جمعية عون الثقافية تستضيف معالي الدكتور محمد خير مامسر
جمعية عون الثقافية تستضيف معالي الدكتور محمد خير مامسر
وكالة المرفأ : إستضافت جمعية عون الثقافية بالتعاون مع نادي أبناء الثورة العربية الكبرى يوم أمس الثلاثاء 09 تشرين اول2018 معالي الدكتور محمد خير مامسرعضو الهيئة الإستشارية والتوجيهية لجمعية عون الثقافية في ندوة حوارية بعنوان” تاريخ الأردن والمشاركة الشركسية “.
بدأ اللقاء بالسلام الملكي وبعد ذلك رحب الدكتور بكر خازر المجالي رئيس نادي أبناء الثورة العربية الكبرى بمعالي الدكتور محمد حير مامسر والضيوف الكرام الممثلين عن جمعية عون الثقافية وديوان أبناء الشمال وديوان النعيمات والحضور.
وبعد ذلك تحدث السيد اسعد ابراهيم ناجي العزام رئيس هيئة إدارة جمعية “عون” الثقافية مرحباً بمعالي الدكتور محمد خير مامسر والضيوف الأكارم.وقد إستعرض بعض المحطات من السيرة الحافلة لمعالي “مامسر”مشيراً إلى المناصب الوزارية التي أشغلها بالإضافة إلى الوظائف في الجامعات الأردنية ودور معاليه في تطوير الرياضة في الأردن بشكل خاص والعالم العربي بشكل عالم،منوهاً بأن معالي مامسر كان رياضي دولي ومدرباً للمنتخبين النسوي والرجال لكرة السلة وترأس إدارة النادي الأهلي.
• وقد ذكر بموقفه العروبي عند إستصافة الأردن لدورة الألعاب العربية عام 1999 عندما كان معاليه وزيراً للرياضة والشباب وإصراره على مشاركة الوفد الرياضي العراقي الذي حرم من المشاركة في الدورات السابقة من مطلع التسعينات،حيث لم تغب عن دورة الألعاب تلك أي دولة عربية بما فيها دولة الكويت التي حضرت بوفد رسمي.ومن الجدير ذكره بأن معالي مامسر قد حصل على العديد من الأوسمة منها:وسام الإستقلال من الدرجة الأولى،ووسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى،ووسام الملك الحسين للعطاء المميز،وسام الجدارة والقلادة الأولمبية الوطنية،ووسام قلادة الكشاف العربي .
لقد الف معاليه موسوعة شركسية متكاملة تقع في تسع أجزاء وتحتوي على أكثر من 5 آلاف صفحة جزئين منها تتحدث عن الشركس في الأردن،,استغرق منه هذا العمل التاريخي 5 سنوات من الجهد الفردي.
وقال العزام بأن هذا اللقاء يعتبر باكورة لقاءات جمعية عون الثقافية ويمثل إعلان الهيئة الإدارية عن بدء تنفيذ خطة عمل الجمعية القائمة على إستضافة رجالات الفكر الأردنيين والعرب أصحاب الخبرات والكفاءات والتجارب بما يخدم أهداف الجمعية ومشروعها الوطني الكبير … وأضاف بأن مهمتنا حفظ التاريخ الأردني وتوثيقه وتوفيره للجميع وتوعية المواطنين بتاريخ وطنهم الحقيقي وذلك بالتعاون مع كافة مؤسسات الوطن العامة والأهلية. وأضاف بسبب ما آلت إليه أوضاع الدول العربية وعلى وجه الخصوص ما تعاني منه الدولة الأردنية بسبب الأزمات المستمرة والتي أفقدت الشعوب العربية الأمل بمستقبل واعد نكاد نسمع صرخة مدوية تقول لنا:
” أعيدونا إلى تاريخِنَا … وأعيدوا تاريخَنَا إلينا ” وهذا ما سيحققه لنا معالي الدكتور محمد خير مامسر.
