أردوغان وغول على مفترق طرق
وكالة المرفأ -منذ مدة والشارع يتحدث عن أن عبد الله غُل سيترشح للانتخابات الرئاسية القادمة. اختلاف غُل مع الحكومة عقب تصريحاته حول مرسوم أصدرته، والتصريحات المتبادلة جعل هذا الموضوع يشغل مكانًا على الأجندة اليومية.
وفي الواقع أرى أنه ليس من الصواب الفصل بين أردوغان وغُل على أنهما طرفين قبل الإعلان عن ترشح الأخير بشكل رسمي.
في مثل هذه الحالات من الفراق تكون الحاضنة الشعبية أكثر من يحزن ويتأثر. استنادًا لما شهدته في الماضي، الأمر الوحيد الأكيد بالنسبة لي هو أن من يسب ويشتم الغير من أجلكم اليوم سيفعل الشيء نفسه بكم غدًا. فهذا ما يفهمه البعض من “التأييد”.
أقولها من البداية، لم أكتب هذه المقالة لأؤيد أحد الأطراف. لا شك أن قلبي يميل لأحدهما لكنني لن أفصح عنه لأن الأمور لا تسير بشكل سليم.
أود البدء بإجراء تقييم عام للموضوع، لكن أعتقد أنه ينبغي أولًا تصحيح خطأ ارتكبه جميع الكتاب تقريبًا، حتى لا نبخس الماضي حقه.. لا يمكن الحديث عن رفقة أردوغان وغُل بدءًا من حزب العدالة والتنمية.
فالرجلان بدأا بداية جديدة معًا لكن رفقة أردوغان وغُل لم تنطلق مع تأسيس حزب العدالة والتنمية. ففي الماضي كانا في حزب واحد معًا، لكن لأنهما لم يستطيعا التعبير عن نفسيهما فيه، اتجها إلى تأسيس كيان جديد. البعض اعتبرها خيانة للقضية، والبعض الآخر تصرفًا صائبًا.
كنت مندوبة في المؤتمر الذي تم فيه الإقدام على الخطوة الأولى، وصوّت ضد تأسيس الكيان الجديد. عندما أفكر اليوم بسبب رفضي أجد أن النتيجة كانت “الخوف من الانقسام والتفرق”.
كنت من المعجبين بالسيد طيب، فهو إنسان عملت معه في المجال السياسي، وبدا لي عند رحيله أن الفراغ الذي خلفه لا يمكن سدّه. فالفراغ الذي يخلفه من يرحلون لا يمكن ملؤه بسهولة.
في تلك الفترة سألت نفسي كثيرًا “ماذا كان سيحدث لو بقيا؟”. وبعد مرور سنين عند النظر إلى الأحداث من الخارج رأيت أنني كنت مخطئة في حسابي. فتفكير الإنسان يختلف مع مرور الوقت، ويمكن أن تحدث خلافات في وجهات النظر بين الرفاق سواء أكان ذلك على صعيد القضية أم الزواج أم أمور أخرى.
وفي مثل هذه الحالات ما يمكن فعله هو إما الاستمرار في الطريق نفسه على الرغم من كل شيء، وإما أن يتجه كل في طريقه.
ولن نجد إجابة مشتركة لا اليوم ولا في المستقبل عن سؤال “هل الذنب ذنب من رحل أم من بقي؟”.
لا يمكننا تجنب تكرر التاريخ، لكن باستطاعتنا أن نتفادى أخطاء الماضي. ولهذا إذا كان الفراق سيتحقق، فأتمنى أن يحدث ذلك دون إيلام من يشكلون الحاضنة الشعبي