“المربعانية” تغادر غدا .. وتفاؤل بموسم زراعي بـ”خماسينية” الشتاء

349

المرفأ.يتداول مواطنون تسميات متعددة لمراحل فصل الشتاء، ابتداء من المربعانية التي تودع الموسم الشتوي يوم غد، بما جلبته معها من أمطار وثلوج، وهي المعروفة بأنها أكثر أيام فصل الشتاء برودة، لتدخل بعدها الخماسينية، والتي تسمى “الخماسين” وما تحمله من “سعودات”.

وتتميز الخماسين تاريخيا بشدة الرياح وبرودة الطقس، ويعتبر نواة ما يعرف بـ”سعد الذابح” وهو أكثر أيامها برودة.

و”خماسينية الشتاء” التي يطلق عليها أيضا (برد الطويلين)، قسمها الأقدمون حسب تسمياتهم إلى “سعد الذابح، سعد الخبايا، سعد السعود، وسعد بلع”، ولكل من هذه التسميات دلالة عن شدة البرد أو بدء الدفء أو بداية تبرعم الأشجار.

وعن أصل تسمية مجموعة “السعود” هذه، تقول روايات كبار السن “إن هناك شخصا يسمى سعدا كان في طريقه للسفر، فنصحه والده أن يتزود بفراء وقليل من الحطب اتقاء لبرد محتمل، لكنه لم يسمع نصيحة أبيه ظناً أن الطقس لن يتغير كثيرا أثناء رحلته، حيث كان الطقس في ذلك الوقت دافئا”.

وما إن بلغ سعد منتصف الطريق إلى حيث يقصد “حتى تلبدت السماء بالغيوم وهبت ريح باردة وهطل مطر وثلج بغزارة، فلم يكن أمام سعد سوى ذبح ناقته وهو كل ما يملك، ليحتمي بأحشائها من البرد القارس، فسمي ذبح الناقة بـ(سعد الذابح).. لكن “سعد” شعر بعد ذلك بالجوع فلم يجد أمامه سوى أحشاء الجمل ولحمه للأكل، فابتلعها فكان هذا (سعد البلع) كما تقول الرواية”.

“وبعد أن هدأت العاصفة وسطعت الشمس، خرج سعد فرحا من مخبئه وبكتاب الحياة مجددا بسبب ذكائه (سعد السعود)، وحرصا منه على متابعة طريقه دون مشاكل قام بصناعة معطف من وبر الناقة، وقاده عقله إلى حفظ كمية من لحم الجمل المتبقي بما ورثه عن ذويه من طرق بدائية لحفظ الأطعمة فكان ذلك (سعد الخبايا)”.

أما في الجغرافيا المناخية، فظاهرة “السعود” تعود إلى ما يعرف بـ”الخماسينية” التي تبدأ في الأول من شباط (فبراير) من كل عام، ومدتها 50 يوما تقسم على 4 مدد “كل سعد مدته 12.5 يوما”.

وينتهي “سعد الذابح”، في منتصف نهار 13 شباط (فبراير)، وتقول الروايات فيه “ما بضل كلب إلا نابح”، دلالة على شدة البرد في هذه الفترة، أي، حتى كلاب الشوارع تختبئ طلبا للدفء.

أما “سعد بلع”، فيبدأ في النصف الثاني من شباط (فبراير) وينتهي في 25 منه، ويقال فيه “مهما أمطرت فإن الأرض تبتلع ماءها بسرعة”.

وفي “سعد السعود” الذي يبدأ في 26 شباط (فبراير) وينتهي بـ10 آذار (مارس) قالوا “المي تدور بالعود، والمي هي الروح والحياة”، أي أنه في هذه الفترة يبدأ النسغ يسير في جذوع الشجر وأغصانه.

أما “سعد الخبايا” الذي يبدأ ظهر 10 آذار (مارس) وينتهي في 22 منه، فقد قال الأقدمون فيه “في سعد الخبايا بتطلع الحيايا وتتمشى الصبايا”، وبانتهائه تنتهي الخماسينية، ويبدأ الربيع.

إلى ذلك، قال مدير عام اتحاد المزارعين الأردنيين، محمود العوران، عن خماسينية الشتاء، “إنها تشكل عادة ما نسبته 38 % من أمطار الموسم المطري”.

وأعرب عن أمله أن تكون الخماسينية مثل المربعانية مبشرة بهطل مطري للزراعات الصيفية ولمزارعي القمح والشعير والزيتون.

وتمتاز الخماسينية، وفق العوران، بسرعة حركة المنخفضات الجوية باتجاه المنطقة “وهي فترة تتكرر فيها الثلجات”، مشيرا إلى أن السجل المناخي للأردن يبين حالات عديدة في مواسم سابقة، تدنت درجة الحرارة الصغرى إلى 8 درجات مئوية تحت الصفر، كما حدث في 21 شباط (فبراير) 1987 في رأس منيف.

قد يعجبك ايضا