اليمن: طارق صالح يبدأ تحركاته العسكرية في تعز واغتيالات في أبين مظاهرات في عدن للتنديد بتدهور الوضع الأمني

966

اليمن: طارق صالح يبدأ تحركاته العسكرية في تعز واغتيالات في أبين

مظاهرات في عدن للتنديد بتدهور الوضع الأمني

وكالة المرفأ»: خرجت مسيرة عفوية عقب صلاة الجمعة أمس في منطقة كريتر في محافظة عدن لمطالبة التحالف العربي بقيادة السعودية بالرحيل عن اليمن، ومطالبة الحكومة اليمنية بتوفير الخدمات العامة بعد أن أصبحت شبه منعدمة في البلاد.
وقال شهود عيان لـ(القدس العربي) ان «مسيرة عفوية انطلقت بعد صلاة الجمعة يوم أمس في منطقة كريتر بمحافظة عدن بدون ترتيب مسبق من قبل أي جهة، وطالبت المسيرة برحيل قوات التحالف العربي من عدن وشددت على ضرورة توفير الحكومة اليمنية الشرعية الخدمات العامة والأمن كأقل واجب عليها».
وأوضحوا أن المسيرة التي جابت شوارع منطقة كريتر رفعت شعارات (لا تحالف لا شرعية.. ثورتنا ثورة جياع) و(بالروح بالدم نفديك ياعدن)، وهي ما اعتبرها البعض مؤشرا قويا على احتمال اندلاع (انتفاضة وشيكة) جراء الفلتان الأمني الكبير وانعدام الخدمات العامة والنقص الحاد في المواد الغذائية والسلع الأساسية في عدن وفي العديد من المحافظات اليمنية التي تقع (نظريا) تحت سيطرة الحكومة و(عمليا) تحت سيطرة القوات الإماراتية.
وذكروا أيضا أن «المسيرة طالبت الحكومة اليمنية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في معتقلات التحالف العربي، الذين اعتقلتهم القوات الإماراتية في عدن، بدون أي مبرر غير عدم موالاتهم للقوات الإماراتية في اليمن، والتي تتهم بالعبث بأمن واستقرار البلاد».
ووجهت المسيرة انتقادات حادة للحكومة الشرعية اليمنية إثر (صمتها المطبق) على الممارسات السلبية لقوات التحالف العربي في عدن واليمن عموما، واتهمت الحكومة والتحالف بتدمير الخدمات العامة والتسبب في الفلتان الأمني الذي طال محافظة عدن وبقية المدن المحررة من الانقلابيين الحوثيي.
وكان وزير الأوقاف اليمني الدكتور أحمد عطية اضطر أمس إلى اعتلاء منبر جامع حُقّات وأداء خطبة الجمعة وإمامة المصلّين بحضور رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر وبعض الوزراء والمسئولين العسكريين، إثر النقص الحاد في أئمة وخطباء المساجد في عدن بعد أن طالتهم سلسلة من عمليات الإغتيال واضطرار الكثير من إلى مغادرة محافظة عدن إلى خارج اليمن خلال الأسابيع القليلة الماضية إثر تواطؤ القوات والأجهزة الأمنية الموالية للإمارات في ذلك واحتمالات وقوفها وراء ذلك، وفقا للعديد من المراقبين.
وفي محافظة أبين المجاورة لمحافظة عدن، ذكرت المصادر ان مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية اغتالوا المؤرخ والشاعر عبدالله عنبر وحسن علي عشال أثناء ذهابهما لصلاة الجمعة يوم أمس في بلدة مودية، بنفس الطريقة التي تمت بها سلسلة عمليات الاغتيالات في محافظة عدن. وفي غضون ذلك ذكرت مصادر محلية أن القوات الموالية للقوات الإماراتية في محافظة تعز المكونة من كتائب (أبوالعباس) السلفية وكذا قوات العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، شنت هجوما مشتركا ضد مواقع ميلشيا الانقلابيين الحوثيين.
وشارك طارق صالح لأول مرة في القتال ضد الحوثيين، بعد أن انضم إلى قوام القوات الإماراتية في عدن، على الرغم من رفضه حتى اليوم الاعتراف بشرعية الحكومة التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي.
وقالت المصادر ان الهجوم العسكري على مواقع ميليشيا الانقلابيين الحوثيين الذي نقذته كتائب (أبوالعباس) استهدف منطقة الكدحة غربي مدينة تعز، في حين كان التحرك العسكري لقوات طارق صالح باتجاه الساحل الغربي، انطلاقا من بلدة موزع الساحلية، التابعة لمحافظة تعز.
وذكر المركز الإعلامي التابع لكتائب (أبو العباس) السلفية تنفيذها لهجوم عنيف، بدأ منذ فجر الخميس، وما يزال مستمراً حتى اللحظة، وسيطرت قوات الكتائب على عدد من المواقع التي كانت تتمركز فيها الميليشيا الانقلابية الحوثية، وهي مواقع (هوب الراعي) و(تبة درخاف) و(تبة منبه) و(تبة الشيكي) و(مثلث سوق الكدحة).
وكشف عن سقوط عشرات القتلى من مليشيا الحوثيين والاستيلاء على بعض العتاد العسكري، بالإضافة إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من كتائب أبوالعباس.
وتعد كتائب (أبو العباس)، التي يتزعمها السلفي عادل عبده فارع، الملقب بأبوالعباس، الذراع العسكري للقوات الإماراتية في محافظة تعز، منذ بداية تشكيل هذه القوات المسلحة في محافظة تعز مع اندلاع المقاومة الشعبية في مدينة تعز ضد الانقلابيين الحوثيين في نيسان (إبريل) 2015.
وتزامن هذا الهجوم المسلح مع انطلاق أولى التحركات العسكرية لقوات طارق صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، ضد الانقلابيين الحوثيين، غربي محافظة تعز.
وأوضحت المصادر أن قوات طارق صالح تحركت الخميس بعدد من العربات والآليات العسكرية والأسلحة الثقيلة، بغطاء جوي من قبل مقاتلات التحالف العربي، صوب المناطق الساحلية التي كانت سيطرت عليها القوات الحكومية في وقت سابق من العام الماضي، وأنها تمركزت في تلك المناطق، في عملية (إحلال) لقوات طارق صالح كبديل عن القوات السابقة التي سيطرت عليها وانتزعتها من الميليشيا الحوثية وكانت حينها قوات صالح ضمن قوام الميليشيا الحوثية التي تقاتل ضد القوات الحكومية في هذه المناطق.
وتحاول القوات الإماراتية والإعلام المدعوم من أبوظبي تصوير طارق صالح بأنه (المنقذ) وأن قواته الضاربة سيكون لها دور كبير في تحرير المناطق التي لازالت الميليشيا الانقلابية تسيطر عليها في محافظة تعز والتحرك نحو محافظة الحديدة، من جهة الشريط الساحلي الجنوبي، غير أن رفضا سياسيا واسعا يتصاعد من قبل أبناء محافظة تعز على ضم قوات طارق صالح للقتال ضد الانقلابيين الحوثيين إلى جانب الحكومية، خاصة مع استمرار رفضه الاعتراف بشرعية الحكومة وشرعية الرئيس هادي.

قد يعجبك ايضا