روسيا تعلن اختفاء طائرة حربية على متنها 14 عسكرياًفي سوريا تزامنا مع تعرض مدينة اللاذقية لهجوم بصواريخ إسرائيلية

545

وكالة المرفأ – أعلنت وزارة الدفاع الروسية اختفاء طائرة لها تقل 14 عسكريا أثناء تحليقها قبالة الساحل السوري في وقت متأخر من ليل الإثنين، تزامناً مع تعرض مدينة اللاذقية لهجوم بصواريخ إسرائيلية، على حد قولها.

واتهمت روسيا فرنسا باطلاق صواريخ من فرقاطة بحرية في البحر المتوسط أثناء الهجوم، الأمر الذي نفته باريس بالمطلق. كما نفت واشنطن أي علاقة لها بالهجوم وامتنعت اسرائيل عن التعليق.

وجاء هذا الهجوم بعد ساعات من إعلان موسكو حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة التوصل الى اتفاق بشأن محافظة ادلب من شأنه أن يجنّب هذا المعقل الأخير للفصائل المعارضة والجهادية، هجوماً عسكرياً واسعاً.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية ليل الاثنين الثلاثاء في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية أن “الاتصال قطع بطاقم الطائرة +إيل-20+ بينما كانت تحلّق فوق البحر الأبيض المتوسط على بعد 35 كلم من الساحل السوري في طريق عودتها إلى قاعدة حميميم الجوية”، القاعدة الجوية الرئيسية لموسكو في غرب سوريا.

واختفت الطائرة عن شاشات الرادار قرابة الساعة 23,00 (20,00 ت غ)، وفق الوزارة التي أوردت أن مصير الطاقم “مجهول”. وأشارت إلى أن عملية البحث عن الطائرة جارية حالياً.

وقالت موسكو إن اختفاء الطائرة تزامن مع إغارة أربع مقاتلات إسرائيلية من طراز أف-16 على بنى تحتيّة سورية في محافظة اللاذقية، التي تعد من أبرز معاقل الرئيس السوري بشار الأسد.

وامتنعت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي عن الإدلاء بأي تصريح، مكتفية بالقول “لا نعلّق على تقارير أجنبية”.

ونقلت وكالة “انترفاكس” الروسية للأنباء عن مصدر في فرق البحث والانقاذ أن الطائرة الروسية قد تكون غرقت في البحر المتوسط نتيجة “لحادثة طارئة غير متوقعة”.

ويأتي الاعلان الروسي بعد ساعات من تأكيد مصدر عسكري سوري أن “وسائط دفاعنا الجوي تتصدى لصواريخ معادية قادمة من عرض البحر باتجاه مدينة اللاذقية، وتعترض عدداً منها قبل الوصول إلى أهدافها”، كما نقل الاعلام الرسمي السوري.

ولم تحدد وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) هوية الجهة التي تقف وراء “عدوان على اللاذقية”، في وقت بثّ التلفزيون السوري الرسمي مشاهد تظهر وميضاً متكرراً.

– صواريخ “فرنسية” من البحر-

اتهمت وزارة الدفاع الروسية الفرقاطة الفرنسية “أوفيرن” التي كانت تبحر في مياه المنطقة في الوقت ذاته بإطلاق صواريخ. لكن باريس سارعت إلى نفي الاتهام الروسي.

وقال متحدث عسكري فرنسي إن “الجيوش الفرنسية ينفي أي ضلوع له في هذا الهجوم”.

وسارعت واشنطن بدورها الى نفي أي علاقة لها بالهجوم من دون اعطاء أي تفاصيل. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) “لم يتم إطلاق الصواريخ من قبل الجيش الأميركي وليس لدينا شيء اضافي في الوقت الراهن”.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف ليل الاثنين استهدف “مستودعات ذخيرة موجودة داخل مؤسسة الصناعات التقنية” التابعة لقوات النظام على الأطراف الشرقية لمدينة اللاذقية، من دون أن “يتّضح ما إذا كانت المستودعات تابعة لقوات النظام أم للإيرانيين”.

وجاء إطلاق هذه الصواريخ بعد يومين من هجوم صاروخي إسرائيلي استهدف مطار دمشق الدولي مساء السبت، وقصف مماثل طال محافظتي حماة (وسط) وطرطوس (غرب) في الرابع من الشهر الحالي، أفاد المرصد أنه طال مواقع عسكرية إيرانية.

وأقرّت إسرائيل الشهر الحالي بأنّها شنّت مئتي غارة في سوريا في الأشهر الـ18 الأخيرة ضدّ أهداف غالبيتها إيرانية، في تأكيد نادر لعمليات عسكرية من هذا النوع.

– اتفاق ادلب –

جاء هذا التصعيد بعد ساعات من اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اثر قمة مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان بشأن ادلب عقدت في منتجع سوتشي، عن اتفاق على “إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يتراوح بين 15 و20 كيلومترا على طول خط التماس، بدءاً من الخامس عشر من تشرين الأول/اكتوبر من هذا العام”.

وأكد الاتفاق ضرورة إخلاء هذه المنطقة من السلاح الثقيل التابع “لجميع فصائل المعارضة” بحلول العاشر من تشرين الاول/أكتوبر، على أن “تسيطر وحدات من الجيش التركي والشرطة العسكرية الروسية” عليها.

وقال اردوغان من جهته أن الاتفاق يجنّب ادلب “حصول أزمة إنسانية كبيرة”.

وتضم المحافظة مع أجزاء من محافظات مجاورة لها نحو ثلاثة ملايين نسمة وفق الأمم المتحدة، التي كررت خشيتها خلال الأيام الماضية من “أسوأ كارثة انسانية” في القرن الحالي في حال شن الهجوم على ادلب.

وأرسلت قوات النظام خلال الأسابيع الماضية تعزيزات عسكرية الى ادلب قبل أن تصعد نهاية الأسبوع الماضي قصفها بمشاركة طائرات روسية، ما تسبب بنزوح أكثر من 38 ألف شخص وفق الأمم المتحدة خلال نحو أسبوعين.

وأوردت صحيفة الوطن السورية القريبة من دمشق في عددها الثلاثاء أن قمة سوتشي انتهت “باتفاق على تجريد إرهابيي إدلب من الدعم التركي المباشر، واعتبارها منطقة منزوعة السلاح، كخطوة أولى على طريق استرجاعها مجدداً إلى حضن الدولة”.

وأشارت الى أن الاتفاق يتضمن في مرحلته الثالثة “دخول مؤسسات الدولة السورية لاستلام مهامها قبل نهاية العام”.

وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وبدماؤ هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان دالخ البلاد وخارجها.

قد يعجبك ايضا