خبراء تربويون: “التوجيهي الإلكتروني” خطوة في الاتجاه الصحيح

298

المرفأ -أجمع خبراء تربويون على أن قرار وزارة التربية والتعليم في البدء بعقد بعض الامتحانات الثانوية العامة “التوجيهي” لهذا العام، إلكترونيا، تعد خطوة في الاتجاه الصحيح، كونها باتت ضرورة حتمية في ظل المستجدات التي طرأت على نظم الامتحانات في دول العالم المتقدمة، والتطور الهائل في مجال التكنولوجيا.

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه وزير التربية والتعليم، تيسير النعيمي، خلال لقائه عددا من وسائل الإعلام مؤخرا، أن الوزارة تدرس حاليا وبشكل جاد عقد امتحان محوسب لطلبة التوجيهي لمادة الحاسوب، وقد يكون هناك مبحث آخر سيعلن عنه في وقت لاحق، بعد مناقشته بشكل مكثف من قبل لجنة الامتحان العام، كاشفا كذلك عن دراسة جادة تجريها الوزارة لمضاعفة حجم الاختبارات المحوسبة العام الدراسي المقبل.

وأشار هؤلاء الخبراء، إلى أهمية قيام الوزارة بوضع الخطط الكفيلة بتحقيق الغايات من عقده إلكترونيا وتوفير المتطلبات اللازمة لإنجاحه والبدء بتطبيقه بشكل تدريجي وعلى مراحل، مؤكدين ضرورة قيام الوزارة بإعداد فرق فنية لإعداد الامتحانات إلكترونيا، وتطوير بنك للأسئلة يشتمل على أنواع جديدة من الأسئلة والتي تشمل الوسائط المتعدد.

وشددوا على ضرورة التدريب المكثف والمسبق للمعلمين والطلبة على هذا النوع من الامتحانات، لافتين إلى أن عقد الامتحان إلكترونيا، سيكون الوسيلة الأكثر عدلا بين الطلبة بمختلف مناطق المملكة التي كانت تتفاوت فيها عملية الضبط وفقا لمتغيرات متعددة.

مدير الامتحانات العامة في وزارة التربية والتعليم، علي حماد، قال، إن لجنة الامتحان العام بالوزارة ستعقد اجتماعا الأسبوع الحالي ستحدد فيه كافة التفاصيل المتعلقة بالامتحان الإلكتروني سواء فيما يتعلق بعدد المباحث التي سيمتحن بها الطلبة إلكترونيا ومواعيد انعقادها، بالإضافة إلى اعتماد المقترحين أو اكثر لجدول امتحان التوجيهي.

ولفت حماد إلى أن الوزارة ستعلن رسميا عن جداول الامتحان التوجيهي في الأول من آذار (مارس) المقبل، ليصار إلى التصويت عليها من قبل الطلبة ليختاروا ما يناسبهم.

وأضاف، أن فكرة عقد الامتحانات الإلكترونية ليست جديدة في الوزارة، حيث إنها عقدت في العام 2018 لأول مرة امتحانا إلكترونيا في مبحث الحاسوب لطلبة الثانوية العامة وتم بعدها في العام 2019 الحديث عن وجود امتحانين سيعقدان بشكل إلكتروني بمبحثي اللغة الإنجليزية والحاسوب، لكن لم يتم إجراؤهما لعدم جاهزية البنية التحتية في حينها.

ووفق حماد، فإن الوزارة ماضية في تنفيذ مسيرتها للوصول لأتمتة امتحان التوجيهي بشكل كامل خلال الأعوام المقبلة، حيث بدأت منذ نحو عامين بالتحضير لبنك أسئلة امتحان مباحث الثانوية العامة (التوجيهي)، وسيتضمن أسئلة امتحانات التوجيهي بفروعه ومباحثه كافة.

وتابع حماد، أن الوزارة دربت مؤخرا مشرفين ومعلمين في الميدان على إعداد فقرات للأسئلة مصاغة وفقا للشروط العلمية والتربوية؛ وتقيس المستويات المعرفية لكل نتاج (معرفة، فهم، تطبيق، قدرات عقلية عليا)، مشيرا إلى عزمها تخزين فقرات الأسئلة بعد تحكيمها، في بنك الأسئلة.

كما أشار إلى أن عقد الامتحان الإلكتروني سيزود الوزارة بمؤشرات حقيقية حول قدرتها على عقد مثل هذا النوع من الامتحانات في ضوء خطتها لأتمتة التوجيهي في مرحلة مقبلة.

وأكد حماد، أن الوزارة لم تتأخر في الإعلان عن وجود امتحانات إلكترونية، حيث إنها أعلنت في أكثر من مناسبة عن توجهها لعقد هذا النوع من الامتحانات.

وأوضح أن الطلبة لديهم متسع من الوقت للتحضير والاستعداد للامتحانات، خصوصا أنها ستعقد في شهر تموز (يوليو) المقبل، مشددا على أنه لا يوجد ما يدعو للقلق والخوف، لا سيما أن امتحان الحاسوب الذي عقد إلكترونيا في العام 2018 كان لاقى ردود فعل ايجابية عند الطلبة والمعلمين.