إفتتح معالي الدكتور محمد خير مامسر الندوة بعرض تاريخي للحضارات التي تعاقبت على الأرض الأردنية مملكة الأنباط التي كانت عاصمتها البتراء.والمؤابيين والأدوميون، والبيزنطيون والرومان والغساسنة…والحكم العثماني.وبعد ذلك إستعرض اهم المحطات في تاريخ الممالك الأردنية الأربع.
وخلال رد معاليه على مداخلات وإستفسارات الحضور تطرق معاليه للقتل والإبادة التي تعرض لها الشركس على يد قياصرة الروس في عام 1887 حيث تقلص عددهم إلى 200 ألف ممن بقي في بلادهم (القفقاس)من أصل 5 مليون وهذا يظهر مدى الوحشية التي تعامل فيها الشعب الشركسي.وكان سبب هجرتهم هو الحفاظ على دينهم إذ كان من بقي منهم أمام خيارين لا ثالث لهما إما القتل أو إعتناق المسيحية.
وقال معاليه بأن هجرات الشركس للأردن تمت على 3 مراحل أو دفعات:
-1 في عام 1878 أول تواجد للشركس في الأردن (شابسوغ) وسكنوا في أروقة منطقة المدرج الروماني من كهوف ومغارات.
-2 في عام 1882 (القبرطاي)وسكنوا في شارع الملك فيصل
-3 آخر فوج سموا بــ ( المهاجرين) وما زالت المنطقة التي سكنوها تسمى حتى يومنا هذا بالمهاجرين نسبة إليهم.وقال معاليه بأن الشركس عندما دخلوا بلاد العرب والمسلمين قد خلعوا نعالهم لقناعتهم بقدسية هذه الأراضي.
وتابع قائلاً بأن عدد الشركس يتواجدون في (45) دولة من دول المهجر التي لجأوا إليها ويبلغ عددهم (6) ملايين نسمة،منهم (4.5)مليون في تركيا أما في الأردن فيبلغ عددهم حوالي (100) ألف نسمة.حيث أن الشراكسة يحرمون على أنفسهم أكل أي من الكائنات البحرية في البحر الأسود بسبب عدد الشركس الذين غرقوا فيه.
لقد حافظ الشركس منذ إستيطانهم في الأردن على حياتهم الإجتماعية والثقافية من لغة وعادات وتقاليد،كما حافظوا على تراثهم الشفوي.ومنذ عام 1921 أصبح شراكسة الأردن يتمتعون بكامل حقوقهم المدنية والسياسية.
وأضاف بأن الشركس كان لهما دوراً بارزاً ومشاركة فاعلة في كافة مجالات ونواحي الحياة في الأردن.حيث كانوا مزارعين وحرفيين وتحولوا فيما بعد إلى الوظائف العسكرية والحكومية.وتعتبر الجمعية الخيرية الشركسية الجمعية الأم حيث تأسست في عام 1932. وفي المجال الديني فقد بنى الشركس أول مسجد لهم في حي الشابسوغ.
وفي الوقت الذي حافظ فيه الشركس في الأردن على قوميتهم وهويتهم بحرية تامة فإنهم لم يتوانوا للحظة واحدة عن خدمة الدولة الأردنية بإعتبارها وطن الشركس في المهجر،وتقديم الولاء المطلق اللامحدود للدولة الأردنية بكافة مكوناتها ( الأرض والقيادة والشعب والحكومة) كما حرص الشركس أن يكونوا شركاء مع إخوانهم الأردنيين في بناء دولتهم الحديثة وفي الدفاع عنها والمحافظة على إستقلالها.ولعبوا دوراً ريادياً في كافة مجالات الحياة منذ تواجدهم في الأردن حتى يومنا هذا.ووعد معاليه الحضور على تلبية رغبتهم بالحديث بشكل موسع عن تاريخ الشركس في لقاء آخر.
وفي نهاية اللقاء قدم السيد اسعد العزام رئيس هيئة إدارة جمعية عون الثقافية الشكر لمعالي الدكتور محمد خير مامسر والدكتور بكر خازر المجالي رئيس نادي أبناء الثورة العربية الكبرى على إستضافة هذه الندوة والحضور الكرام.