الأميرة دينا مرعد في ندوة بجامعة البترا: الحكومة مطالبة بتطبيق قوانين مكافحة التدخين
المرفأ : طالبت رئيسة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان الأميرة دينا مرعد والمشاركون في ندوة “الإعلام والتدخين الواقع والمأمول” المنعقدة في جامعة البترا، طالبوا الحكومة بضرورة تطبيق قوانين مكافحة التدخين، كما دعوا وسائل الإعلام إلى ممارسة دورها في الضغط لتطبيق تلك القوانين.
وأشارت الندوة إلى أن الأردن يحتل المرتبة الأولى في الشرق الأوسط بنسبة المدخنين وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، وتناولت الندوة أخطار السيجارة الإلكترونية محذرة من أن تدخين سجائر التبغ والسجائر الإلكترونية في الوقت نفسه يرفع درجة السمية في الجسم.
ودعت الأميرة دينا مرعد وسائل الإعلام إلى كشف دور شركات التبغ العالمية ووسائلها الدعائية التي تتلاعب بالعقول وتشكك بمضار التدخين، وقالت مخاطبة الإعلاميين المشاركين في الندوة “وجب تغيير طريقتنا في الحديث عن التدخين نحن نتحدث عن مضار التدخين لكننا لا نتحدث عن الصورة كاملة وجب الحديث عن اللاعبين الكبار من شركات التبغ العالمية”.
واعتبرت سموها أن الوسائل الدعائية التي تستخدمها شركات التبغ العالمية تتلاعب بعقول المدخنين بالتشكيك في نتائج الدراسات التي تربط التدخين بالسرطان، قائلة إن التشكيك بنتائج تلك الدراسات يدفع المدخنين إلى “الدفاع عن صناعة التدخين، بعد ذلك تقف الشركات بعيدة عن الجدال حول مضار التدخين وأثره على صحة الإنسان”.
وأضافت سموها “من المستغرب جدًا أن نوضع كمؤسسات وأفراد نكافح التدخين في موقف الدفاع لإثبات وجهة نظرنا حول مضار التدخين”، وقالت إن المدخنين “لا يدفعون الثمن من نقودهم فقط، بل يدفعونه من حياتهم أيضًا، بينما معظم المدراء التنفيذيين لشركات التبغ يتقاضون رواتب بالملايين سنويًا ولا أحد منهم يدخن”.
وأشار رئيس الوزراء الأسبق المستشار الأعلى لجامعة البترا الدكتور عدنان بدران إلى ارتفاع نسبة المدخنين في الأردن ليحتل المركز الأول في منطقة الشرق الأوسط، والمركز الثاني في العالم إذ بلغت نسبة المدخنين بين الذكور 70%، بينما انخفض تعاطي التبغ في العالم بنسبة 20% وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية.
ودعا بدران الإعلاميين العاملين وسائل الإعلام الأردنية كافة إلى العمل على تشكيل اتجاهات صحية تساعد الأفراد في مواجهة الظواهر الصحية السلبية، وفي مقدمتها التدخين، قائلا “بإمكان وسائل الإعلام تشكيل اتجاهات الفرد، ورفع مستوى وعيه الصحي، ومن ثم تغيير سلوكه نحو الأفضل”.
وقال بدران “نحن على ثقة أكيدة بأن إعلامنا الأردني قادر على ذلك، فقد أكدت الدراسات الإعلامية التي أجريت في اليابان والولايات المتحدة، والصين، وأستراليا على دور وسائل الإعلام الإيجابي في رسم السياسات الحكومية في مجال مكافحة التدخين”، مضيفًا “نأمل أن تصاغ رسائل وسائل إعلامنا لتكون مفعمة بالعاطفة نحو المدخنين لتقول لهم نحن نكتب، وننشر، ونذيع لأننا نهتم بصحتكم”.
وأكد رئيس جامعة البترا الدكتور مروان المولا حرص جامعة البترا على دعم جهود لجنة مكافحة التدخين والحد منه، قائلا “إن هذا الدعم يتجاوز النواحي المادية إلى دعم معنوي جاد وهو موقف اتخذته الجامعة منذ وقت بعيد وتحرص عليه”.
