أكاديمية الشعر تصدر”ما لا يُباع ويُشترى” لعاطف الحربي
أكاديمية الشعر تصدر”ما لا يُباع ويُشترى” لعاطف الحربي
المرفأ.صدر عن أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي ديوان “ما لا يُباع ويُشترى” للشاعر السعودي عاطف الحربي، أحد نجوم الموسم الخامس من مسابقة “شاعر المليون”. يقع الديوان في 105 صفحات من القطع المتوسط، ويضم 43 قصيدة نبطية، من بينها ثلاث قصائد نحا بها الشاعر نحوا خارج قواعد الشعر النبطي هي: “سفر العيون” ، و”ورقة سفر”، و”كدّاد”.
تصدّرت الديوان قصيدتان الأولى منهما بعنوان “محمد بن زايد” في مدح صاحب السمو محمد بن زايد آل نهيان ومنها قوله:
سلام يا محمد يا بن زايد سلام مناوله
يِزعل عداك ويِرضي احبابك ولا رياءَ فيه
قلت وفعلْت وطلْت ما هو مستحيل يطاوله
بعدك أحد لو طالت رجوله ولو طالت يديه
ورّك زايد ما أنت في كل العباد تداوله
العدل واحساس الأب الحاني وعطفه في بينه
وجاءت القصيدة الثانية في وصف مدينة أبوظبي ومكانتها الثقافية واحتضانها الشعر والشعراء ومنها قوله:
يا قِبلة الشعر يا بيت الغريب وحلم الاسفار
ربيعك يعود والعالم تساقط في خريفه
عمران الانسان فيك يعلّم الانسان الاعمار
تبختري كلّ ما تشرق بنا شمسك رهيفه
وانا ليا جيت ما جيتك غريب وعابر مار
أنا ليا جيت جيت آوقّف لجرحي نزيفه
تغلب على بقية قصائد الديوان ثقافة الشاعر وانزياحه نحو الهامشي العميق في الذات ودروب الحياة الشعبية الضيقة، حيث السهر والدمع والأسئلة والموسيقى، ويتجلى ذلك في عناوين القصائد ومُتُونها مثل: “للحب قرطاس”، دمعه تدوّر سبب”، “وحدتي جنّه”، “طلال مدّاح”، “خلوة نبي”، “الغرفة الخالية”، “أصابعك النحيلة”، “يباس المدينة”، “نخيل روحي”.
جدير بالذكر أن عاطف الحربي كاتب كان له مقال أسبوعي في جريدة “الشرق” السعودية، بدأ نشر شعره في 2005 في المجلات المحلية والخليجية وتألق في برنامج “شاعر المليون” بأبوظبي في الموسم الخامس “2011 ـ 2012″، وهو من الشعراء السعوديين الرهيفي الشعور، وممّن يلتقطون برادارهم الحسّاس الأنين الخافت بلغة نبطية حديثة مستمدّة من ثقافته وانتمائه إلى زمنه الراهن. ولعل المقدمة القصيرة التي نشرها الشاعر في صدارة الديوان تؤكد ما سبق، ومضمونها رسالة إلى والدته: (وها أنا ذا، بعد كل هذه السنوات من العمر والشعر أعود إليك بثلاث وأربعين قصيدة، ثلاث وأربعين ابتسامة…. أتقدّمها مطأطئًا رأسي العنيد لغيرك، أنزل إلى قدميك ـ كما يقول درويش ـ ليعلو الكلام).
هنا نموذج من قصائد الديوان بعنوان “لا عيدٍ سعيد ولا هدايا”:
وحدي ارجع من فراغ الليل وزحام المدينه
ممتلي بالأسئلة والناس وانصاف الحكايا
أشعر ان الأرض ـ مهما بالغَت ـ أنثى حزينه
رغم ما فيها من الفتنة ومن ملح الصبايا
والسهر يفرش على مد النظر راحة يدينه
والبيوت تنام لا عيدٍ سعيد ولا هدايا