شاهد التفاصيل …” أمل ” عاشت في الاردن بعد حملت بأحشائها طفل من والدها !!
وكالة المرفأ الاخبارية : “كم كنت أغفو وعيناي تحلم بالذهاب إلى مدينة الأشباح، لكن لم أظنّ أن هذه المدينة الكبيرة موجودة في ركن ضيق من منزلنا، ركن لا أدري ما حاله اليوم؟ كيف أصبح بعد كلّ هذا الوقت، وكنت أتسائل ماذا لو خُلقت (ذكراً) أكان سيحدث هذا كله؟”، تذكر أمل.
شهور عدّة، لحظات لا تُنسى، ومشاهد لا زالت بصمة تحدٍّ على جبين أمل-اسم مستعار- بعد مضيّ 13 عاماً من وقوع الحادثة التي أفقدتها عذريتها بعد ممارسات عدّة من طرف والدها، وتحت مرأى أشقائها الثلاثة، والذي يكبرها أحدهما بسنتين ويصغرها الآخرين بثلاثة سنين.
إنّها قرابة الخامسة عصراً من يوم الإثنين في التاسع من شهر حزيران لعام 2003، آنذاك كانت أمل في السادسة عشرة من عمرها، حلمت مراراً بالذهاب إلى مدينة الملاهي وخاصّة مدينة الأشباح التي كانت تحدثها عنها دوماً صديقتها مرام، لكن غياب والدتها الدائم عن البيت بحجّة العمل، وبقاؤها وحيدة مع والدها وأشقائها كان العائق دون تحقيق هذا الحلم.
تروي أمل قائلة “في يوم كنت جائعة جداً، وأشقائي الثلاثة أيضاً، طلب مني والدي الذهاب إلى المطبخ لنعدّ سويّاً غذاء خفيفاً من البطاطا واللحمة نسدّ به جوعنا حتى تأتي والدتي”.
دخلت أمل المطبخ، جلبت البطاطا، وأخرجت اللحمة من الثلاجة، واستذكرت كيف كانت والدتها تقطعها إلى أجزاء صغيرة، ليرافقها ذاك الذئب (والدها) لتجهيز شرائح البندورة.
ها هي أمل انتهت، حان الآن وقت فتح الغاز، لكنها تخاف الاقتراب منه، لتستنجد بوالدها الذي فاجأها بخلع ملابسه والبقاء بالملابس الخارجية، تنحّت جانباً، خافت من ذاك المشهد، لكن طمأنها بأنّ حرارة الشمس قوية ولم يعد يطيق ملابسه لذلك أبقى على نفسه بهذا الشكل.
اقترب منها، حاول لمسها كأيّ عاطفة أبّوة كما حدّثها، لكنه اقترب أكثر فأكثر فأكثر حتى قبّلها طوال مدّة تقارب الخمسة دقائق، حاولت الابتعاد لكنها لم تستطع، فأصابع يده الطويلة كانت تضغط بدقة على وجهها الطفولي الصغير، لتسعف صرخاتها شقيقها أحمد (19 عاماً) الذي سقط مرمياً بعد مشاهدته المنظر على ركن في ذاك المطبخ.
“يا ويلك يا بنت الكلب إذا بتفتحي تمك بموتك، وأخوك إذا صرله شي رح أعدمك”، نطقها وأسرع لأحمد الذي استدعى له طبيباً، ومكث به ثلاثة أيام بالمستشفى تحت نوبة بكاء حادّة، خرج منها ولم ينطق بشيء لوالدته خوفاً منه وسكت قائلاً “حصلت على علامة متدنية في مساق جامعيّ يا والدتي”.
حاولت أمل الحديث لوالدتها عمّا حصل في ذاك اليوم، لكن نظرات ذاك الأب ووعيده كانت عقبة أمامها، وفي يوم غادرت والدتها البيت برفقة أبنائها، بقيت أمل ووالدها سويّاً فقط، حاول أحمد المكوث بداعي “دراسة الامتحانات” لكن أصرّت والدته الذهاب معهم.
“يابا حبيبي، يابا حبيبي لا”
وهنا جاء وقت الذئب ليتلذذ بفريسته، هرولت أمل مسرعة إلى غرفتها لكن لم تجد ذاك المفتاح، فهو قد أعدّ كل شيء ليحلو له صنع ما يريد، عاد مقترباً إليها مطمئناً إياها بأنهما سيشاهدا فيلماً لا غير.
مسك بيدها وذهب بها إلى غرفة نومه وزوجته، أغلق الباب، وطلب منها الجلوس فى التخت ريثما ينهي تجهيز الفيلم، أحضر جهاز الكمبيوتر وكان بحوزته “سيدي” أي القرص الصلب، فتح الجهاز، أدخل ذاك القرص، وطلب منها الجلوس بطمأنينة، ومشاهدته بتمعن ودقة.
إنه فيلم إباحيّ، جميع مشاهده “قذرة”، ابتعدت وانهارت بكاء لكن لم يأبه لذلك، وطلب منها فعل ما رأته فهو أمر طبيعي بين أب وابنته، لكنها استنجدته بجملة “يابا حبيبي، يابا حبيبي لا”، انطوت على نفسها، خلع ملابسه، واقترب منها ليمارس فعلته الشنعاء بتلذّذ وكأنها لم تُخلق من صُلبه، وكأن صرخاتها لم تستعطفه لحظة.
