تعرف على مصير قاتل والدته في الكرك .. “مصاب بمرض عقلي”تفاصيل

521

المرفأ : نفت محكمة الجنايات الكبرى، عن ثلاثيني متهم بقتل والدته السبعينية في الكرك، تهمة تعاطي المخدرات أو المشروبات الكحولية.

وأصدرت محكمة الجنايات الكبرى، الثلاثاء، حكما يقضي بعدم مسؤولية المتهم بقتل والدته في الكرك قبل سبعة اشهر، نتيجة وقوعه تحت تأثير مرض عقلي سبب له نوبات تخيل خارجة عن ارادته وادراكه.

وجاء نص القرار متضمنا اسقاط التهمة واعلان عدم مسؤولية المتهم عن جناية القتل المسندة اليه خلافا لاحكام المادة 328/3وعملا باحكام المادة 92 من قانون العقوبات.

وشمل قرار المحكمة، حجز المتهم في مركز علاج الامراض العقلية الى ان يثبت تقرير لجنة طبية شفاءه وانه لم يعد يشكل خطرا.

واوضح تقرير طبي مختص صدر بعد اشهر من التثبت والتحقق من قبل اكبر اطباء الامراض العقلية وعلى راسهم الدكتور عدنان التكريتي من مستشفى الاردن ان المتهم يعاني من ذهان عقلي شديد ونوبات تخيل اضافة الى تقرير اطباء مستشفى الامراض العقلية التابع لوزارة الصحة الاردنية الذي اشار الى معاناة المتهم من مرض عقلي يعرف بالانفصال العقلي الذي ينجم عن تلف في اعصاب الدماغ يؤدي الى تخيلات وهلاوس سمعيه وبصرية وهو ما استند اليه حكم محكمة الجنايات الكبرى من ان المتهم البالغ ثلاثين عاما واقع تحت تأثير مرض عقلي وفي مراحل متقدمه رغم تلقيه العلاجات اللازمة قبل الحادثة.

وأثبتت السجلات المرضية للمتهم، تعرضه لنوبات تخيل شديدة، اكدت ما ادعاه بأنه “رأى غربانا سيطرت على والدته وقامت بنقرها بوحشيه ما اضطره الى التدخل لحمايتها وابعاد الغربان عنها” بحسب افادته في محاضر التحقيق.

من ناحيته، اكد غازي الذنيبات، محامي المتهم، ان قناعته منذ البداية ان الجريمة خارج الواقع والادراك الواقعي.

واضاف الذنيبات، ان قناعته ان الجريمة غير مرتبطه بتعاطي المخدرات او المشروبات الكحولية.

وأشار إلى أن الادعاء العام الذي تعتبر مهمته الرئيسية في اثبات الجرم من خلال قواعد تحقيقيه لم يتوصل الى سبب مادي منطقي للجريمة ولم يجد مبررا مقنعا للقتل.

واوضح الذنيبات ان الاعلام ووسائل التواصل نصبت نفسها قاضيا واصدرت حكمها دون تثبت ودون الاستناد الى مصادر موثقة تثبت ان الجريمة ناجمة عن تعاطي المخدرات او اية مؤثرات عقلية اخرى وهو ما ألحق ضررا ماديا ومعنويا بالعائلة المعروفة في المنطقة بالادب والتعليم وحسن الخلق.

وبيّن ان التقارير الطبية والامنية الاولية والرئيسية اثبتت خلو دم المتهم من اية اثار للمخدرات او المشروبات الكحولية.

واعتبر الذنيبات ما قامت به وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ظلم كبير وقع على العائلة وشهّر بسمعتها نتيجة نشر وتداول معلومات غير صحيحة.

من جانبه، قال علي العبيسات، شقيق المتهم، ان “المرض ابتلاء من الله سبحانه وتعالى ونحن تقبلنا مرض شقيقنا بصبر ورضى وبادرنا لعلاجه بكافة الوسائل.

واضاف ان “مصيبتنا في فقدان والدتنا وشقيقنا زاد عليها المجتمع ووسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي، بسبب تحطيم معنوياتنا والإساءة الى عائلة باكملها عبر الترويج ان شقيقنا يتعاطى المخدرات وهو ظلم كبير ادى الى مفاقمة معاناتنا”.

واعتبر العبيسات “وقفة الاهل والاصدقاء والعائلة كاملة مع شقيقنا طيلة فترة المحاكمة تعبر عن موقف نبيل ساهم في تجاوزنا للمصيبة ومتابعة ورعاية شقيقنا ودعمه نفسيا وماديا للوصول الى هذه المرحلة”.

واشاد العبيسات بـ”التعامل الحضاري الراقي لهيئات التقاضي في كافة مراحل المحاكمة التي ضربت مثلا في مراعاة حقوق الانسان وكرامته، والتعامل مع المتهم وفق ادبيات تراعي حالته الى ان اثبتت التقارير الطبية معاناته من مرض سيطر عليه”.

ووجه شكره للقاضي الدكتور ابراهيم ابو شما الذي “قدم انموذجا رفيعا في الحس الانساني الذي يثبت حرص قضائنا الاردني على العدالة والنزاهة والانصاف، وتعامله مع المتهم كمريض”.

وشدد العبيسات على ان العائلة “تحتفظ بحقها القانوني في مقاضات كل من نشر او اعاد نشر معلومات كاذبة عن هذه القضية سواء من الافراد او من مؤسسات اعلامية لم تراعي الحقيقة في نقل المعلومات”.

ووصف العبيسات “الاشاعة بانها هي الجريمة الحقيقية لان ما يحدث في المجتمع من مشكلات وقضايا هي بين قدر الله او التجاوز على القانون بقصد ونية ولكن اشاعة الكذب وترويجه ونقله يشكل جرما اشد وطأة”.

قد يعجبك ايضا