أيها الحراكيون…د. بسام العموش

اتابع أخباركم منذ عام 2011م وأدقق في الوجوه والاتجاهات والشعارات والمطالب ، وأراقب موقف رجال الأمن وأعمالهم معكم ، كما أراقب تناول وسائل الإعلام لحراككم . وكنت في ذلك أجد معقولية وتعبيرا’ عن الحرية والديموقراطية بل وإظهارا’ للوجع والألم الذي حل بالناس من حيث معيشتهم وظروفهم وإحباطهم من الأداء الحكومي والبرلمانية، رأيت يأسكم من مكافحة الفساد !! رأيت تعجبكم من هرولة المسؤول الذي راح يركض لتأمين ولده !! قرأت في وجوهكم الغيظ من حيتان المناصب والشلل الفاسدة !! سمعت صوتكم وأنتم تطالبون بتطبيق قانون من أين لك هذا؟ رأيت ألم المزارعين المنغمسين في الأرض ينتجون للوطن ولاقتصاد الوطن يجلبون له العملة الصعبة بينما الحيتان تحول أموال الوطن للخارج !!! . كل ما سبق لاحظته ورأيته وأيدته لكنني بدأت أسمع نغما’ مختلفا’ فيه رائحة الدمار والضياع والانهيار !! فيه الغرق والزلزال والموت والفناء !! بدأت أشتم رعونة قد يقف وراءها من يحملون نوايا السوء داخل الكواليس والسفارات والأجهزة الدولية وأصحاب الأمراض النفسية والذين لا يرون أبعد من أرنبة أنوفهم . يريدون تحطيم البلد باسم الديموقراطية!! لقد قال الملك الحرية سقفها السماء لكن ذلك لا يعني أن نخرب بيوتنا بأيدينا . لن نسكت على فاسد ، ولن نقبل بحكومات التوريث، ولسنا راضين عن مكافحة الفساد ، ولسنا مغرمين بالأداء النيابي لكن كل ذلك لا يعني بالنسبة لنا إسقاط العلم والرمز . كل بلاد العالم فيها رمزية يحافظون عليها لأنهم متمسكون بالاستقرار فلنفعل مثلهم دون أن نسكت على حق لنا ، ودون أن يطمئن الحيتان ولا يقر لهم قرار . نحن بلد محاط بجهات ربما تنوي لنا الشر !! فالقوى الدولية ليس لها صديق بل عندنا نماذج باعتهم دون تردد ، وعلينا أن نتذكر أن إدارة ترامب إدارة متناغمة مع الصهاينة ، وهذه فرصة إسرائيل لطرد شعب فلسطين وإجهاض حلم الدولة الفلسطينية !! أما جيران الشمال فنعرف موقفهم منا في الخمسينات والسبعينات ولن يدعوا الأردن اذا استتب لهم الأمر !! أما شرقا’ فثمة دولة إقليمية لها طموحات رأيناها في أربع عواصم عربية ولا يزال كيدها مستمرا’ ونحن ضمن المستهدفين !! وما يجري في الخليج قد لا يكون في صالحنا !! فهل كل هذه الظروف ننساها ؟؟!! ألسنا مطلعين على
‘ لعبة الأمم ‘ ؟ أيها الحراكيون المحترمون ، نحترم غيرتكم وشجاعتكم لكننا ندعوكم للانتباه فالمسألة تحتاج إلى تدقيق قبل فوات الأوان .