وكالة المرفأ الإخبارية : نشرت مجلة فوربس الأمريكية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى أحدث التكنولوجيات التي يتم استخدامها خلال كأس العالم روسيا 2018. والجدير بالذكر أن آخر بطولة لكأس العالم في البرازيل قد شهدت أول ظهور لتكنولوجيا خط المرمى، حيث تلقى الحكام مساعدة عن طريق تقنيات مبتكرة في عملية اتخاذ القرارات.

وأوردت المجلة، في تقريرها أن كرة القدم باتت قطاعا تجاريا قيمته مليارات الدولارات، ويتابعه المليارات من المشجعين حول العالم. وبالتالي، من غير المفاجئ أن تطغى على هذا القطاع تكنولوجيات جديدة، ويتزايد ارتباطه بالمجال التقني، في ظاهرة باتت تعرف باسم “الانتقال الرقمي”.

وأوضحت المجلة أنه لطالما أدت التكنولوجيا دورا مهما ضمن عمل القنوات التلفزيونية ولجان التنظيم والمتابعين، في الدورات السابقة من كأس العالم. وفي هذه الصائفة لن يكون مونديال روسيا استثناء. ولكن الشيء المختلف هذه المرة، يكمن في الدور المحوري الذي ستؤديه التكنولوجيا داخل المستطيل الأخضر.

وأقرت المجلة بأن المونديال السابق شهد بداية استخدام تقنية خط المرمى، حيث استعان الحكام لأول مرة بالمساعدة التقنية لاتخاذ القرارات بشأن احتساب الأهداف. وستشهد دورة روسيا بداية استخدام تقنية المساعدة بالفيديو. ولكن، لا تعد هذه التقنية الوحيدة التي سيتم الاعتماد عليها داخل الملعب وخارجها.

وبينت المجلة أن أبرز التقنيات الجديدة التي سيقع توظيفها خلال مونديال روسيا، تتمثل في تقنية المساعدة بالفيديو “في آي آر”. وتقوم هذه التقنية على فكرة بسيطة، ألا وهي أن الحكام عندما يواجهون قرارات يمكن أن تغير مصير المباراة، مثل احتساب هدف أو ركلة جزاء أو بطاقة حمراء مباشرة أو منح بطاقة للاعب الخطأ، يمكنهم أن يستنجدوا بمساعد الفيديو للتثبت مما حدث.

والجدير بالذكر، أنه سيكون هناك فريق حكام مخصص لمراجعة مقاطع الفيديو، يتكون من حكم رئيسي وثلاثة مساعدين، سيتابعون الأمر انطلاقا من غرفة عمليات الفيديو في مركز البث الدولي في موسكو. ويمكن لهؤلاء الحكام في فريق المساعدة بالفيديو التحدث مع حكم المباراة عبر نظام راديو متطور، في الوقت الذي يكونون فيه بصدد مشاهدة البث عبر 33 كاميرا مخصصة للملعب، إلى جانب اثنتين مخصصتين حصريا لكشف وضعيات التسلل. ومن بين هذه الكاميرات، توجد 8 كاميرات مزودة بتقنية الإعادة البطيئة، و4 مزودة بتقنية التصوير شديد البطء.

وأكدت المجلة أن فعاليات كأس العالم تكون عادة فرصة لاستعراض التكنولوجيات الجديدة في مجال البث التلفزيوني والتصوير. وفي هذه السنة، سيكون الحدث الأكبر تقنية 4K UHD عالية الدقة. وقد سبق أن تمت تجربة تقنية 4K في مونديال 2014، ولكن هذه المرة الأولى التي سوف يكون فيها بث 4K متوفرا للقنوات الناقلة، وذلك باعتبار أن عدد المشاهدين الذين يمتلكون أجهزة تلفزيون متوافقة مع هذه التقنية شهد ارتفاعا ملحوظا.

وأوضحت الصحيفة أن بث هذه المباريات بهذه التقنية في بريطانيا، سيكون متوفرا فقط عبر موقع شبكة البي بي سي على الإنترنت. كما سيكون هذا البث عبر الإنترنت متاحا لعدد محدود من المشاهدين، في حين لن تكون طاقة استيعاب البث أكثر من عشرات الآلاف من المشاهدين. وستعرض شبكة البي بي سي أيضا المباريات بتقنية الواقع الافتراضي، المتاحة عبر تطبيق “بي بي سي في آر سبورت”، التي ستمكن المشاهدين من تجربة فريدة، يشعرون خلالها كأنهم داخل مقصورة خاصة داخل الملعب.

وأحالت المجلة إلى أن ثاني أكبر تجديد تقدمه الفيفا في هذه الدورة يكمن في الأنظمة الإلكترونية لمتابعة الأداء والتحركات. ويعمل هذا النظام على الأجهزة اللوحية، وسيقدم لمدربي كل الفرق المشاركة فرصة الحصول على إحصائيات حول تحركات اللاعبين، ومقاطع فيديو أيضا، بالتزامن مع وقت حدوثها. وسيتم تزويد كل فريق بثلاثة أجهزة لوحية، جهاز لمحلل موجود على المدرجات، وواحد لمحلل موجود على بنك الاحتياط، وجهاز ثالث للفريق الطبي. وبالنسبة لمونديال روسيا هذه السنة، سيقع جمع البيانات من خلال جهازي كاميرا للتتبع، موجودتين فوق المدرج الرئيسي.

وأفادت المجلة أن شركتي “تي أم أس” “وميغافون” للاتصالات، الشريكين الرسميين لكأس العالم، ستقومان بإجراء تجارب في مجال تكنولوجيا إنترنت الجيل الخامس في أثناء الدورة الحالية. ومن المنتظر أن يتم تسويق شبكات الجيل الخامس بداية من 2019، علما أنها ستقدم سرعة تدفق عالية، وسرعة معالجة للبيانات وسعة تدفق كبيرة.

وقالت المجلة إنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، كشفت شركتي “إريكسون” “وتي أم أس” أن هذا المونديال سيكون فرصة لإجراء أكبر تجربة لتكنولوجيا “ماسيف ميمو”، إضافة إلى تركيز أجهزة بث لإنترنت الجيل الخامس في أكثر من 40 موقعا في 7 من المدن 11 المستضيفة للمباريات.

وأشارت المجلة إلى أنه في خضم هذه الدورة، ستكون كرة “تيلستار 18” بمنزلة إعادة تخيل لأول كرة أصدرتها أديداس ضمن المونديال. وستتميز هذه الكرة بتصميم وهيكل جديد، يقال إنه سوف يحسن من أدائها داخل الملاعب وحتى في الشوارع. وقد وقع تزويد هذه الكرة بشريحة للتواصل قرب الملعب. وتعد هذه التقنية ذاتها التي تستخدم في نظام الدفع “آبل باي” “وأندرويد باي”، حيث ستمكن الكرة من التواصل مع الهواتف الذكية.

وفي الختام، شددت المجلة على أنه لن يتم استخدام هذه التقنية على نطاق واسع، بسبب التعقيدات العديدة التي ترافقها. ولكن، تعد هذه المرة الأولى التي يتم وضع شريحة اتصال داخل كرة قدم. وبالتالي، يمكن أن تمهد هذه المبادرة الطريق لتعميم استخدام هذه التكنولوجيا ومزيد تطويرها في المستقبل.