ندوة بجامعة البترا تؤكد أهمية دور الناطقين الإعلاميين في محاربة الإشاعة
المرفأ: أكدت ندوة عقدت في جامعة البترا أن محاربة الإشاعة تعتمد على دور الناطقين الإعلاميين في المؤسسات العامة والخاصة، وتحدث في الندوة وزير الإعلام الأسبق الدكتور محمد المومني، ومدير تحرير موقع “أكيد” الدكتور طه درويش.
ونظمت كلية الإعلام بجامعة البترا الندوة بين سلسلة من الأنشطة والمحاضرات التي أطلقتها الكلية ضمن حملة “تحقق” التوعوية لمحاربة الإشاعات، بإعداد من الطالبتين بلقيس المحارمة ودانية الحموري وإشراف الدكتور علي الحديد، ويشير المنشور التعريفي بالحملة إلى أن هدفها هو التوعية بمخاطر الإشاعة، ونشر الوعي والتأكد من مصادرها، وخلق سلوك إيجابي في الرد على ناقل الإشاعة.
وأكد المومني ودرويش أن فعالية أداء الناطقين الإعلاميين في المؤسسات يحد من انتشار الإشاعة، وبين درويش أن توخي الناطق الإعلامي للدقة ونشر المعلومة الصحيحة للمجتمع، يساعد في الحد من انتشار الإشاعة وتأثيرها، بينما أشار المومني إلى فترة عمله كناطق إعلامي بأن السبب وراء تأخر الرد على الإشاعة من قبل الناطق الإعلامي يكمن في الوقت الذي يتطلبه عمل الناطق للحصول على المعلومة الدقيقة والموثقة.
وقال المومني إن المجتمع الأردني تمكن من أن يطور طرق كثيرة للحد من الإشاعة، مضيفًا “أصبحت المؤسسات تدرك الفرق بين الإشاعة والحقيقية، ونحن في الأردن تمكنا من السيطرة على الإشاعة نتيجة زيادة الوعي وارتفاع نسبة التعليم”.
وعزى المومني توسع ظاهرة الإشاعة إلى التطور في مجال الاتصالات، قائلا “هناك من يوظف المعلومة بطريقة سيئة بهدف خلق الهلع والخوف في المجتمعات وإثارة الفتن والتوتر، وهناك دول لديها غرف عمليات لصناعة الإشاعة من أجل تدمير أو زعزعة استقرار دول أخرى”.
وشبه المومني الإشاعة بسرطان يصيب المجتمعات ويأكلها من الداخل، قائلا “لقد اعدم سقرا قبل ثلاثة آلاف سنة نتيجة إشاعة”.
وأكد درويش أن المسؤول الأول عن محاربة الإشاعة هو الصحفي عبر التحقق من مصداقية المصدر والمعلومة، داعيًا الصحفيين إلى استقاء معلوماتهم من مصادرها الرئيسة، عبر الاتصال بالجهة صاحبة العلاقة وعدم خلط المعلومة ضمن الخبر بالتكهنات أو التحليلات الذاتية، والتحقق من صحّة الفيديوهات التي يتمّ تداولها أو نشرها، والتأكد من عدم فبركتها”، مضيفًا يمكن التحقق من الفيديوهات والصور بعرضها على خبراء فنيين للتحقق من انتفاء التزوير أو الفبركة.
وأضاف درويش إلى أن الأخبار غير المكتملة قد تشكل مادة ثرية للإشاعة، داعيًا إلى توخي “الدقة المضاعفة عند نشر أخبار من شأنها إثارة الذعر كانتشار وباء”، وذلك من خلال تحصين الخبر بذكر المصادر، وباستضافة الخبراء لتوضيح تلك الأخبار”.
واعتبر درويش أن وسائل الإعلام مطالبة بالالتزام بالقواعد المهنيّة والأخلاقيّة للعمل الإعلاميّ، والتعبير عن الصالح العام، من خلال مراعاة المصالح التي يعكسها الدستور الأردنيّ، والقوانين والتشريعات، والكشف عن الفساد”.
واستذكر درويش كلمات العقاد “إنّ الكتب مثل الناس فيهم الوقور والظريف، وفيهم الساذج و الصادق، وفيهم الأديب والمخطئ، والخائن والجاهل” قائلا “وماذا عن الأخبار”، وأضاف درويش إلى دور كليات الإعلام في تكوين الصحفيين المهنيين ذوي القدرة على كشف الحقائق قائلا “لقد تتلمذ على يد عميد كلية الإعلام بجامعة البترا الدكتور محمد الصرايرة قبل ثلاثين عامًا، وأهم درس تعلمته منه هو الآية القرآنية “فتبينوا”.