حوادث الغرق تتكرر في ظل غياب الرقابة الاسرية وعدم ايجاد بدائل آمنة
وكالة المرفأ الإخبارية : مشهد يتكرر بشكل واضح خلال فصل الصيف من كل عام…. اطفال يخرجون من منازلهم بحثا عن التسلية والترفيه في مناطق الاغوار التي تفتقد الى وجود اماكن ترفيه للاطفال فيلجئون الى البرك الزراعية وقناة الملك عبد الله غير مبالين بخطورتها في ظل ارتفاع درجات الحرارة وعدم مراقبتهم من قبل اسرهم لتتكرر حالات الغرق وتزداد عاما تلو الاخر.
فخلال الفترة الماضية غرق ما يزيد عن عشرة اطفال في هذه المناطق التي باتت تشكل خطورة حقيقية على حياتهم ليصبح الغرق كحادث عابر يتكرر دون ان يكون هناك اجراءات واضحة للحد منه لا من قبل اسر الاطفال او من قبل الجهات المعنية في هذه المناطق
باستثناء ما اقدمت عليه سلطة وادي الاردن قبل سنوات من اقامة سياج معدني محاذ لجانبي قناة الملك عبد الله لمنع الاطفال من الاقتراب من المياه ووضع لوحات تحذيرية تمنع السباحة في القناة الا ان عبث االاطفال وبحثهم عن وسائل ترفيه تدفعهم الى تجاوز هذا السياج والذهاب الى الموت بمحض ارادتهم التي يجب الا تكون خيارا لهم في ظل تهاون اسرهم بفرض رقابة حقيقية ومنعهم من الوصول الى هذه المناطق الخطرة
تشير احصائيات الدفاع المدني خلال العام الماضي الى ان ما نسبته 70% من حالات الغرق هي للاطفال وان 60% من حالات الغرق في مناطق وادي الاردن في قناة الملك عبداللله والبرك الزراعية والسدود و 112 حالة غرق في المسطحات المائية والبرك الزراعية في الاغوار الشمالية خلال العشر سنوات الماضية.
الدكتور هاني جهشان مستشار الطب الشرعي والخبير لدى الامم المتحدة في مواجهة العنف اشار الى ان الغالبية من وفيات الأطفال الناتجة عن إصابات عرضية أو عنف أو إهمال هي ليست بعشوائية بل يمكن الوقاية منها.
واضاف: ان تَقَبُل المفهوم في الثقافة السائدة من أن وفيات الاطفال هي قضاء وقدر مكتوب، هو خطأ يتعارض مع الأدبيات الطبية والعلمية ويشكل إنتهاكا واضحا لحقوق الطفل بالحياة وبالصحة وبالحماية مشيرا الى ان وفيات الأطفال الناتجة عن حوادث السير والحوادث المنزلية مثل السقوط والتكهرب والحروق والغرق والإختناق العرضي إن كان بأربطة أو أسلاك، يمكن الوقاية منها بشكل شبه كامل، وكذلك إصابات الأطفال الناتجة عن العنف من الممكن منعها والحد من تفاقمها للوفاة.
واكد جهشان ان الوقاية من إصابات الأطفال العارضة، ومنع الإهمال الناتج عن الإخفاق بتوفير
السلامة والآمان للطفل هو ضرورة مهمة وملحة للحفاظ على صحة الأفراد والمجتمع، إلا أن هذا النوع من الوقاية الصحية إما أن تكون مستثناة من الخطط الوطنية أو يتم التعامل معها بطريقة بدائية علاوة على ان طرق الوقاية والتعامل مع عوامل الخطر الكامن لحصول هذه الإصابات ما زال مبهما وغامضا لكثير من المهنيين وصانعي القرار.
وبين جهشان ان العواقب المأساوية لإهمال الأطفال تشير إلى أهمية تعظيم الجهود للتركيز على الوقاية لمنع حدوث هذه الإصابات أبتدأً حيث ان المسؤولية المباشرة تبدو على والدي الطفل بتوفير بيئة آمنة خالية من عوامل الخطر وهذا يأتي من خلال برامج توعية تتحمل مسؤوليتها جهات مهنية متعددة.
واشار الى إلا أن هناك مسؤوليات موازية بالأهمية تقع مباشرة على عائق الدولة لضمان مواصفات ومقاييس آمنة لكل ما يتعرض له الأطفال داخل بيئتهم المنزلية وخارجها، ومسؤولية بجمع المعلومات حول أنماط وفيات الأطفال في مجتمعنا عامة والإصابية تحديدا لوضع استراتيجية شاملة للتعامل معها والوقاية من حدوثها
ويرى اخصائيون اجتماعيون ان حوادث الغرق والدهس للاطفال التي تزداد عادة خلال فصل الصيف تعتبر مؤشرا على اهمية تعزيز وعي الاسر اتجاه ابنائهم في ظل عدم وجود امكان ترفيه مناسبة للاطفال خاصة بمناطق معينة او لارتفاع رسوم النوادي الصيفية وعدم قدرة الاسر المادية من توفيرها لابنائهم فيلجأون الى ارتياد الامكان الخطرة للسباحة او بقاء ساعات طويلة بالشوارع يعلبون مما يعرضهم لحوادث الدهس وغيرها من الحوادث التي تعد جميعها في منتهي الخطورة على حياتهم.
واشاروا الى ان في منطقة الاغوار بالتحديد تحتاج الى اعادة نظر من قبل الجهات المعنية لايجاد اماكن ترفيه لقاطنيها وابنائهم ليجنبهم الذهاب الى القنوات والبرك الزراعية وتكرار حالات الغرق المستمرة والمتزايدة بشكل واضح.
واعتبروا ان الاسر بهذه المناطق لا تفرض رقابة على اطفالهم الذين يخرجون للعب والابتعاد عن ارتفاع درجات الحرارة فلا يجدون امامهم سوى ارتياد هذه المناطق الخطرة والسباحة فيها وعدم وجود مرافقين لهم مما يعرض حياتهم للخطر.
وفي هذا المجال يذكر انه يتكرر خلال الاعوام السابقة حالات غرق لاطفال واشخاص في منطقة البحر الميت التي تشترك في اسبابها بعدم وعي هؤلاء الاشخاص بخطورة السباحة دون وجود منقذ برغم من التحذيرات لخطورتها وترك الاطفال يسبحون بمفردهم ايضا برغم عدم اتقانهم للسباحة.