رحيل المسرحي اللبناني زياد أبو عبسي عن 62 عاما
وكالة المرفأ : خطف الموت في بيروت، يوم أمس الأحد، الفنان زياد أبو عبسي، أحد رواد المسرح اللبناني، عن عمر ناهز 62 عاما، بعد صراع مرير مع المرض الذي تعاطى معه وتقبله بمنهج فلسفي.
ونعت نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون اللبنانية أبو عبسي الذي رافق صوته اللبنانيين من خلال مسرحياته مع الفنان زياد الرحباني أثناء الحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد بين عامي 1975 و1990.
وكتب بيار أبي صعب نائب رئيس تحرير جريدة الأخبار اللبنانية على حسابه فى تويتر “المناضل استسلم لموته المفاجئ بعد مشوار متشعب في الفلسفة والكتابة والتمثيل وعمر على الخشبة”.
وأَضاف: “صحيح أن أبو عبسي خاض تجارب مسرحية كثيرة منفردة (تأليفه وإخراجه) أو مع مخرجين بارزين أسهموا في المحترف المسرحي اللبناني …إلا أن محطته مع زياد ستظل الأكثر حضورا وانتشارا في مسيرته، فهو الذي شارك في جميع أعمال الرحباني منذ عام 1978”.
وارتبط اسم هذا الفنان الطليعي منذ سبعينيات وثمانينات القرن الماضي بشخصية (أبو الزلف) التي أداها بإتقان في مسرحية (شي فاشل) للفنان زياد الرحباني. وقبل (أبو الزلف) عرف أبو عبسي بشخصية (إدوار) في مسرحية (فيلم أميركي طويل) للرحباني أيضا. وقد رسخت هذه الشخصية في أذهان اللبنانيين طيلة فترة الحرب لأنها عكست الحالة الطائفية من خلال رجل مسيحي لديه رهاب الإسلام.
ولد أبو عبسي عام 1956 في صيدا لعائلة أصلها من بلدة راشيا الفخار الجنوبية، واتجه نحو اعتناق الأفكار الماركسية واليسارية، على الرغم من تلقيه علومه ودراساته في مدارس وجامعات أمريكية.
كانت أولى كتاباته المسرحية عام 1979 عبر مسرحية (الشمع) التي جاءت بمنحى فلسفي تشكيكي، لكن تجاربه المسرحية في الجامعة قادته إلى التعرف على زياد الرحباني عام 1977 الذي أسند إليه دور في مسرحية (بالنسبة لبكرا شو).
وكان أبو عبسي قد أعلن مرارا أنه لم يتوافق كثيرا مع طريقة زياد الرحباني المسرحية، لكنه كان يقول “اختلفت عنه لكني استمتعت بالعمل معه انطلاقا من التزامي مبدأ الولاء للكاتب”.
وأدى هذا إلى مشاركة أبو عبسي في جميع أعمال الرحباني المسرحية منذ عام 1978 اعتبارا من (بالنسبة لبكرا شو) عام 1978 و (فيلم أميركي طويل) عام 1980 و(شي فاشل) عام 1983 وصولا إلى (بخصوص الكرامة والشعب العنيد) عام 1993 و (لولا فسحة الأمل) 1994.
كما شارك أبو عبسي المخرجين اللبنانيين يعقوب الشدراوي في مسرحية (جبران والقاعدة) عام 1981 وربيع مروة في (المفتاح) عام 1996 وفيصل فرحات في (سقوط عويس آغا) عام 1981.
خاض زياد أبو عبسي تجربة تدريس مادة المسرح في (الجامعة اللبنانية الأمريكية) في بيروت مستندا إلى دراساته المعمقة في الولايات المتحدة في مجالي الفلسفة والمسرح وخصوصا مسرح شكسبير.