فيلم “سعداء 140” الاسباني يعاين انهيار القيم الانسانية في مواجهة سطوة المال
عاين الفيلم الاسباني الدرامي “سعداء 140” من إخراج جراثيا كيرخيتا موضوع إنهيار القيم الانسانية في مواجهة سطوة المال وإغراءاته في ظل ما يعيشه أفراد من قيم المجتمع الرأسمالي التي كرست حضور المال على حساب مفاهيم واخلاقيات إنسانية.
وتحدث الفيلم الذي انتج عام 2015 وعرض مساء امس الثلاثاء في المركز الثقافي الاسباني “ثيربانتيس” بعمان، عن شخصية “إليا” التي تجمع اسرة شقيقتها وأصدقائها المقربين وعشيقها السابق في قصر ريفي ذي اطلالة خلابة على البحر للاحتفال بعيد ميلادها الاربعين.
وفي الوقت الذي كان كل من المدعوين جلب معه مفاجأة خاصة لها بهذه المناسبة خصوصا عشيقها السابق عازف البيانو “ماريو” الذي فاجأها بتلبية الدعوة برفقة صديقته الممثلة الشابة التي يريد الزواج بها، وكانت “إليا” التي ما تزال تحبه وتسعى لاستعادته قد اقتنت بيانو واحضرته الى القصر كمبادرة منها له، لتفاجئهم بإحدى الامسيات حين يسألونها عن المفاجأة التي ادخرتها كما ورد في دعوتها لهم، بأنها ربحث ورقة اليانصيب الاوروبي وقيمتها 140 مليون يورو، لتتوالى الاحداث الدرامية بالتصاعد نتيجة تأثير هول المفاجأة وضخامة المبلغ الذي يثير الحسد لدى بعضهم ويرى فيه مفتاحا لحل مشاكلهم الخاصة التي تتكشف تدريجيا في سياقات مشاهد الفيلم.
وفي ليلة حفلة عيد الميلاد واثر مشادة بين “إليا” و”ماريو” في قبو النبيذ، تقذفه بزجاجة نبيذ تصيب اسفل رأسه من الخلف يسقط على اثرها ميتا ما يضع الجميع امام استحقاقات معالجة هذا الامر الذي يسقط عليهم في البدء كصدمة، في الوقت الذي تتجلى لزوج شقيقتها المحامي البارع والمادي جدا كفرصة ذهبية تتطلب اغتنامها باقناع الاخرين بان يتقاسموا الجائزة مقابل القاء الجثة في البحر والتكتم على الامر لاسيما ان القتيل لا اهل له ولا يوجد من يسأل عنه وهو ما يتفقون عليه وتتجنب “اليا” السجن مدة لا تقل عن 20 عاما.
المخرج الاسباني “كيرخيتا” اقترب من اسلوب الفريد هتشكوك في طرح الجريمة التي تكشف عن النوازع البشرية وتعري الافراد من مظاهرهم الخارجية الوديعة.