جمعة داميةبالعراق تخلف عشرات القتلى والجرحى

372

المرفأ.خلال مواجهات داميةقتل خمسة عشر متظاهرا بالرصاص الحي وأصيب عشرات الأشخاص بجروح أمس في مدينة الناصرية جنوب العراق، خلال مواجهات دامية بين المحتجين وقوات الأمن، بحسب ما أفادت مصادر طبية.

وكان مدير شرطة المدينة الجنوبية أعلن في وقت سابق أمس استقالته غداة استقالة المحافظ وإقالة القائد العسكري المكلف بإدارة خلية الأزمة، عقب أعمال الفوضى الدامية في المدينة التابعة لمحافظة ذي قار التي تضم آثارا تاريخية.

وإلى ذلك أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي عزمه الاستقالة بعيد دعوة المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني في خطبة صلاة أمس مجلس النواب العراقي إلى سحب الثقة من الحكومة غداة أحد الأيام الأكثر دموية في حركة الاحتجاج المستمرة منذ شهرين.

وبدا واضحا للمرة الأولى، دعم المرجع السيستاني (89 عاما) للاحتجاجات الغاضبة التي تدعو منذ الأول من تشرين الأول (اكتوبر)، إلى “إقالة الحكومة” وتغيير الطبقة السياسية التي تسيطر على العراق منذ 16 عاما، مع اتهامها بالفساد وهدر ثروات هذا البلد.

وقال السيستاني في خطبة أمس التي تلاها ممثلة أحمد الصافي في كربلاء، إن “مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة الراهنة مدعوّ الى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن ويتصرف بما تمليه مصلحة العراق والمحافظة على دماء أبنائه، وتفادي انزلاقه الى دوامة العنف والفوضى والخراب”.

وبعد ساعات، أعلن عبد المهدي (77 عاما) المستقل والذي تولى منصبه منذ أكثر من عام، عزمه الاستقالة، وقال في بيان “سأرفع الى مجلس النواب الموقر الكتاب الرسمي بطلب الاستقالة من رئاسة الحكومة الحالية ليتسنى للمجلس إعادة النظر في خياراته”.

وعلى الفور، هتف متظاهرون في ساحة التحرير بوسط بغداد، معبرين عن فرحهم بهذه الخطوة التي تندرج في اطار مطالبهم ب”إسقاط الحكومة” وتغيير القادة السياسيين.

ومن غير المرجح ان تحد الخطوة الـتي أتخذها رئيس الوزراء من موجة العنف التي تضرب مناطق جنوب العراق، حيث التقاليد العشائرية ، بعد مقتل وجرح عدد كبير من أبناء تلك العشائر.

في مدينة الديوانية، جنوب البلاد، حيث أقيم تشييع رمزي تكريما لـ 46 متظاهراً قتلوا أول من أمس بالرصاص في مدن متفرقة من البلاد، أعرب متظاهر عن سعادته، مشيراً في الوقت نفسه الى ان “مشكلتنا ليست رئيس الوزراء (فقط)، نريد ان ترحل جميع الاحزاب”، في أشارة لفشل السياسيين في إدارة البلاد وما ترتب على ذلك من سوء الخدمات وفساد وأرتفاع معدلات البطالة في العراق الذي يعد بين أغنى دول العالم بالنفط.

ورحبت جهات بينها كتل سياسية بالدعوة التي كان اطلقها المرجع الشيعي، وقال تحالف النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي “ندعو مجلس النواب العراقي لعقد جلسة خاصة غدا (اليوم) لسحب الثقة عن الحكومة وتشكيل حكومة جديدة مستقلة”. كما أعرب تحالف “الفتح” الذي يمثل فصائل الحشد الشعبي المدعومة أغلبها من إيران، ويعتبر ثاني أكبر الكتل البرلمانية، عن موقفه المؤيد لتوجيهات المرجعية الشيعية.

ورغم قمع التظاهرات، يواصل المحتجون التمسك بمطالبهم بـ”إسقاط النظام” السياسي الذي شكله الأميركيون بعد اسقاطهم نظام صدام حسين العام 2003، وخصوصا مع النفوذ المتنامي لإيران سواء في صفوف الطبقة السياسية او على الصعيد الاقتصادي.

وادى العصيان المدني والاحتجاجات الى اغلاق مؤسسات حكومية ومدارس ومقار مختلفة في عدد كبير من المدن وخصوصا في جنوب العراق، حيث يعيش واحد من كل خمسة أشخاص تحت خط الفقر رغم الثروة النفطية الهائلة.
ولم يتمكن المتظاهرون حتى الآن من الوصول الى حقول النفط التي تمثل مصدر الدخل الرئيسي وتشكل 90 % من موازنة العراق المثقل بالديون.-(أ ف ب)

قد يعجبك ايضا