وكالة المرفأ الاخبارية : توفي السناتور الأميركي جون ماكين عن 81 عاماً السبت بعدما خسر معركته القاسية مع سرطان الدماغ الذي اكتشف الأطباء إصابته به العام الماضي، كما أعلن مكتبه.

وقال مكتب السناتور الجمهوري الراحل في بيان إن ‘السناتور جون سيدني ماكين الثالث توفي في الساعة الرابعة والدقيقة 28 من بعد ظهر الخامس والعشرين من آب/أغسطس 2015. عندما فارق الحياة كان السناتور محاطاً بزوجته سيندي وعائلتهما’.

وأضاف البيان أن بطل الحرب السابق الذي يحظى باحترام كبير في بلاده ‘خدم الولايات المتحدة الأميركية بإخلاص لمدة 60 عاماً’.

وتوفي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا غداة إعلان عائلته أنه قرّر التوقّف عن تلقّي العلاج من الغليوبلاستوما، لينتصر بذلك هذا النوع الشديد العدوانية من سرطان الدماغ في معركة العلاج التي بدأها ضده السناتور المخضرم في تموز/يوليو 2017.

وفور شيوع نبأ رحيل ماكين توالت ردود فعل الطبقة السياسية الاميركية، مستذكرة خصال هذا المدماك الجمهوري الذي غضب من كثيرين وأغضبهم، بمن فيهم افراد من عائلته السياسية، ولكنه لم يخسر يوماً تقدير الاميركيين أجمعين لإخلاصه الوطني.

وقال الرئيس الديموقراطي السابق باراك أوباما الذي هزم ماكين في الانتخابات الرئاسية في 2008 ‘جون وأنا كنا ننتمي الى جيلين مختلفين، كانت لدينا أصول مختلفة تماماً، وتواجَهنا على أعلى مستوى في السياسة، لكننا تَشاركنا، على الرغم من اختلافاتنا، ولاءََ لما هو أسمى، للمُثل التي ناضلت وضحّت من أجلها أجيال كاملة من الأميركيين والمهاجرين’.

من جهته دعا زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الى أطلاق اسم جون ماكين على مبنى تابع للكونغرس كان فيه مكتب السناتور الراحل.

– ترامب يعزّي فحسب –

أما الرئيس دونالد ترامب الذي كان على خصام علني مع ماكين فاكتفى بتقديم تعازيه الى أسرة الراحل في تغريدة لم يأت فيها بتاتاً على ذكر أي جانب من جوانب حياة ماكين المهنية او الشخصية.

وقال ترامب في تغريدته ‘أقدم تعازيّ وأصدق احترامي لعائلة السناتور جون ماكين. قلوبنا وصلواتنا معكم!’.

بالمقابل فإن غالبية أفراد الطبقة السياسية، الحاليين والسابقين، أصدروا بعيد دقائق من إعلان وفاة ماكين بيانات عدّدوا فيها بعضاً من مآثر الراحل. وعلى سبيل المثال فقد أشاد الرئيس السابق الجمهوري جورج بوش الابن بـ’رجل ذي قناعة عميقة ووطني لأعلى درجة’.

بدوره قال الرئيس الديموقراطي السابق بيل كلينتون إن الراحل ‘غالباً ما وضع الانتماء الحزبي جانباً’ من أجل خدمة البلاد.

من ناحيته قال آل غور الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس في عهد كلينتون ‘لطالما قدّرت واحترمت جون’ لأنه كان دوما يعمل ‘في سبيل إيجاد أرضية تفاهم مهما كان ذلك صعباً’.

أما السناتور الجمهوري ليندسي غراهام فقال إنه برحيل ماكين ‘خسرت أميركا والحرية أحد أكبر أبطالهما’.

وماكين الذي تخرّج من الأكاديمية البحرية وخاض حرب فيتنام حيث وقع في الأسر وتعرّض للتعذيب قبل أن يطلق سراحه ويعود الى بلاده ليخوض المعترك السياسي ويصل الى أعتاب البيت الأبيض، قضى أكثر من ثلاثين عاما عضوا في مجلس الشيوخ وشارك بقوة في نقاشات حول الحرب والسلام والتوجهات الأخلاقية للأمة.

وأمضى ماكين الطيار في البحرية الأميركية سنوات عديدة أسير حرب في فيتنام بعد ان أسقطت طائرته في أجواء هانوي خلال مهمة قصف.

وخسر ماكين الانتخابات الرئاسية في 2008 التي خاضها في مواجهة باراك أوباما وقد تعرّض لانتقادات كثيرة بسبب اختياره سارة بايلن المثيرة للجدل مرشحة لمنصب نائب الرئيس.

وكان ماكين من أشد معارضي الرئيس دونالد ترامب وكان غائباً منذ شهور عن مجلس الشيوخ إذ كان يلازم منزله في أريزونا للعلاج من السرطان.

وأصيب السناتور المخضرم بالغليوبلاستوما، وهو نوع شديد العدوانية من سرطان الدماغ أصيب به أيضا السناتور تيد كينيدي الذي توفي في العام 2009.