في حفل رعاه صاحب السمو السيد خليفة بن الجلندى آل سعيد: الاحتفال بتخريج الدفعة الرابعة من طلبة التعليم العام (ثنائي اللغة) والدفعة 34 من طلبة التعليم المبكر بمدارس التكوين الخاصة ببركاء

96

المرفأ…متابعات
سلطنة عمّان – سميرة القطان

احتفلت مدارس التكوين الخاصة بولاية بركاء بتخريج الدفعة الرابعة من طلبة دبلوم التعليم العام (ثنائي اللغة)، رعى الحفل صاحب السمو السيد خليفة بن الجلندى بن ماجد آل سعيد الموقر وحضره عدد من أصحاب السعادة والمشائخ والاعيان وأولياء أمور الطلبة الخريجين، وبدأ الحفل بآيات من القرآن الكريم تلاها الطالب صالح بن خالد الريامي.
34 عاما من العطاء
ثم ألقى الأستاذ بدر بن سيف بن محمد البوسعيدي مالك مدارس التكوين كلمة قال فيها: في هذه الأيام المفعمة بالفرح وسط الذكريات المتناثرة على جدران المدرسة وفي أروقتها، نجد أن مدرستنا العزيزة قد أكملت أربعة وثلاثين عامًا مليئة بالعطاء والمثابرة والنجاح. لقد كانت ولا زالت مهداً للعلم ومنارة تضئ دروب المعرفة للأجيال المتعاقبة، معبرةً عن جزيل الشكر وعميق الامتنان لكل السواعد التي بَنت، والأيادي التي أعطت وأجزلت ودعمت ووقفت بكل قوه في سبيل هذا الصرح العلمي، وكذلك الهيئة الإدارية والتدريسية والطلبة ذاتهم ولا شك أن أولياء الأمور، بتشجيعهم المستمر ومبادراتهم الكريمة، كان لهم دور لا يستهان به في إحداث نقلة نوعية بالمدرسة على مدى سنوات طويلة، والشكر موصول لهم جميعا، فما بدأ كبناء متواضع، اليوم يحمل بين جدرانه طموحات جمة للتوسع والتطور.
وقال: كيف تُرسم معالم مدرسة المستقبل التي نطمح إليها؟ وكيف نجعلها تتواءم مع توجهات رؤية عمان ۲۰٤٠ الطموحة؟ وكيف نجهزها بكل الممكنات لكي تواكب مسارات التعليم الحديثة والمتطورة من النواحي الفنية والتقنية؟
في مدرستنا الفتية، نحلم بفضاءٍ تعليمي يلبي الاحتياجات الفعلية للتعليم المعاصر، فضاء قائم على مبادئ التعلم التعاوني وترسيخ القيم الإنسانية وتعزيز مهارات التفكير النقدي والإبداعي. غير أن الحلم لا يتوقف على المستوى النظري، بل يتعداه إلى إجراءات فعلية وملموسة كتوسعة المباني وإعادة تجهيز الحجرات الدراسية بأحدث التقنيات التي تتناسب مع متطلبات التعليم الحديث.
تشييد مبنى تعليمي متكامل
وأضاف الأستاذ بدر البوسعيدي في كلمته: تستشهد رؤية عمان ۲۰٤۰ بأهمية التعليم في تنمية الموارد البشرية، وكيف يمكن للتعليم الجيد أن يسهم في تطوير المجتمع والدولة. ومن هذا المنطلق، نجد أن تشييد مبنى تعليمي متكامل يضم جميع الممكنات لخلق بيئة تعليمية تفاعلية وداعمة للابتكار، يأتي في مقدمة أولوياتنا وستحتوي مدارس التكوين الخاصة بعد اكتمال مبانيها الممتدة على مساحة أرضية تقدر بعشرين ألف متر مربع، مبنى مدرسي يحتوي على خمسين فصلا دراسيا وثلاث مختبرات للحاسب الآلي وأربع مختبرات لمواد العلوم ومركزا لمصادر التعلم ومختبرات علمية للذكاء الاصطناعي والابتكار وقاعات للأنشطة وملاعب وقاعات رياضية مغلقة ومركزا لتعليم السباحة وغيرها من المرافق الخدمية.
