجل الدولة الحقيقي، وعالم الدين المتمكن والقادر على تبديد الاجتهادات المتشنجة والمتسرعة..
وزير الخارجية أيمن الصفدي، الذي امتاز أداؤه بالثبات النوعي منذ تسلمه حقيبة الشؤون الخارجية، من الوزراء الذين قاموا بواجباتهم على اكمل وجه.. متابعته الحثيثة لكل أردني في الخارج، حرصه الأصيل -وليس المصطنع- على رعاية شؤونهم وتأمين وصولهم، اهتمامه بكفاءة كوادره الدبلوماسية في العواصم الرئيسة، كان له ابلغ الاثر في تمتين الاداء الحكومي وتكامله واحاطته..
تابعنا في الايام الماضية وبعد اغلاق حدودنا اهتمام الوزير الصفدي الشخصي بتأمين مواطن تقطعت به السبل في امستردام وكيف قامت كوادر سفارتنا هناك وسفيرنا الدكتور نواف التل بتقديم المساعدة اللازمة، وكيف تمكنت من نقله الى القاهرة ليتسلم السفير علي العايد وطاقمه الرائع الراية ويقدموا اداء رفيعا ،يليق بالوطن وباهله وناسه ..
اما رئيس الوزراء عمر الرزاز، فيعود له كل “الكردت”، وللانصاف نقول بانه هذه المرة نجح تماما حتى هذه اللحظة في ادارة الازمة وتوزيع الادوار والمهام والمسؤوليات، نجح في مخاطبة الناس وطمأنتهم ،نجح في متابعة كل صغيرة وكبيرة، نعم دكتور عمر لقد اثبتنا باننا دولة قادرة وقوية واننا مجتمع قادر وقوي ..
الحكومة بفريقها، وقواتنا المسلحة، واجهزتنا الامنية تفانت في عملها إلى اقصى درجة ممكنة ، وذلك لضمان سلامة الاردنيين وتطبيق كافة الإجراءات الوقائية والإحترازية. لا مكان للخوف ويبقى ان نثبت جميعا باننا على قدر المسؤولية .. سننتصر باذن الله في هذه المعركة ايضا ،كيف لا ونحن متعاضدون ومتكافلون ومتعاونون ومنتمون لتراب هذه الارض الطاهرة ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب .

قد يعجبك ايضا