الحنيفات: يفتتح ورشة عمل الارشاد الزراعي في البحر الميت

434

 

وكالة المرفأ : افتتح وزير الزراعة المهندس خالد الحنيفات في البحر الميت اليوم الخميس، ورشة عمل الارشاد الزراعي لمناقشة أهمَّ التحدياتِ التي تُواجِهُ العمليةَ الإرشاديةَ الزراعيةَ التي عانَت وما زالَت مِنْ تداعياتٍ كثيرةٍ ألقَتْ بِظِلَالِها وتبايُنَاتِها على الواقعِ الزراعيِّ في الاردن.

وشارك في ورشة العمل مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد ورئيس اتحاد المزارعين عودة الرواشدة وعدد من الخبراء والمهتمين بالشأن الزراعي من القطاعين العام والخاص ورؤساء لجان الزراعة في مجالس المحافظات وجمع كبير من المزارعين من مختلف المحافظات.

وقال الحنيفات ان الارشاد الزراعي هو أحدِ المكوناتِ الأساسيةِ لتحقيقِ التنميةِ الزراعيةِ على أُسُسٍ مستدامةٍ بإعتبارهِ الاداة الرئيسية لنقل المعرفةِ والتكنُولُوجيا الحديثةِ إلى المزارعينَ والمنتجينَ بهدفِ الوُصولِ إلى نُظُمِ إنتاجٍ متطورةٍ تُحقِّقُ الزيادةَ في الإنتاجِ كماً ونوعاً وتُحقِّقُ الزيادةَ في العائدِ الاقتصاديِّ مِنَ النشاطِ الزراعيِّ بشقَّيهِ النباتيِّ والحَيَواني.

واكد الحنيفات ضرورة اتخاذ إجراءاتٍ فعليةٍ لتعزيزِ دَّور الارشاد ِوَوَضْعِهِ في المسارِ الصَّحِيح وأهميةِ وُجُودِ إستراتيجيةٍ وطنيةٍ للنهوضِ بالإرشادِ الزراعيِّ في الأردنِّ والتي كانت غائبةً حتى هذا التاريخ ليشكل الإنطلاقةَ الأُولى للمُضِيِّ قُدُماً بهذا الإتجاهِ والخروج بنتائجَ وتوصياتٍ تُشَكِّلُ أحَدَ المرتكزاتِ لِرَسمِ الإطارِ العامِّ لهذه الإستراتيجيةِ والتي نأمَلُ إنجازَهَا قَبلَ نهايةِ هذا العام.

واشار الى ان الحاجةِ الان لتطوير عمل الارشاد في ظل التبعات المرتبطةِ بظاهرةِ التَّغيرِ المناخيِّ وخاصَّةً الإرتفاعَ غيرِ المسبُوقِ في درجاتِ الحرارةِ وتكرارِ المخاطِرِ الزراعيةِ وعَدَمِ انتظامِ المواسِمِ المَطَرِيَّةِ وتدنِّي معدلاتِ الهُطُولِ التي أصبَحَت تُهدِّدُ بشكلٍ جليٍّ الإنتاجَ الزراعيَّ وتعاظُمِ خَطَرِ التَّصحُّرِ على حِسابِ الأراضِي الزراعيةِ وشُحِّ المواردِ المائيةِ والتناقُصِ المستمرِّ في مساحاتِ الأراضِي الصَّالِحَةِ للزراعة.

واضاف أنَّ أزماتِ اللجُوءِ الإنسانيةِ فَرَضَت علينا تحدِّياتٍ إضافيةٍ تتمثَّلُ في إزديادِ الضَّغطِ على الموارِدِ وعلى الغذاء، علاوةً على الاختلالاتِ التسويقيةِ للمنتجاتِ الزراعيةِ والأضرارِ الإقتصاديةِ التي لَحِقَت بالمنتجينَ وخاصةً صِغَارِ المزارِعِين، لافتا الى ان الإرشادُ الزراعيُّ مر بمحطاتٍ عديدةٍ تبايَنَت فيها الرُّؤى والأهدافِ، ما انعكَسَ بشكلٍ متذبذبٍ على الأداءِ العامِّ للعاملينَ في هذا المجالِ وعلى القطاعِ الزراعيِّ بِرُمَّتِه، حيث طَرَأت تغيراتٍ على التَّنظيمِ الإداريِّ للإرشادِ والتي قادَتْنا إلى إستخلاصِ عَدَدٍ من الدُّروسِ والتي يَجِبُ أخذَها بعينِ الإعتبارِ في عمليةِ البَحثِ عَنِ الحلُولِ النَّاجِعَةِ للتحدياتِ التي تُواجِهُنا.

واستعرض الحنيفات المحاورَ الرئيسيةَ للرؤيةِ المستقبليةِ لِعَمَلِ الإرشادِ الزراعيِّ بحيث يَجِبُ أنْ تعملَ على خَلْقِ إرشادٍ زراعيٍّ قادرٍ على زيادةِ القيمةِ المُضَافَةِ للقطاعِ الزراعيِ وتحفِيزِ النُّمُوِّ الإقتصاديِّ للقِطَاع وستكون الأولوِيَّاتِ للمرحلةِ القادمةِ تطويرُ آليةٍ لتحديدِ المُسَمَّياتِ الوظيفيةِ وإعادةِ الإعتبارِ لِشَخصِيَّةِ المُرْشِد وذلكَ مِنْ خلالِ وَضْعِ أُسُسٍ ومَعَايِير للتعريفِ بالمُرشِدِ الزراعيّ تَستَنِدُ إلى الخِبرَةِ والكفاءةِ والدرجةِ العلميةِ والتميُّزِ في الأداء وسيتم تصنيفُ المسمياتِ الوظيفيةِ إلى رُتَبٍ وِفْقَ هذه الأُسُسِ والمعايِير من قبيل مُساعِدَ مُرشِد، مُرشِد ومُرشِد خَبٍير.

