رئيس اتحاد الكتاب الاردنيين يشارك في مؤتمر طريق الحرير البحري المنعقد في الصين
وكالة المرفأ :شارك رئيس اتحاد الكتاب الاردنيين الاستاذ عليان العدوان والامين العام محمود رحال في مؤتمر طريق الحرير البحري المنعقد في الصين الذي استمر علي مدار خمسة ايام .
وتاليا كلمة رئيس اتحاد الكتاب الاردنيين
بسم الله الرحمن الرحيم
اتشرف أن اشارك بهذا المؤتمر (طريق الحرير البحري) من المملكة الأردنية الهاشمية واتشرف أن انقل لكم جمع المؤتمرين تحيات سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وحكومة الممكلة الأردنية الهاشمية والشعب الأردني وانقل لكم بشكل خاص تحيات اعضاء اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين ومثقفي الأردن الى جميع مثقفي وكتاب جمهورية الصين الشعبية .
وورقة عملي بعنوان :-
الإبداع الأدبي في ظل العولمة
ورقة عمل عليان موسى العدوان
رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين
لقد أثرّت العولمةُ والتحسّن السريع في وسائلِ الاتصال على انتشار الأدب في جميع أنحاءِ العالم بطرقٍ عديدةٍ ومهمة. كما تُظهرُ العولمةُ منهجياتٍ ومنظوراتٍ متنوعةٍ في توسيعِ مجالات البحث في العلاقةِ بين الجوانبِ الأدبيةِ المختلفةِ.
حيثُ تظلُ الاختلافاتُ التعليميةُ والثقافيةُ عِبر السياقاتِ الاجتماعيةِ قائمة ، فالخصوصيةُ مهمةٌ لفهمِ العولمة فيما يتعلقُ بالأدبِ. وكما هوَ الحالُ في العولمةِ بشكلٍ عام ، يمكنُ وصفُها في الأدبِ بأنها ذات فائدة كبيرة ، ولكنّها تعتمدُ على موقفِ الفردِ ومنظورِه وقيمهِ وأولوياته.كما أن آثار العولمةِ تركز بشكل كبير على الأعمال الأدبية في جميعِ أنحاءِ العالمِ. اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ واﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ ، ﺗَﺘﻔﺎﻋﻞُ ﻣﻊ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎتِ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔِ ﺑﻬﺪفِ أﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﺠﻴﺐُ إﻟﻰ ﻓﺮصِ ﺗﺒﺎدل وﺗﻄﻮﻳﺮِ الأدب ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻠﺪانِ. بحيِث أتاحتْ وسائلُ التواصلِ الإجتماعي بما توفرِهُ من إمكانياتِ الترجمةِ للأدباءِ من الإطلاعِ على المنشوراتِ الأدبيةِ بلغتهم المحليةِ دون الحاجةِ إلى خدماتِ الترجمةِ. ولقد أتاحت العولمةِ للأفراد والمجموعاتِ من التفاعِلِ في الفضاءِ العالمي وتخطي الحدودِ السياسيةِ والجغرافيةِ ، وبالتالي ، تُفهَم بشكل أساسي على أنها عملية أو حالةٌ للحياةِ البشريةِ المعاصرةِ ، على أوسع مستوىً ، وليسَ مجرد حدث أو نشاط واحد.في هذا السياق ، يَجبُ علينا أن نَتذكرَ التجربةَ التاريخيةِ لطريق الحرير التي كان لها تأثير على التبادلاتِ الثقافيةِ بين الصينِ والعربِ الأنباطِ في البتراءِ التي كانت خلال العصر اليوناني والروماني مركزًا للقوافلِ الرئيسيةِ مع الصينِ على مرَّ العصورِ.
إلى أنْ وصلت في عصرِنا هذا لما نشهدُهُ من تبادلِ ثقافيِ بين الصين والأردن ممثلاً باتحاد كتابِ الصين واتحادِ الكتابِ والأدباءِ الأردنيينِ، حيثُ كان للزياراتِ المتبادلةِ كبيرَ الأثرِ في تعريفِ الأدباءِ الصينيين والأردنيينِ بثقافةِ وأدبِ الجانبينْ الصينيِ والأردني.
ومثال ذلك : في عام 2014م استضافَ اتحادُ الكتاب والأدباءِ الأردنيينِ وفداً من اتحادِ كتابِ الصين وقد تمَ زيارةُ القصرِ الملكي الهاشمي وإطلاقِ مبادرةِ طريقِ الحريرِ الثقافي فيَ القصرِ الملكي.
وكذلك في عام 2015م تَم تنظيمِ فعالياتِ مُشتركة بينَ الاتحادينِ الصيني والأردنيِ فَقد أقامَ اتحادُ الكتابُ والأدباءُ الأردنيين مع اتحادِ كتاب الصين (الملتقى الثقافي الأردني الصيني إطلاق مبادرة طريق الحرير الثقافي) وكان هناكَ أوراقُ عملٍ ومؤلفاتِ حول طريقِ الحرير الثقافي لاتحادِ الكتابِ والادباءِ الأردنيينِ التي أعدَّها عددٌ من أعضاءِ اتحادِ الكتابِ والأدباءِ الأردنيينِ
وتعتبرُ هذه خطوةٌ أولى بحاجةٍ الى المتابعةِ من خلالِ ترجمةِ جميعِ المؤلفاتِ من كِلا الطرفينِ الصيني والاردني.
