صدمة في الجزائر إثر أسوأ كارثة طيران في تاريخها والصحافة تفتح ملف “تقادم” الأسطول الجوي
وكالة المرفأ: دخلت الجزائر في حالة من الصدمة إثر حادث تحطم الطائرة العسكرية روسية الصنع بعيد إقلاعها الأربعاء من القاعدة الجوية في بوفاريك. وتساءلت عدة صحف جزائرية الخميس عن حالة الأسطول الجوي وسبل صيانته، لتصبح هذه المأساة موضوع النقاش الرئيسي في البلاد.تعيش الجزائر التي دخلت منذ الخميس في حداد وطني لثلاثة أيام، على وقع الصدمة إثر أسوأ كارثة جوية في تاريخ أسطولها الجوي، وتحديدا العسكري، بعد تحطم طائرة عسكرية أسفر عن مقتل 257 شخصا، ولا تزال أسبابه قيد التحقيق.وكان الركاب وأغلبهم جنود وعائلات عسكريين عائدين إلى ثكنتهم في أقصى جنوب البلاد. وكانت الطائرة العسكرية وهي من طراز “إيليوشين 79” قد تحطمت بعيد إقلاعها، وتطلب إخماد الحريق الذي اندلع فيها قرابة الساعتين، ما تسبب في تفحم العديد من جثث الضحايا، حسبما نقلت وسائل إعلام محلية.
وذكرت محطة إذاعية رسمية أن الطيار تجنب وقوع كارثة أسوأ بتوجيه الطائرة لتتحطم في الحقل بعيدا عن الطريق السريع المحاذي، وذكرت أنه مضمون آخر رسالة بعث بها لبرج المراقبة.وفي العاصمة الجزائر، نكست الخميس الأعلام الخضراء والبيضاء التي تتوسطها نجمة وهلال حمراوان على المباني وفي الساحات العامة وكذلك على العديد من مباني السفارات الأجنبية.ووقف العديد من الجزائريين دقيقة صمت في عدد من الإدارات فيما نشرت شركات كبرى تعازيها لأسر الضحايا على صفحات الجرائد. وستقام اليوم الجمعة صلاة الغائب في مساجد البلاد، فيما لم تصدر أي معلومات حول تشييع الضحايا الذي يبدو أن تحديد هوياتهم سيستغرق وقتا.وفي مستشفى عين النعجة العسكري بالعاصمة والذي نقلت إليه الجثث، تم تشكيل خلية لتقديم مساعدة نفسية لعائلات الضحايا ولمن شهدوا سقوط الطائرة.وتجمع عدد من المواطنين الخميس قرب المستشفى للتعرف على ذويهم من بين القتلى، واحتضن الأقارب الجثامين الملفوفة بالعلم الجزائري لدى تسلمهم جثث ذويهم، وأطلقت مجموعة من النساء الزغاريد وتلت الصلوات في حين حملت أخريات صورا لذويهن.
“الفاجعة” عنوان موحد للصحافة!
واحتلت صور الكارثة التي تعرضت لها الطائرة الصفحات الأولى للجرائد الناطقة بالعربية والفرنسية عبر البلاد، الخميس، حيث أشارت الصحافة في عناوينها إلى “الفاجعة” و”الصدمة” دون أن تدخل في تكهنات حول أسباب الحادث التي تبقى مجهولة.لكن الكثير من الجرائد أوردت في مقالاتها بأن كارثة الأربعاء تأتي في إطار سلسلة من الحوادث الجوية التي تعرضت لها بشكل أساسي طائرات عسكرية في الأعوام الأخيرة.حيث ذكرت بعض الصحف أن الكوارث السابقة تدفع اليوم إلى تسليط الضوء على تقادم طائرات الجيش الجزائري وسبل صيانتها. فيما تساءلت صحيفة الوطن الناطقة بالفرنسية ما إن كانت هذه الحوادث “قدرا لطائرات القوات الجوية التي تغطي مساحة مترامية تتجاوز حدودا بطول ستة آلاف كلم”.أما صحيفة الخبر الناطقة بالعربية فقالت إن الحوادث السابقة كانت “في معظمها ناتجة عن سوء صيانة الأسطول العسكري الجوي”. وفي نفس السياق، كتب الموقع الإخباري “كل شيء حول الجزائر” أنه “لا شك في أن ظروف المأساة ستكون موضع نقاش في الأيام المقبلة مع تكرار الحديث عن الأمن الجوي وحالة أسطول (الجيش الجزائري) وتقادمه”.وفيما أعلنت السلطات فتح تحقيق في الحادث، ذكرت صحيفة ليبرتيه بأنه “حتى اليوم، بالكاد رشح شيء من التحقيقات” التي جرت حول الحوادث السابقة.هذا، تم إلغاء أحداث ثقافية واحتفالات كانت مقررة في الأيام الثلاثة المقبلة. حيث ألغت وزارة الثقافة عرضا كانت ستنظمه مساء الأربعاء في دار الأوبرا بالعاصمة. كما أعلنت المعاهد الفرنسية في الجزائر إلغاء كافة الفعاليات حتى 14 نيسان/أبريل، وألغى المركز الثقافي الإيطالي بدوره حفلا موسيقيا كان مقررا مساء الجمعة.