“كتارا تناقش صناعة الرواية في العالم العربي في ندوة في العاصمة الاردنية عمان”
“كتارا تناقش صناعة الرواية في العالم العربي في ندوة في العاصمة الاردنية عمان”
المرفأ.نظمت المؤسسة العامة للحي الثقافي- كتارا عند السادسة من مساء يوم الخميس الثامن والعشرين من الشهر الجاري في قاعة المؤتمرات المركز الثقافي الملكي وسط حضور جمهور كبير من الروائيين والمثقفين والادباء والمتذوقين ندوة بعنوان :
“صناعة الرواية في العالم العربي.. تحديات وآفاق”، برعاية المشرف العام لجائزة كتارا للرواية العربية الاستاذ خالد عبدالرحيم السيد، والذي بدأ الاحتفال بكلمته التي عبر فيها عن سعادته بهذه الاستضافة في الاردن للمرة الأولى، وكيف استطاعت الرواية العربية أن تنقل نفسها من خلال كتارا إلى مدى أبعد مما نتصور، ثم تحدث عن :
جائزة كتارا للرواية العربية وأنها جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا في بداية العام 2014، وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة لإدارة الجائزة تم تعيينها لهذا الغرض.وتهدف الجائزة إلى ترسيخ حضور الروايات العربية المتميزة عربياً وعالمياً، وإلى تشجيع وتقدير الروائيين العرب المبدعين لتحفيزهم للمضي قدماً نحو آفاق أرحب للإبداع والتميز، مما سيؤدي إلى رفع مستوى الاهتمام والإقبال على قراءة الرواية العربية وزيادة الوعي الثقافي المعرفي.ورسالة الجائزة هي تعزيز رسالة المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا التي ترتكز على دعم المشهد الثقافي العربي وإطلاق حوار حقيقي يساهم في تقوية التعايش الثقافي على مستوى العالم، وتعبيراً عن الرغبة الجماعية في السعي إلى تحقيق تنوع ثقافي فكري في الوطن العربي وتكوين جيل يعتز بهويته العربية، وفتح الباب أمام كبار وصغار المبدعين لإنتاج متميز.
أن المشاركات في الدورة الخامسة لجائزة كتارا للرواية العربية وصلت الى 1850 مشاركة، بزيادة قدرها 30 % عن الدورة الرابعة والتي وصلت إلى 1283 مشاركة، بما يدل على ازدياد حجم المشاركات في الجائزة باطراد، باعتبارها أكبر جائزة عربية.وأشار السيد، إلى أن النسخة الحالية تعرف إضافة فئة “الرواية القطرية” لأول مرة.
وشارك في الندوة كل من : الدكتورة مريم جبر فريحات- والدكتور محمد القواسمة- والروائي إلياس فركوح- والروائية ليلى الأطرش والروائي جلال برجس.
حيث عالجت الندوة مجموعة من القضايا التي تخص طبيعة صناعة الرواية وتسويقها، وتتناول الندوة مجموعة من الأوراق منها:المحتوى الروائي: المضامين والأفكار والمتلقي،صناعة الرواية: بين تكاليف النشر، والمردود المالي المستدام، دور النقد في صناعة الرواية وتطويرها، دور وسائل التواصل والاعلام بالنهوض بصناعة الرواية
الترجمة وعالمية الرواية العربية،ومن الجدير بالذكر أن الشعار الذي اتخذته كتارا لها لتؤكد أنه كان ومازال الروائي العربي مصدراً للإبداعات الثقافية والفنية للرواية حق التكريم
وساهمت كتارا في إثراء الموروث الثقافي العربي والعالمي من خلال ترجمة كثير من الأعمال إلى لغات عدة. فالنصوص الروائية هي مبانٍ من القيم والمبادئ الإنسانية يتم تشييدها بواسطة اللغة. فهي منتج حضاري يثري الثقافة الإنسانية بتنوع مخزونه وتعزيز تراثه الثقافي من أجل تطوير المجتمع العربي وتقدمه.
وهي جائزة سنوية أطلقتها المؤسسة العامة للحي الثقافي – كتارا في بداية العام 2014، وتقوم المؤسسة بإدارتها وتوفير الدعم والمساندة والإشراف عليها بصورة كاملة من خلال لجنة لإدارة الجائزة تم تعيينها لهذا الغرض.
