هل يعود الكباريتي الى الحياة السياسية عبر الاعيان

667

وكالة المرفأ – لا يمكن القفز على مشهد واحد من أقوى رجالات الأردن، مثل عبد الكريم الكباريتي وهو يتحدث بأي مناسبة دون التوقف للاستماع للرجل، خصوصاً وقد اختفى عن الشاشات السياسية واكتفى بحديث اقتصادي مرة كل عام على الأكثر من مكانه كرئيس مجلس إدارة للبنك الأردني الكويتي.

عبد الكريم الكباريتي، ابن العقبة الأردنية (اقصى الجنوب)، طلب عروساً لابن الطفيلة (ابن وزيره السابق محمد داوودية) من عشائر معان، والاخيرون هم من عانوا في الفترة الأخيرة مما يعتبرونه “تهميشاً وتهشيماً” من بعض رجالات الدولة، والذين بالمقابل كانوا من دفع ثمناً غالياً في احداث السلط الدامية الأخيرة، حيث كان منهم صاحب أعلى رتبة عسكرية بين ضحايا العملية الرائد معاذ حويطات. لذا لم يغب عن الرجل ان يعطيهم جزءاً من حقهم وهو يقول “معان الإباء والشموخ والكبرياء (…) معان بوابة العهد الهاشمي العتيد، شاء من شاء وأبى من أبى”.

الكلمة كانت مؤثرة، رغم ان العادة نفسها (الجاهة) فقدت كثيرا من ألقها خلال السنوات الماضية كواحدة من أعرق العادات الأردنية، كما انهالت على كلمة الكباريتي عبارات المديح والثناء ممن حضروا المناسبة، أو مَن استمعوا له وهو يذكّر بأنه أحد “أخطر وأدهى” وجهاء عشائر الأردن غير التقليديين وفق وصف أحد الحضور.

الكباريتي والذي بتقييم خبراء في الشأن الأردني يمكن وصفه بكونه واحد من أعمق رؤساء الحكومات الأردنية، ترك انطباعاً نخبوياً واسعاً، حتى بين نظرائه الذين التقاهم في عشاء حضّره الدكتور عمر الرزاز لاستشارتهم والاستماع لنصائحهم، تحت عنوان “لماذا يختفي هذا الرجل”. يحصل ذلك في الوقت الذي تعاني فيه حكومة الدكتور عمر الرزاز من بوادر هبوط في الشعبية، وحاجتها لدعم من المؤسسات الأخرى بدلاً من التكسير والتقليل منها.

عودة الكباريتي محتملة ومتوقعة دائماً، خصوصاً وهو أحد من لا يزال يستمع الملك عبد الله الثاني لهم في الأوقات الصعبة، (وان كان ذلك لا يعني ان يسير الملك وفق نصائح الرجل)، ويثق به، الأمر الذي يقرّبه جداً من منصب رئيس مجلس الاعيان الحائر الذي يعدّ عاهل الأردن لتسليمه لشخصية لم تتضح معالمها بعد، خصوصاً وكل المرشحين لخلافة الرئيس الحالي فيصل الفايز، بدوا كغير متحمسين لرئيس الحكومة الدكتور الرزاز بتخلّفهم عن دعوته لذات العشاء قبل أيام، وفق ما وصفهم احد الحضور. الكباريتي كان هناك ضمن نظرائه : طاهر المصري وعبدالسلام المجالي وعبد الرؤوف الروابدة وعون الخصاونة وعبدالكريم الكباريتي ونادر الذهبي وعلي ابوالراغب وعدنان بدران وعبدالله النسور؛ في حين تغيّب عن اللقاء مضر بدران وزيد الرفاعي واحمد عبيدات وفايز الطراونة وفيصل الفايز ومعروف البخيت وسمير الرفاعي وهاني الملقي، وفق ما نقلته وكالة عمون المحلية.

بهذا المعنى، وإن كانت الرغبة المرجعية اليوم لا تزال تدعم رئيس الحكومة الدكتور الرزاز، فإن رئاسة مجلس الاعيان (تنتهي بعد أقل من 20 يوماً)، قد تشكل للرجل (الرزاز) همزة وصل مع مجلس الملك، خصوصاً في ضوء احتمالات واسعة باندلاع حراكٍ جديد بأي لحظة، الامر الذي لا يتطلب المزيد من المناكفات في غرف القرار. مجلس الاعيان، الذي يعيّنه الملك، لعب عملياً الدور الأقوى والاهم في مرحلة الحراك وهو ينسّب لعاهل الأردن بالتحرك السريع، الامر الذي يؤكد ان “تغطية” ما يعتبره الشارع ضعفاً في مجلس النواب بحاجة لشخصيات قوية في غرفة التشريع الثانية، خصوصاً والكباريتي صاحب خبرة ودراية بمتطلبات صندوق النقد الدولي، كما تعامل بحكمة حين اندلعت الاحتجاجات الشعبية على حكومته عام 1996، والاهم انه شخصية تكرّس خطاً سياسياً متوازناً بالنسبة لجيران الأردن في سوريا والعراق تحديداً.

الخروج من صندوق أعضاء مجلس الاعيان الحالي الذين بدوا محيّرين لصاحب القرار، قد يكون المنفذ العملي له في تعيين رئيس مجلسه، خاصة مع تغييره في شكل وتركيبة وطريقة عمل الديوان الملكي، الامر الذي يجعل تقوية المؤسسات الدستورية وتطعيمها بشخصيات استبعدت لسنوات من المشهد يرسل رسائل إيجابية للشارع ولمعظم رجالات الدولة الذين يستشعرون ابعادهم عن دوائر صنع القرار ويستاؤون منه.الرأي اليوم

قد يعجبك ايضا