ومِنهم الكاتب محمود رحال الذي أصدرَ مؤلفاً بعنوان ” كنتُ في الصين” والكاتب مصطفى الخشمان الذي أصدر كتاب ” في ربوعِ الصين” والكاتبةُ أمل بورشك التي أصدرت كتاب “رحلة إلى مدن مثلث الصين” والكاتبان عمر العرموطي و إبراهيم السواعير اللذان اصدرا كتاب “الصين بعيون أردنية” وها نحن اليوم انا وزميلي محمود رحال نهدي رئيس المؤتمر كتابنا الجديد (طريق الحرير)
وخلال الزيارة فعّل اتحادُ الكتابِ والأدباءِ الأردنيينِ في مدينةِ شيان طريقَ الحرير الثقافي حيثُ تتبعُ مسارَ طريق الحرير من النقطةِ الأولى لانطلاق قوافلِ طريقِ الحرير التجاري البريَّ في شيآن ووقف أعضاءِ الوفد الأردني عندَ منحوتةٍ جداريةٍ كبيرةٍ مثلت قافلة عربيةً من الجمال بالحجم الحقيقيِ للقافلةِ وفي تلك الأثناءِ تم إطلاقِ مبادرةِ طريق الحريرِ الثقافي من ذلك الموقعِ التاريخي في شيآن وإنّ هذا المَعلم التاريخيِ الجغرافيِ بحاجةٍ الى اشهار وترجمة الى جميع لغاتِ الاقطار المعنية .
هذا وقد شُكّلت لجنة لتنفيذِ بنود طريق الحرير مع الجانبِ الصيني ومهمتها إحياءُ البُعد التاريخيِ المرتبط بالعلاقاتِ الاردنيةِ الصينيةِ وتطويرِ علاقاتٍ ثقافيةٍ بينَ أدباءِ الصين والأردن ورصد تاريخِ طريقِ الحرير جغرافيا بين العرب والصينِ بشكلٍ خاص وتعزيز النتاج الثقافي المشترك في كافةِ فصولِ الادبِ وتبادلِ الترجمةِ بين الإتحادينِ وتنظيمِ فعاليات مشتركةٍ في إطارِ طريقِ الحريرِ الثقافي.هذا وتمت زيارةُ سور الصينِ العظيمِ وجنودِ الصلصال في مدينةِ شيان والقصرِ الإمبراطوري والمتاحِف الثقافيةِ والوطنية
في عام 2016 أقيم (الملتقى الثقافي الأردني الصيني الأول) بالتعاونِ مع اتحادِ كتابِ مقاطعةِ قوانغدونغ برعايةِ السفير الصيني في الأردن ( بان واي فانغ) في مقرِ اتحاد الكتاب والأدباءِ والأردنيين. حيثُ سلطَ نائب رئيسُ اتحادِ كتابِ مقاطعة قواندونغ Zhing Zhigan رئيس الوفد الضيف للأردن الضوءَ على المشهدِ الثقافيِ في جمهورية الصين الشعبية بشكلِ عام ومقاطعةِ قواندونغ بشكلٍ خاص متحدثاً عن آخر الإنجازاتِ الأدبيةِ للكتاب الصينيين. كما وأبدى اهتمامَه في الترجمةِ والتعرفِ على الأدبِ الأردني.
في عام 2017 استضافَ اتحادُ الكتابِ والأدباءِ الأردنيين اتحاد كتابِ الصينِ وأقام (الملتقى الثقافي الأردني الصيني الثاني) برعاية السفير (بان واي فانع )
أن تبادلِ هذه الزيارات بين الجانبينِ الأردني والصيني في كلاِ البلدينِ للمواقع التاريخيةِ الضاربةِ في عمق التاريخ امتداداً للعلاقات الوطيدةِ بين البلدين حيثُ تمت زيارة البتراء والمدن الرومانية في عَمان وجَرش والمتاحفِ الأثريةِ والوطنيةِ وأُتيحت الفرصةُ للوفدِ الصيني التعرف على ثقافةِ بعض العادات والتقاليد الأردنية والمتعلقةِ بكرمِ الضيافةِ والمأكولاتِ الشعبيةِ والفنونِ والفولكلورية والحرف التراثية.
انّ منْ أهم مظاهرِ العولمةِ الواضحة الملامحِ بين جمهوريةِ الصينِ الشعبِية والعالم العربي وخاصةً الأردن في الثقافةِ الصينية والعربيةِ اتساع التبادل.
اتساعُ التبادل التجاري حيثُ برزت الحاجةُ الماسةُ لوجودِ لغةٍ مشتركةٍ بين الجانبين وهذا سبب توجُّه الجانبين الى التبادل الثقافي الواسع من خلالِ ايفادِ الطلبةِ لدراسةِ اللغتين وانشاءِ المراكز الثقافية والتوسع في الدورات التدريبية , وكان اخرُها التوجه نحو فتحِ جامعةِ صينيةٍ اردنيةٍ في الاردن تهتمُ بتدريسِ ونشرِ اللغةِ الصينيةِ والعربيةِ
وقد تم ّطباعةُ باكورةَ هذه الأعمال في كتابٍ خاصِ لملتقيات طريقِ الحرير الثقافي نُقدّمهُ لاتحاد كتاب مقاطعة قواندونغ كهديةٍ رمزيةِ من إتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين .
وفي النهاية كل ما اتمناهُ انا و زملائي اعضاء اتحاد الكتاب والادباء الأردنيين ان تكونَ الكلمةُ معروفةً لدى كافةِ الشعوب والامم مثلما هي الموسيقى لغةُ الشعوب .