اسناد تهم لموقوفي خلية السلط تصل عقوبتها للإعدام

531

وكالة المرفأ _ أسند مدعي عام محكمة أمن الدولة، أمس تهم القيام بأعمال إرهابية بحق الموقوفين الذين ألقي القبض عليهم في مداهمة أمنية نفذتها قوة أمنية مشتركة السبت الماضي بمدينة السلط، لم يستبعد خبراء “تفريخ” خلايا إرهابية مماثلة لخلية السلط “بسبب تفشي الفكر المتطرف” وانتشار “الهوية الفكرية” لتنظيم “داعش” الإرهابي بين “اوساط السلفية التكفيرية”، ما يستدعي مواجهة حقيقية مع هذا الفكر.

فقد أسند مدعي عام محكمة أمن الدولة أمس للموقوفين في ما عرفت بقضية “خلية السلط” تهم “القيام بأعمال إرهابية أفضت إلى موت إنسان، وحيازة وتصنيع مواد مفرقعة بقصد استخدامها في أعمال غير مشروعة، وحيازة أسلحة وذخائر بقصد استخدامها في أعمال غير مشروعة، وهدم بناء والمؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية”.

وبين مصدر في محكمة أمن الدولة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن التحقيقات “ما تزال جارية إلى الآن، وبعد انتهائها تبدأ إجراءات المحاكمة علنا في محكمة أمن الدولة لتبيان عقوبة المجرمين حال إدانتهم”.

وبحسب قانون منع الارهاب لسنة 2006 وتعديلاته فإن التهم المسندة للموقوفين تصل عقوبتها إلى الإعدام شنقا حتى الموت في حال ادانتهم محكمة أمن الدولة.

الى ذلك، أظهر المؤتمر الصحفي المشترك، الذي عقدته الحكومة ومديريتا الأمن العام وقوات الدرك الاحد الماضي، خطورة الخلية الارهابية، التي تمت مداهمتها أمنيا مساء السبت الماضي في منطقة نقب الدبور بمدينة السلط، واسفرت عن استشهاد اربعة من القوة الأمنية، ومقتل ثلاثة إرهابيين كانوا يتحصنون بإحدى الشقق داخل عمارة سكنية.

وتبين أن عناصر الخلية الإرهابية هم ممن يؤيدون تنظيم “داعش” الإرهابي، وفق تصريحات وزير الداخلية سمير مبيضين في المؤتمر الصحفي. وبالرغم من سقوط التنظيم وفقدانه مناطق ومدن كان يحتلها في العراق وسورية، إلا أن الهوية الفكرية للتنظيم، ما تزال تنتشر بين اوساط السلفية التكفيرية.

وتكمن خطورة عناصر خلية السلط الإرهابية، بحسب خبراء، في أن أعضاءها غير مرتبطين تنظيميا بداعش، فيما ما تزال هناك علامات استفهام حول صناعة العبوات الناسفة وتركيبها، ما يعني أن عناصر الخلية هم من ذوي الخبرة وتلقوا تدريبات قبل الشروع بتنفيذ مخططهم الإرهابي.

الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء محمود ارديسات، يرى أن عدم ارتباط الخلية بتنظيم داعش “لا يقلل من خطورتها بل على العكس تكون الخلية بهذه الحالة أكثر خطورة”، ويقول “ان ذلك يعني أن هناك مؤشرا على أن هناك حواضن فكرية بدأت تشكل خلايا إرهابية، سواء حاليا أو في المستقبل”.

ويضيف ارديسات “المؤتمر الصحفي لم يكن فيه معلومات جديدة كثيرة، باستثناء أن هذه الخلايا كانت تخطط لعمليات إرهابية كبيرة، وانه كان هناك استعجال في القضاء عليها”، ويضيف أن المؤتمر كان ايجازا لما حدث، ويضع الناس بصورة تطورات العملية الأمنية”.

ولا يستبعد ارديسات، في ظل عدم تحديد أهداف الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها وضربها بالسلط “ان تكون الخلية تشكلت حديثا”، وقال “لابد أن هؤلاء متطرفون فكريا حتى يصلوا إلى تشكيل خلية تخطط لعمليات إرهابية”.

الخبير الأمني والمحلل الاستراتيجي، العميد المتقاعد هاشم المجالي تساءل تعليقا على تصريح وزير الداخلية بان عناصر الخلية، ليسوا من تنظيم داعش، وانما يحملون الأفكار الداعشية، “هل نحن أمام تنظيم جديد؟، ومن الذي نظم هؤلاء، وما حجم هذا التنظيم الذي يحمل فكرا متطرفا، وما مدى انتشاره؟”.

ويرى المجالي في تصريحات الوزير حول مخطط تنفيذ عمليات إرهابية ضد نقاط أمنية وتجمعات شعبية “ان هذا التنظيم بدأ بتغيير استراتيجيته العدوانية، من استهداف التجمعات الشعبية والمدنية، إلى استهداف المواقع والاجهزة العسكرية”، وان الدليل على ذلك “استهداف الركبان والبقعة وأحداث الكرك واخيرا المحطة الأمنية في الفحيص”.

الخبير في الحركات الإسلامية اسامة شحادة، يرى أن خلية السلط الإرهابية تعد “تطورا متوقعا، بسبب سهولة وسائل الاتصال”، ويقول “ان هذا الفكر المتطرف ينتشر دون اتصال مباشر، كما تساهم الأحداث الجارية في المنطقة في توليد مثل تلك الخلايا”.

بترا

قد يعجبك ايضا