واعتبر المولا أن دور الإعلام في دعم جهود مكافحة التدخين أمر في غاية الأهمية لما للإعلام من دور في بناء رأي عام تجاه القضايا التي تمس حياة المواطنين والمجتمع مثمنًا جهود اتحاد الجامعات الأردنية لمكافحة التبغ والتدخين في تنظيم الندوة قائلا “كانت اللجنة موفقة إلى حد بعيد في تنظيم هذه الندوة حول موضوع مهم واستقطبت من أجل ذلك مجموعة من المهتمين به من وزارة الصحة ومركز الحسن للسرطان ومنظمة الصحة العالمية وكلنا ثقة في قدرتهم”.
وأعربت رئيسة اتحاد الجامعات الأردنية لمكافحة التبغ والتدخين الدكتورة زينب الكيلاني عن أملها بأن تتمخض الندوة عن انبثاق لجان لتنسيق الجهود بين مؤسسات الدولة والصحف والإذاعات والقنوات الفضائية الأردنية، ومنظمات المجتمع المدني لخفض نسبة المدخنين العالية في الأردن، بحيث يشكل ذلك الخفض مؤشرا لقياس مستوى نجاح تلك الجهود.
وقالت الكيلاني “إن وباء التبغ يودي كل عام بحياة أكثر من 8 ملايين نسمة في أنحاء العالم، منهم أكثر من 7 ملايين ممن يتعاطونه مباشرةً، ونحو 1.2 مليون من غير المدخّنين المعرّضين لدخانه غير المباشر”، وهو ما يعرف “بالتدخين السلبي”، وأضافت الكيلاني “يؤثر التدخين في ارتفاع مستوى الفقر نتيجة زيادة إنفاق الأسر إذ من الصعب كبح هذا السلوك في الإنفاق بسبب طابع الإدمان”.
واستضافت الندوة محاضرة للدكتور فراس الهواري من مركز الحسن للسرطان بعنوان “السيجارة الإلكترونية حقائق وأوهام”، حذر فيها الهواري من أن تدخين سجائر التبغ مع السيجارة الإلكترونية في الوقت نفسه يرفع نسبة السمية في الجسم، وهي نسبة أعلى من نسبة السمية التي تسببها سجائر التبغ لوحدها أو السيجارة الإلكترونية لوحدها.
واعتبر الهواري أن ما يتم تداوله بأن السيجارة الإلكترونية أقل ضررًا من سجائر التبغ هي مجرد أراء غير مدعومة بدراسات علمية، موضحًا أن أول هذه الآراء كان مصدره إنجلترا عندما أعلنت أن مكونات السوائل المستخدمة في السيجارة الإلكترونية أقل ضررًا من المكونات المتوفرة في السجائر العادية، قائلا “ثبت علميًا أنه عند تسخين هذه المواد فإنها تقوم بإنتاج مواد جديدة ضارة، وتختلف المواد الناتجة بحسب نوع النكهات المضافة، وهو أمر لم يأخذه أصحاب ذلك الرأي بالحسبان”.
وركز الهواري على عبارة “أقل ضررًا” التي تلجأ إلى استخدمها شركات التبغ العالمية، مستعرضًا صورًا لإعلانات نشرت في صحف قديمة تقدم فيها شركات التبغ منتجاتها على أنها “أقل ضررًا”، قائلا وهذا ما تستخدمه شركات التبغ حاليًا بعد دخولها سوق السجائر الإلكترونية لتقول إن السجائر الإلكترونية “أقل ضررًا”.
وأشار الهواري إلى أن مبيعات السجائر الإلكترونية ارتفعت على مستوى العالم من 2.7 مليار دولار في عام 2014 إلى 10 مليارات دولار 2017، مضيفًا “عندما يسأل المدخن أيهما أقل ضررًا السجائر العادية أم السجائر الإلكترونية، فهذا يشبه أن تسأل أيهما أقل ضررًا أن تسقط من الطابق الرابع والعشرين أم من الطابق الثاني والعشرين، والجواب في كلتا الحالتين ستقتل نفسك”.
وأكد إعلاميون شاركوا بحضور الندوة على استعدادهم للتوعية الرأي العام بأخطار التدخين ودفع الرأي العام لتغيير سلوكهم، مشيرين إلى أن عملهم يتطلب مساندة ودعم بالمعلومات من قبل وزارة الصحة والهيئات المهتمة بمكافحة التدخين.