كما وقد تم تصميم مبنى متكامل ومستقل لرياض الأطفال وفق أحدث المواصفات العالمية، يأخذ بعين الاعتبار الجوانب التربوية والنفسية لطلابنا الصغار، في بيئة آمنة وداعمة مزودة بعيادة خاصة ومساحات للتعلم واللعب، تلك البيئة التي تمكنهم من النمو والاستكشاف والتفاعل مع عالمهم بسعادة ومرح.
وقال: انتقل معكم الى استكمال فرحتنا بتخريج فوج جديد من طلبة الصف الثاني عشر بمدارس التكوين الخاصة في دفعته الرابعة. فاليوم نحتفي بإنجازات أبنائنا وبناتنا، ونشهد ثمرة جهودهم وعطائهم.
وأتقدم بأصدق التهاني وأعذب التبريكات لكل خريج وخريجة، فقد كان سلم العلم شاهقا والمنحدر صعبا، لكن بعزيمتكم وإصراركم قد تسلقتم القمم وبلغتم الهدف. ولا يفوتني أن أرفع أسمى آيات الشكر والامتنان للأسر التي ساندت وشجعت ووفرت كل السبل لأبنائها. كما لا ننسى المعلمين الذين واصلوا عطاءهم الليل بالنهار ووقفوا كالبناء المتقن والمرشد الأمين لتكوين جيل متعلم واع ومتفوق.
ووجه كلمته للخريجين فقال: إن تخرجكم هذا هو البداية الحقيقية لرحلتكم في الحياة، حيث ينتظركم عالم مليء بالتحديات والفرص نسأل الله لكم السداد والتوفيق وان يجعل النجاح والتميز حليفكم دائما وأبدا وعليكم أن تظلوا متعطشين للمعرفة والعلم والتعليم والتدريب، فالعلم هو سيفُكم في زمن تتصارع فيه الأفكار وتتنافس الشعوب، وبالتعليم تبنون لكم وطنا يفخر بكم، قويا بعلمكم، نيرا بفكركم. كونوا مواطنين صالحين مساهمين في بناء الوطن، فكل صرح عظيم بني أول ما بني على علم واع وفكر رصين.
واختتم كلمته قائلا: في الختام، أذكر نفسي وإياكم بقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة”. فاسلكوا ذلك الطريق بثقة وإيمان، وكونوا على يقين أن كل خطوة تخطونها في طلب العلم هي خطوة نحو مستقبل مشرق لكم ولوطنكم.
كلمات الخريجين
ثم قدم الطلبة الخريجون عددا من الكلمات، منها كلمة خريجي التعليم المبكر التي قدمها الطلاب: قصي بن إسماعيل العمراني، محمد بن ماجد القنوبي، سناء بنت محمد بوتا، حمزة بن بلقاسم بو هديمة، هيا بنت قيس الفارسية، ثم كلمة خريجي الدبلوم العام قدمتها الطالبة لينا بنت ناظر البلوشية، ولجين بنت عبد الرحمن البلوشية، قالتا فيها: بينما نجتمع اليوم ونحن نرتدي لباس التخرج ونقف متطلعين لبدء فصل جديد من حياتنا فإن أذهاننا تعود إلى مسار رحلتنا الرائعة التي كانت نسيجاً مذهلاً من تجاربِ التعلمِ. لقد واجهتنا تحدياتٌ جمة، بدت لنا منذُ الوهلة الأولى وكأنها لا يمكن التغلب عليها. احتفلنا بالانتصارات الصغيرة والكبيرة على حدٍ سواء واكتشفنا في رحلتنا نقاط قوتنا وشغفنا وربما الأهم (أنفسنا). وشكراً لمعلمينا على جهودهم الكبيرة والمتواصلة والذين لم ينقلوا لنا فقط حُب المعرفة؛ بل علمونا أهمية التعاطف والمرونة والنزاهة والتشبث بقيمنا الإنسانية، فقد أشركونا في رحلة تحد لعقولنا وجعلونا نفكر ونتساءل ونسعى لتحقيق التميز..
ثم قام صاحب السمو السيد خليفة بن الجلندى بن ماجد آل سعيد الموقر – راعي الحفل – بتكريم الطلبة الخريجين.

قد يعجبك ايضا