صحفييون في “بترا” يخرجون عن صمتهم ويتهمون مؤسسات حكومية باستغلال الإعلام الرسمي

399

أصدر مجموعة من الزملاء الصحفيين في وكالة الأنباء الأردنية “بترا” بيانًاً يفيد أنّ اتهام الحكومة للإعلام المحلي والوطني بالتقصير هو محاولة تنصل من المسؤولية التي تقع على عاتق المؤسسات الحكومية المختلفة.

وأضاف البيان الذي صدر صباح اليوم الاحد أنّ وسائل الإعلام الرسمية تعرضت خلال السنوات الماضية لتهميش من قبل دوائر ومؤسسات رسمية أخرى بسبب الفهم الخاطئ للإعلام الرسمي.

بيان صادر عن الزملاء في وكالة الأنباء الأردنية “بترا”

أصدر صحفيو وموظفو وكالة الانباء الاردنية بيانا اليوم الاحد رفضوا فيه تعيين مجلس ادارة بترا الجديد، وذلك اثر مقال نشره الدكتور طلال الشرفات.

وقال البيان:

دولة رئيس الوزراء الأفخم

يواجه الاردن اليوم تحديات داخلية وخارجية، في ظل تحولات كبرى تعصف بالمنطقة، ولعل الاعلام يعد أحد أهم ساحاتها وأكثرها خطورة وتأثيرا، ويقف الاعلام الوطني اليوم أمام تحدي قدرته على مواجهة تلك التحديات والتي تنعكس بشكل مباشر على قدرته على صياغة الرأي العام وتوجيهه في مواجهة حملات التشكيك التي تسعى الى النيل من عزيمة الوطن ومشروعه وشرعيته.
في هذا الوقت الذي يواجه الاعلام الوطني تلك التحديات، يجد الاعلام الرسمي نفسه في مواجهة مع بعض الأصوات التي تسعى الى النيل من دور وتاريخ هذه المؤسسات الاعلامية، والذي تقف وكالة الأنباء الأردنية (بترا) كأحد أهم روافعه وأعرق بيوت الخبرة الصحفية، التي كانت على الدوام منحازه للوطن، تعبر عن نبضه ومشروعه وشرعيته في مواجهة القوى والمشاريع التي كانت تتحطم دوما على صخرة الاجماع الوطني الذي يلعب الاعلام دور الرافعة والموجه له.
لعل الاعلام، كباقي مؤسسات الدولة الأردنية، يواجه تحديات حقيقة تطال قدرته على مواكبة التحولات التي تؤثر على الدولة والمجتمع، وانطلاقا من المسؤولية الوطنية التي يتحملها موظفو وصحفيو وكالة الأنباء الأردنية “بترا”، لا بد من الاشارة الى جملة من الملاحظات التي يجب على الدولة اليوم مواجهتها والوقوف عندها من اجل النهوض بالاعلام الوطن، ومن أهمها:
* ان تحميل الاعلام الرسمي مسؤولية التقصير واتهامه بالضعف هو محاولة للتهرب من المسؤلية التي تقع على عاتق مؤسسات الدولة والحكومات.
* ان الاعلام الرسمي تعرض خلال السنوات الماضية الى عملية تهميش وتجاوز من قبل مؤسسات الدولة استنادا الى فهم خاطيء لدوره، مقابل الاستجابة لحملات الاستقواء على تلك المؤسسات وابتزازها والتطاول عليها وبالتالي التطاول على الدولة وخطابها ونهجها.
* ان الاعلام الرسمي اليوم بما يمتلكه من خبرة وفهم عميق لمشروع الدولة ورؤيتها ينظر الى واقع الاعلام الوطني بعين القلق والأسف، وهو يجد أن من مسؤوليته الوطنية الاشارة الى مكامن الخلل، والسعي الى تجاوز هذا الواقع عبر فتح حوار وطني عميق يسعى الى اعادة صياغة الخطاب الاعلامي واعادة انتاج مفاهميه وخطابه، بما ينسجم مع حجم التحديات الجاثمة اليوم.

* تعرضت، وتتعرض “بترا”، دوما لانكار دورها ومسيرة كفاحها على مدار نصف قرن، وتتعرض كواردها المؤهلة، دون أدنى شك، للظلم على الصعد المعنوية والمادية والوظيفية.
وعليه نجد أنفسنا اليوم نقف أمام لحظة وطنية فارقة تعتقد فيها الحكومة أن استجلاب بعض الافراد واجلاسهم على رأس المؤسسات الاعلامية الرسمية، دون فهم حقيقي لدور هذه المؤسسات ورؤيتها، يعد استمرارا في استنزاف هذه المؤسسات وهدر طاقتها، لذلك نجد أنفسنا في موقف الرافض لتعيين مجلس ادارة بترا الجديد، ونطالب بتعيين من اهم من اهل الاختصاص والخبرة، والاسراع في تعيين مدير عام للوكالة ينتمي لهذه المؤسسة في اسرع الآجال.
أخيرا، ان أزمة الاعلام الرسمي ما هي الا انعكاس للأزمة الوطنية العامة التي نؤمن بأن دولتنا قادرة بكل ثقة على تجاوزها والمضي الى الأمام في مسار البناء والانجاز.

قد يعجبك ايضا