ساعة ودقائق عدّة تركها تنزف دماً دون أن تعلم ما سبب كل هذا، “أتكون (الدورة الشهرية؟)، لا ليس ميعادها، ما سببها إذن؟”، لقد فقدت عذريتك يا أمل بفعل والدك، فهو على حدّ قوله أفضل من غريب يفعل بك ذلك.
أسبوع كامل من مغادرة والدتها لزيارة عائلتها، كرّر بها ذاك الأب فعلته، ونداءات أمل الطويلة لم تطرق له جانباً أبداً، “كنت حينها أتمنى الموت كل لحظة، حاولت ابتلاع علبة دواء كاملة لكن لم يحصل لي شيء، لا أدري لو غادرت الحياة لكان أفضل من هذه الحياة”، تذكر أمل.
“مبروك، ابنتكم حامل”
عادت والدتها إلى المنزل، وأمل منزوية في غرفتها، حاولت معرفة ما بها لكن ذاك الذئب كان يرمقها بنظرات تهديد ووعيد بالقتل إن حادثتها بشيء، سكتت وطلبت من الجميع المغادرة، لكن أحمد كان يعرف ما السر بهذا كله؟، وبقي دون الهمس ببنت شفة.
توجهت أمل إلى المدرسة، وبعد قرابة أكثر من شهرين من استمرار والدها باغتصابها، أحست بدُوار شديد، وتمّ نقلها إلى المشفى لتكون أمل “حاملاً”.
“مبروك ابنتكم حامل”، لم تصدّق تلك الوالدة حقيقة ما سمعته، وبدأت بالشتم محاولةً معرفة من ذاك الشاب الذي اقترفت معه الخطيئة لإصلاحها، لكن لم تنطق أمل بكلمة.
“لأذبحك مثل الخاروف يا حيوانة، أنا مية مرة حكيتلك بنت إلها طلعات مش صح”، كيف لذئب افترس ذبيحته ألّا يلقي اللوم على آخر كي ينفي التهمة عنه ! ويخرج بصورة الأب الذي لم تنطفئ شرارة غضبه بسماعه عن حمل ابنته غير المتزوجة.
سامحيني..سامحيني
غادرت أمل المشفى برفقة والدتها، وأخيها أحمد الذي تقطّر دمعاً وانهار باكياً عمّا صمت به كل هذه الفترة، لكن حان الآن وقت حديثك يا أحمد، هيا اذهب وحدّث والدتك ما شاهدته بعينك سابقاً، وقل لنفسك كلما شاهدتها بالمرآة “كم كنت قذراً بصمتي”.
خرج من قوقعته الصامتة، كان صُلباً واستفرد بوالدته التي انهارت أمام كل ما سمعته، “آااااه يا أمّي أكان عملك أهمّ منّي وأخوتي؟، أكان بقاؤك خارجاً وعدم قربك منّي حلواً الآن، ماذا فعلتِ بي يا والدتي؟ تقول أمل.
“لكن سامحيني الآن يا أمي، سامحيني إن كانت تشفع لي، سامحيني حتى بعد سماع كل هذا لا أستطيع تدمير هذا البيت، احملي ذاتك وسافري للخارج يا بنيتيّ وابقي صامتة فمجتمعنا لا يرى الذكر مجرماً وسامحيني، سامحيني”.
أيام قليلة وأجهضت أمل حملها، وغادرت لبيت خالتها والتي تقطن وحيدة في الأردن، شهور من العلاج النفسيّ وسنوات عديدة لاسترجاع ذاتها، عادت لمقاعد الدراسة، وعاشت تحت ركام أشهر كثيرة لم تنسى تفصيلاً صغيراً منها كان واضحاً من لقائي بها.
أنهت مرحلة الثانوية العامّة، والتحقت بكلية الحقوق لتتحدّى واقعاً كُتب عليه “عاداتنا وتقاليدنا أهم من حقك أيتها البلهاء الأنثى، اصمتي، اصمتي”، وحازت بتخرجها على مرتبة عالية وتفوقت على نفسها وجلّ ما حدث لتبدّل من تلك الفتاة المنطوية على نفسها إلى أخرى تملك من العلاقات العامّة الكثير.
محامية بعد مشقة
هي الآن شابّة بعمر التاسعة والعشرين، اضطرت للعودة إلى فلسطين بعد وفاة خالتها، محامية قد تركت الأثر الحسن في كلّ قضاياها، ورفضت الارتباط رغم كثرة الطالِبين لها فعبارة “لا يوجد نصيب” كانت الختام لكل شيء.
“ألا تحلمين برؤية والدتك وأشقائك يا أمل؟”، “كل شيء انتهى بي، وأنا الآن في مرحلة لا تسمح لي بالعودة مرة أخرى إلى مجريات ما كان، يا رب يكونوا بخير”.
وتركتها تعاود حلّ قضية أخرى، وفي ذاتي أقول “إن كان الخوف يسيطر على قلوبنا وأدمغتنا وكياننا فما سبب بقائنا حتى هذا اللحظة على قيد الحياة؟ كم من أمل موجودة بالقصة ذاتها هنا؟ أعلم أنها كثيرة جداً، لكن إن لم تخرجي من قوقعتك لتكوني قوية في هذه الحياة فستصبحين ضحية جديدة ولربّما تُزهق روحك حتى يذهب عار من فعل العار”.