ومما ورد في ورقة الدكتورة مريم جبر:
لم تكن الرواية في الأردن بمنأى عما يشهده الواقع وما يشهده الفن الروائي ذاته من تحولات ومواكبة لمستجدات الواقع واستيعاب الأحداث والصراعات التي تشهدها المنطقة، بل العالمُ بأسره، ما يكشف اجتراحُها عن رغبة، بل إلحاح، لا على رصد ما يشهده المجتمع من تغييرات حسب، بل على تقديم رؤى واقتراحات تجاوز التغني أو التباكي على ما يحدث. بما أثارته من أسئلة اللحظة الزمنية، الماضي/ التاريخ والتراث، والحاضر، والمسقبل، بما يظهر فيها من تنوع في الأفكار والرؤى، وتتبع لسيرورة الحدث وتجليات أثره على الفرد وعلى المجتمع، فيما يتعلّق بقيم العمل والحرية والتسامح والمساواة والعدالة الاجتماعية واحترام الآخر، إلى جانب قلق الإنسان وتخوّفه إزاء قضايا فلسفية كبرى كالحياة والموت والاغتراب وغيرها..
ثمة وعي على الذات، وعلى الخارج، وعلى الفن، وهاجس سيدفع باتجاه اجتراح تقنيات جديدة، ومضامين جديدة هي نتاج تغيّر في الفكر وفي البناء الاقتصادي والاجتماعي الذي لم يكن الروائي الأردني بمنأى عن أثره، ما يجعل الحديث عن خصوصية في التجربة الروائية مسوغاً، خصوصية تفرضها طبيعة التلقي والمشاركة في صناعة الحدث في هذه البقعة من وطن كبير يمور بالأحداث والمتغيرات، ليجد الروائي نفسه هنا بين رهانين لا يمكن النظر في أحدهما بمنأى عن الآخر، رهان الفن ورهان المضمون، وما بين هذا وذاك رهان التلقي الذي يجعل من هذه المناسبة من يجاوز فكرة التكريم إلى الاعتراف بنجاح الرهانين معاً في صناعة رواية أردنية جديدة.
وذكرت الروائية ليلى الاطرش في ورقتها حول “الترجمة وعالمية الرواية العربية”
كانت الترجمة من العالمية إلى العربية جسور المعرفة التي شيدت عليها الحضارة الإسلامية نهضتها في العلوم والفلسفة والفلك والطب وغيرها. وكان اهتمام الخلفاء الأمويين بداية التعرف إلى الإرث المعرفي الذي بنت عليه أمم ذلك الزمان حضارتها وتقدّمها وأدهش الخلفاء فأرادوا الاستفادة منه في بناء دولة حضارية بنقل علوم ومعارف الأخرين والبناء عليها، فأنشأ هارون الرشيد دار الحكمة في عاصمة ملكه بغداد، وكان وزيره الأول جعفر المنصور مهتما بالعلوم فترجموا له كتب الطب والفلك والهندسة والنجوم، قرأها ورفد بها رفوف دار الحكمة ليستفيد منها طلاب العلم. وقد وظف هارون الرشيد في بيت الحكمة كبار المترجمين لنقل العلوم والفلسفة والفلك عن اليونانية والفارسية والهندية، وصار بيت الحكمة قبلة الدارسين، فنبغ الكثير من العلماء، وتطورت الخلافة بالمعرفة فصار هاجس الخلفاء المزيد من المعرفة وتطويرها. وإلا كيف يمكننا قبول وتفسير ما في الكتب عن رؤيا أو حلم الخليفة المأمون حين رأى في منامه رجلا جالسا على سريره فسأله من أنت فأخبره أنه أرسطوطاليس. فكلف حنين بن اسحق مع مجموعة كبيرة من أفضل المترجمين في زمانه بترجمة كتب أرسطوطاليس إلى العربية مع غيره من علماء وحكماء اليونان.
أما الروائي الياس فركوح فقد ركزت الورقة على التفريق بين الرواية ككتابة أدبية تعتمد اللغة والمَجاز والمخيلة، والصناعة واعتمادها في وجودها على المواد المستخرجة من الطبيعة.
كما شددت على أن الرواية إبداع فردي خالص، بينما الصناعة جهود مجموعات من المتخصصين عبر سلسلة من الاجراءات التي تتكامل.