واشار الى ان هناك تَّوجُّهاُ نَحوَ الإرشادِ المُتَخَصِّص وِفْقَ متطلباتِ النظمِ الزراعيةِ السائدةِ في مُختلفِ مناطِقِ المملكة، حيث ان المرحلةَ القادمةَ سَتَشمَلُ أنشطةً نوعيةً للإرشادِ الزراعيِّ وخاصةً الإرشادُ التسويقي، والتي تهدفُ إلى تنظيمِ الإنتاجِ استناداً إلى بياناتٍ تسويقيةٍ تتعلقُ بحاجةِ الأسواقِ المحليةِ والتصديرية، إلى جانبِ تنفيذِ برامجَ ارشاديةٍ متخصصةٍ تتعلقُ بِنَشْرِ الزراعاتِ عاليةِ القيمةِ وتقنياتِ ما قَبلَ وبعدَ الحصادِ ومراعاةِ شُرُوطِ ومواصفاتِ الجَّودةِ ورَبْطِ المُنتَجِ بالمنافذِ التسويقيةِ والتداولِ بالمبيداتِ الزراعيةِ وتوعيةِ المزارعينَ لتبنِّي تقنياتِ المكافحةِ الحيويَّةِ وغيرها.

واشار الى ان العدد الكلي للمرشدينَ الزراعيينَ العاملينَ في مختلفِ محافظاتِ المملكةِ يبلغُ (54) مرشداً وبواقعِ مُرشدٍ زراعيٍّ واحدٍ في كل مديريةِ زراعةٍ والبالِغِ عددُهَا (45) مديرية ولَمُعالَجَةِ ذلكَ فإننا نتابعُ حالياً تعيينَ (60) مهندساً زراعياً ليتمَّ تأهيلُهُم كمرشدينَ زراعيينَ خِلالَ هذا العامِ كمرحلةٍ أولى.

وتدرس الوزارة تشكيلَ لجنةٍ عليا للإرشادِ الزراعيِّ ممثلةً بالمؤسساتِ البحثيةِ وخاصةً المركزُ الوطنيُّ للبحوثِ الزراعيةِ والجامعاتِ الرسميةِ والأهليةِ ومؤسساتِ القطاعِ الخاصِّ وإتحادِ المزارعينَ وغيرُها مِنْ مؤسساتِ المجتمعِ المدنيِّ ذاتِ العَلاقَة.

وفي مجالِ توفيرِ الإمكاناتِ لدعمِ الأنشطةِ الإرشاديةِ وتطويرِ البنيةِ التحتيةِ للإرشاد، ستعملُ الوزارةُ على التواصُلِ والتنسيقِ مع مُختلفِ المنظماتِ الإقليميةِ والدوليةِ والجهاتِ المانحةِ بهدفِ إيجادِ التَّمويلِ المُنَاسِبِ ومنحِ هذا القطاعِ الأولَوِيَّة، إلى جانبِ ذلكَ فإنَّ الوزارةَ ماضيةُ في التنسيقِ مَعَ مجالسِ المحافظاتِ بهدفِ تخصيصِ مبالغَ محددةٍ ضمنَ موزانةِ المحافظاتِ/اللامركزيةِ لدعمِ برامجِ التنميةِ الرِّيفيةِ والإرشادِ الزراعي.

وفي مجالِ الإعلامِ الإرشادِي اكد ضرورة تطويرِ وتحسينِ واقعِ الإعلامِ الزراعيِّ بما يتوافَقُ مَعَ التطورِّ الكبيرِ الذي طرأ على وسائلِ الإعلامِ بمختلفٍ مستوياتهٍ وقنواتِه، وصولاً إلى استثمارٍ لمختلفِ وسائلِ الإتصالِ وتكنولُوجيا المعلوماتِ ومواقِعِ التواصُلِ الإجتماعيِّ وتفعِيلِها بما يخدمُ العمليةَ الإرشادية.

واكد مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية الدكتور نزار حداد اهمية الفصل ما بين البحث الزراعي والارشاد ليعمل كل منهما على اداء مهامه للارتقاء بالقطاع الزراعي، مشيرا الى اهمية التنسيق بينهما لحل المشكلات التي تواجه المزارعين.

واضاف أن المركز الوطني سيكون له دور بارز في النهوض بالقطاع الزراعي من خلال تفعيل دوره البحثي العلمي وسيكون رافدا للمعلومات والمعارف الجديدة وإضافة نوعية للقطاع الزراعي عموما.

من جانبه عرض رئيس الاتحاد العام للمزارعين الاردنيين عودة الرواشدة الاسباب التي ادت الى تدهور القطاع الزراعي منها “ظاهرة التغير المناخي والتشريعات والقوانين الناظمة في العمل الزراعي واغلاقات المنافذ الحدودية مع بعض الدول المجاورة بسبب الاحداث فيها”، داعيا الى تضافر الجهود للتصدي لهذه الظاهرة وترتيب لقاء مع رئاسة الحكومة يشارك فيها مجلس ادارة الاتحاد ورؤساء الاتحادات النوعية

  

 

قد يعجبك ايضا