ذهب ليصالح زوجته فقتله أهلها
وكالة المرفأ :”أستهدوا بالله يا جماعة البيوت كلها فيها مشاكل” .. كانت آخر كلمات تلفظ بها محمد في مجلس صلح بين زوجين بالغربية ولكن كان للقدر شيئ أخر؟ فبدأت المشادات الكلامية بين الأسرتين وبدأ هذا يسب ذاك، إلي أن تطورت إلي مشاجرات بين العائلتين وتعدي كل منهما علي الآخر وكان محمد يفض هذه المشاجرات، فوقع جريحاً بعدما تعدي عليه بعض الجالسين بالصلح ولفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بإصابته.
مثل أي أسرة مصرية، تحدث المشاكل الزوجية المعتاد عليها بين الزوجين، فإنها خطط الشيطان ينفذها كيفما شاء ليفسد بين الزوجين، وفي هذه المرة أستطاع أن يفكك الأسرة الصغيرة التي عاشت سعيدة منذ بنائها، فلم يهدأله بال إلا بعد أن قام بإشعال الكره بين الزوجين، وحدثت المشكلة بعد ساعات من المشادات الكلامية بين الزوجين تطورت إلي مشاجرات وقام الزوج بضرب زوجته، وإهانتها كثيراً فلم تجد الزوجة سبيلاً غير أنها تذهب إلي منزل ابيها.
ذهبت الزوجة إلي أسرة ابيها، بعدما تعدي عليها زوجها وعلم أبيها بما فعله زوجها، فأستشاط غضباً علي أبنته وتوعد لزوج أبنته، وجلس الزوج بعدما تركته زوجته وأحس بالندم علي ما فعله، فأراد أن يكفر عن ذنبه، فلم يجد حلاً غير أنه يذهب إليها
ليصالحها، ولكنه كان يعلم أن والد زوجته وأخوتها قد توعدوا له علي ما فعله، فلم يستطيع الذهاب بمفرده.
ذهب الزوج إلي منزل والد زوجته وكانا يسكنان بمركز السنطة في محافظة الغربية، ولكنه لم يذهب بمفرده بل أصطحب معه والده وأخوته وبعض من الرجال الذين تدخلوا في الصلح وكان من بينهم الضحية “محمد شعبان” صاحب الـ 47 عام، وكان معروف عنه أنه ذا تدين وأخلاق ودائماً يسعي إلي الخير فلم يتردد للحظة عندما علم بالمشكلة وذهب إلي الزوج ليصلح بينه وبين زوجته.
وصل الزوج وبصحبته أهله وبعض من رجال الخير، ألي منزل والد الزوجة، وكان بإنتظارهم أسرة عائلة الزوجة، وكان الشيطان في إنتظارهم أيضاً، جلسوا العائلتين وبدأوا في الكلام ولكن أول من بدأ كان المجني عليه .. “صلوا علي النبي يا جماعة كل البيوت فيها مشاكل والحمد لله إنها جات علي كد كده والمسامح كريم وسمعونا قراية الفاتحة”.. وتراضي الطرفان بعد سماع هذا الكلام الجميل من المجني عليه وممن كان معه ليصلحوا بين الزوجين.
ولكن؟ كيف يتراضى الطرفان والشيطان كان بحضرتهم، فأسرع مهرولاً إلي والد الزوجه ووسوس له، فقال والد الزوجة .. “أنا هخلي بتي ترجع معاك بس لو زعلت تاني أنا هقتلك” .. وقبل أن يرد الزوج وصل الشيطان إلي شقيقة ووسوس له أيضاً فقام غاضباً .. “أزاي أنت تقول لأخويه كده أهو قدامك وورينا تقتله إزاي أنت معرفاش إن معاه عيله تقدر تمسحك من علي وش الدنيا”.. وبدأت المشادات الكلامية بين الطرفين.
نجح الشيطان في مخططه، وكان محمد المجني عليه يصرخ بأعلي صوته “يا جماعة أستهدوا بالله دا شيطان ودخل ما بيبنا” .. ولكنهم كانوا “صم بكم عمي” ولم يسمعه أحد، وتحولت المشادات الكلامية إلي مشاجرة صخمة، وقام كلا الطرفين بالتعدي علي الأخر بالبضرب، وظل محمد يفرق بين هذا وذاك، إلي أن أصابه أحدهم أثناء المشاجرة فوقع علي الأرض غريقاً في دمائه، ولفظ أنفاسه الأخيرة، بعدما أراد أن يصلح بين أهلي الزوجين ولكنه قُتل، هكذا أنتصر الشيطان علي أصحاب القلوب الضعيفة الفارغة من الإيمان بالله عزوجل.
البداية كانت بتلقى اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية، إخطارا من اللواء السعيد شكرى مدير المباحث الجنائية، بمصرع شخص يدعى “محمد شعبان” 47 سنة، وتبين من الفحص والتحرى، أنه أثناء تدخله للصلح بين زوجين بمنزل عائلة الزوجة، حدثت مشاجرة بين طرفى النزاع وتعدى كل منهم على الآخر بالضرب، وأسفرت عن مقتل الضحية، وتمكن الرائد محمد الدهراوى رئيس مباحث السنطة، من ضبط متهمين فى القضية وهما “ك.ا” 25 سنة وشقيقه”م” وتم اقتيادهما للمركز، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.