والدكتور محمد القواسمة تحدث حول مسار النقد والرواية،مرت مسيرة النقد والرواية ــ كما أرى ــ في أربعة مراحل. المرحلة الأولى مرحلة التكوين بدأت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في أعمال خليل الخوري وفرنسيس مراش وسليم البستاني، وامتدت إلى نهاية الأربعينيات من القرن الماضي. في هذه المرحلة بدأ النقد على صورة إشارات وتعليقات صحفية في الصحف والمجلات. في تلك المدة خطت الرواية خطوة كبيرة باقترابها من الشكل الروائي بفضل الاحتكاك بالغرب، وازدهار ترجمة كثير من الأعمال الأدبية والروائية، وخاصة من الفرنسية والإنجليزية، كما في أعمال “حديث عيسى بن هشام” لمحمد المويلحي، و”زينب” لمحمد حسين هيكل، و”الأجنحة المتكسرة” لجبران خليل جبران، و”عودة الروح” و”يوميات نائب في الأرياف” لتوفيق الحكيم، و”الأيام” لطه حسين.
في المرحلة الثانية مرحلة التمكين التي تمتد من خمسينيات القرن الماضي إلى ما قبل السبعينيات منه أي عام 1967م.
بدأت الرواية في التعبير عن القضايا الاجتماعية والأيديولوجية، وتصوير الصراع الاجتماعي والسياسي؛ لهذا تنوعت واتسعت، ولم تقتصر على السير الذاتية واللوحات الرومانسية، كما ظهر في أعمال لنجيب محفوظ، وحنا مينا، وجبرا إبراهيم جبرا، وغسان كنفاني، ويوسف ادريس. وبرزت الرواية النسائية ذات الهم السياسي والاجتماعي للطيفة الزيات، وكوليت خوري، وإميلي نصر الله.
وبدا النقدُ الروائي في حدود الستينيات غيرَ مدرك للتحول في الرواية؛ فلم يخرج من أسْر الأيديولوجيا، وبخاصة الأيديولوجيا الماركسية.
في المرحلة الثالثة مرحلة التجدد التي تبدأ قبل السبعينيات بقليل وتمتد إلى ثمانينيات القرن الماضي حين عصفت بالعرب الهزيمة المدوية أمام إسرائيل في حرب حزيران عام1967. في هذه المرحلة نشط النقد بين الكتاب والقراء وفي الجامعات، وتعددت الاتجاهات النقدية، وبخاصة الاتجاه البنيوي، وحظيت القصة والرواية بالنقد دون بقية الأجناس الأدبية الأخرى.
المرحلة الرابعة مرحلة الفوران وتمتد من ثمانينيات القرن الماضي حتى الآن . وفي هذه المرحلة زاد الإنتاج الروائي العربي، الذي ساهمت فيه كل الأقطار العربية، حتى تلك التي كانت مساهمتها فيه إلى عهد قريب قليلة، وساعدت الجوائز على هذه الزيادة، فبرزت أسماء جديدة تمكنت من تطوير فن الرواية شكلًا ومضمونًا، واتجهت الرواية اتجاهات شتى، حيث تلاشت الفواصل بين جنس الرواية والأجناس الأدبية الأخرى سواء أكانت قريبة منها كالشعر والقصة والسيرة، أم بعيدة عنها مثل التقارير الإخبارية، والتحقيقات الجنائية، والوثائق والسينما والسيناريو والرسم، والتصوير الفوتوغرافي كما استفادت الرواية من الأشكال التراثية خاصة أدب الرحلة، ولجأت إلى العجائبية، وتصوير عوالم الرعب والشر والفساد(الدبستوبيا)كما لاحظنا غوص بعض الروائيين في التاريخ القديم والوسيط، كما تعرضت روايات كثيرة إلى موضوع الشذوذ والإباحة الجنسية وكتبت روائيات في هذا الموضوع، مثل: “طريق الغرام” لربيعة ريحان من المغرب، و”اكتشاف الشهوة” لفضيلة الفاروق من الجزائر، و”زوج حذاء لعائشة” لنبيلة الزبير من اليمن. كما تناولت الرواية موضوع الإرهاب وأحداث الربيع العربي.
أما الروائي جلال برجس فقد تطرق في ورقته إلى فكرة الاستثمار في الرواية عالميا وهل استثمر بها عربيا. ويعرج على ما احدثته وسائل التواصل الاجتماعي على صعيدي الكتابة ووصول النص للقارىء. ويتسائل في ورقته حول عدة ظواهر برزت بعد ثورة الاتصالات.
ثم تم توزيع العدد السابع من مجلة مدارج والتي تضمنت ملفا شاملا عن كتارا للرواية العربية وجائزتها الأهم والأشمل عالميا.
ثم على هامش الندوة تم توقيع الروايات الفائزة خلال الدورات السابقة للروائيين الأردنيين منهم:
سناء الشعلان، كوثر الجندي، جلال برجس، قاسم توفيق، هيا صالح.
وقدم الاحتفال الشاعران احمد الشطناوي وعلي الفاعوري.