منتدون :أكدوا ان هذه المسرحية تعد عملا فنيا ابداعيا ينحو الى ما يطلق عليه “ما بعد الحداثة/ما بعد الدراما”.
المرفأ الاخبارية :أشاد منتدون بمسرحية “اوركسترا” تأليف الاديبة سميحة خريس وإخراج الدكتورة مجد القصص، من حيث النص والعرض.
وفي الندوة التي عقدتها لجنة المسرح والدراما في رابطة الكتاب الاردنيين بالشراكة مع منتدى النقد الدرامي مساء امس الاربعاء في قاعة غالب هلسة بمقر الرابطة بعمان، أكدوا ان هذه المسرحية تعد عملا فنيا ابداعيا ينحو الى ما يطلق عليه “ما بعد الحداثة/ما بعد الدراما”.
وقال رئيس رابطة الكتاب الاردنيين السابق الناقد الدكتور زياد ابو لبن في قرآءة قدمها لنص مسرحية “اوركسترا” للاديبة خريس في الندوة التي أدارها عضو الهيئة الادارية للمنتدى الدكتور الحاكم مسعود، “إذا سلمنا بمقولة أن المسرح هو أحد أهم الفنون في هذا العصر، وهو كذلك، وباعتباره من أوائل الفنون التي عرفها الإنسان منذ القديم، فلا بدّ لنا أن نتعامل مع النص ليس باعتباره نصاً مكتوباً فقط، بل نصاً يرتبط بخشبة المسرح، بما ينطوي عليه من عناصر تقوم على أحداث وشخصيات وحوار وأمكنة وأزمنة، في بناء درامي يحكم العرض المسرحي من إخراج وتمثيل وموسيقى وغناء وديكور وتصميم وإضاءة إلى آخره، ولا بدّ أن كل مسرحية تقدم للمشاهدين أو الجمهور تحمل هدفاً أو رؤيا جديدة للواقع”.
ونوه بأن كاتبة المسرحية خريس استطاعت أن تقدم نصاً درامياً يسخر من واقع اجتماعي مصاب بالانفصام، وبعيداً عن التهريج والضحك غير المبرر، وإنما قدمت نصاً جاداً يحمل هموم المرأة العربية المعاصرة، ويخرج عن تنميط الواقع، ويتميز بلغة شاعرية قائمة على التخييل، وجدية الطرح الذي يتكئ على مفهوم المسرح الذهني.
بدوره قدم الناقد المسرحي العراقي عواد علي في الندوة التي حضرها عدد من الاكاديميين والمسرحيين والمثقفين، قراء في العرض، مبيناً أن المخرجة مجد القصص اعتمدت اشتغالا “دراماتورجيا” على نص سميحة خريس، فأعادت توزيع الحوارات، بعد تكثيفها، على الشخصيات النسائية الخمس، وصاغت رؤيتها الإخراجية بملامح ما بعد حداثية، حيث جرى تفكيك البنية الدرامية وتشظيتها، وأسلبة المشاهد والعلاقات بين المؤديات والمؤدي الذي جسد ثلاث شخصيات رجالية، انطلاقا من أن العرض المسرحي فن متخيل افتراضي، وليس محاكاة للواقع على أساس المماثلة بين أفعال الإنسان في الحياة والأفعال على الخشبة.
وقال إن المخرجة تلاعبت بالزمن وجعلت الماضي يتداخل مع الحاضر يقوم على اللعب والكشف، والتأكيد على جماعية العرض بحيث يتساوى الممثلون في حضورهم، دون التركيز على شخصية رئيسة واحدة كما يحدث في أغلب المسرحيات التي تنتمي إلى المسرح الدرامي.
وأشار الناقد علي إلى أن العرض حمل رؤية نسوية للصراع الدائر بين النساء المضطهدات والرجل الذي يمثل الهيمنة الذكورية (البطرياركية)، لافتا أنها رؤية عقلانية وليست متطرفة كما في بعض الرؤى النسوية التي نجدها في الأعمال الأدبية والفنية للنسويات في الغرب، حيث لم تعف المرأة هنا من تحمل ما آل إليه وضعها الاجتماعي بسبب سلبيتها واندفاعاتها العاطفية.
ونوه بالأداء المتقن للممثلات والممثل زيد خليل مصطفى في العرض، والمنحى السيميائي للسينوغرافيا، وعضوية الموسيقى والغناء، حيث كانا جزءاً أساسياً في العرض وليسا مكملين أو عنصرين زخرفيين.
بدورها اشارت الاديبة خريس الى ان اول عمل مسرحي قدم لها كان عن رواية “خشاش” واخرجه حكيم حرب، مبينة ان مسرحية “اوركسترا” هي ثمرة تعاون مع المخرجة القصص التي ابدي اعجابي باعمالها وطروحاتها وهي كانت تبحث عن نص اردني جيد وجزء من الفكرة كان عندي وجزء اخر عند المخرجة.
وقالت انها شعرت بسعادة عندما شاهدت “البروفة” العامة للعرض وتجسيد شخصيات النص التي كانت على ورق الى كائنات حية من لحم ودم، منوهة بالمخرجة القصص التي استطاعت ان تلتقط بذكاء ما ارادت ان تقوله بالنص، وانها تجربة جميلة وستكون سعيدة لتكرارها.
من جهتها اعتبرت المخرجة القصص ان اول من ادخلوا الحداثة الى المسرح هم الفنان خالد الطريفي، والفنان نادر عمران الذي رحل منذ يومين والفنان الراحل عامر ماضي، منوهة بالتجارب الاخراجية العديدة بالولوج الى الحداثة وما بعد الدراما لرئيس منتدى النقد الدرامي المخرج والباحث الدكتور محمد خير الرفاعي.
وقالت انها من خلال اعمالها المسرحية ستعمل على كسر الهوة بين “الجماهيري” و”النخبة” مشيرة الى انها تبحث الان على حداثة جديدة قائمة على الاصلاح للحداثة القديمة .
وعبرت عن سعادتها بالعمل مع الاديبة خريس وان العمل المسرحي “اوركسترا” هو خلاصة عصف فكري جمعهما ليتجسد عرضا مسرحيا على الخشبة .
وجرى في ختام الندوة حوار مطول عن العرض المسرحي “اوركسترا” ومحمولاته، والنصوص التي تكتب والمعدة للمسرح وحركة النقد المسرحي الاردنية.