من جهته، اعتبر مدير إدارة التخطيط التربوي في وزارة التربية والتعليم سابقا، محمد أبو غزلة، أن توجه الوزارة لعقد الامتحان إلكترونيا يأتي كضرورة حتمية في ظل المستجدات التي حدثت في الدول المتقدمة على نظم الامتحانات وفي ظل التطورات الهائلة في مجال التكنولوجيا واعتماد الكثير من المدارس والجامعات عليها في التدريس والتقييم.
وأضاف، “أعتقد أن تقديم الامتحان إلكترونيا لا يعني بالضرورة أن امتحان الورقة والقلم سيصبح شيئا من الماضي، لكن من المهم الاستجابة للتطورات التكنولوجية كوسائل مساندة ومساعدة في تسهيل حياة الناس، لا سيما أن جيل المعلمين والطلبة حاليا نشأوا مع التكنولوجيا وهم من يتبنون هذه التكنولوجيا بشكل كامل، ناهيك عن امتلاك الطلبة للمهارات التكنولوجية في ظل انتشار أدوات الاتصال والتواصل الإلكترونية واستخدامها في حياتهم اليومية، وعليه فإن على المجتمع والوزارة أن يستجيبا لعمليات التطوير”.

وشدد أبو غزلة على أهمية قيام الوزارة بوضع الخطط الكفيلة بتحقيق الغايات من عقد الامتحان إلكترونيا وتوفير المتطلبات اللازمة لإنجاحه والبدء بتطبيق بشكل تدريجي وعلى مراحل ومواد دراسية وصفوف محددة.
ودعا إلى استثمار المخصصات المالية تدريجيا لتجهيز البنى التحتية والتقنية اللازمة وكذلك الكوادر البشرية، والقيام بحملات توعوية.

وأكد أبو غزلة، ضرورة أن تقوم الوزارة بإعداد فرق فنية لإعداد الامتحانات إلكترونيا، وتطوير بنك للأسئلة يشتمل على أنواع جديدة من الأسئلة والتي تشمل الوسائط المتعدد، وأن تكون شاملة لكافة أنواع الأسئلة من مثل أسئلة الاختيار من متعدد، أو أسئلة الترتيب، والمطابقة والتوصيل والخطاء والصواب،، وملء الفراغات، والرسم وتحديد المواقع الجغرافية، وتوفير الأدوات المساعدة أثناء الامتحان، وسهولة استخدام البيانات.

ودعا أيضا إلى التدريب المكثف والمسبق للمعلمين والطلبة على هذا النوع من الامتحانات، وأن تتسم إجراءات إعداد الامتحان بالسهولة لضمان تطبيقها على الطلاب، وتصحيحها إلكترونيا وفوريا، وبما يكفل المصداقية والشفافية في التصحيح، إضافة إلى توفير الشروط السليمة لإدامة عمل الأجهزة في حال تعطلها خلال تنفيذ الامتحان من خلال توفير فريق الدعم الفني أثناء الامتحان، وهذا سيضمن نجاح التجربة وسيساعد الوزارة تقليل التبعات والصعوبات الإدارية والمالية والفنية في عمليات إعداد الامتحانات وعقد وإجراءات التصحيح واستخراج النتائج لأنه سيعطي تحليلا مباشرا لأداء الطلبة وفي عمليات كانت تأخذ الوقت والجهد وتزيد من الإنفاق المالي.

وأشار إلى أن “عقد الامتحان إلكترونيا سيكون الوسيلة الأكثر عدلا بين الطلبة بمختلف مناطق المملكة، والتي كانت تتفاوت فيها عملية الضبط وفقا لمتغيرات متعددة مع أن التدخل البشري سيبقى إذا لم تكن هناك مسؤولية مهنية من القائمين على الامتحان إلكترونيا أو ورقيا، مع ضرورة قيام الوزارة كما هو الحال باتخاذ التدابير الكفيلة للحفاظ على أمن أسئلة الامتحان وإجابات الطلاب ونتائجهم، ومنع الغش من الآخرين، أو من الغش من مصادر غير مسموح بها، أو انتحال الشخصية في حال عقد الامتحان في أماكن أخرى غير المدارس أو حتى في لمدارس نفسها، مع أن هذا النوع من الوسائل في تقديم الامتحانات سيقلل من الغش والاجتهاد والتدخل الشخصي، وإذا ما طبقت هذه الإجراءات فإنها ستعزز من فرص نجاح التجربة والتعميم وبالتالي يرسخ قيم العدالة بين الطلبة وبين المجتمع”.

الخبير التربوي، ذوقان عبيدات، أيد من جانبه توجه الوزارة لعقد امتحانات إلكترونية لطلبة الثانوية العامة لهذا العام، مبينا، أن بدء الوزارة بعقد امتحان الحاسوب بشكل إلكتروني يدل على سعيها الجاد نحو أتمتة امتحان التوجيهي بشكل كامل في المستقبل، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة قيام الوزارة في بناء القدرات لإنتاج اختبار إلكتروني بمواصفات جيدة.
وأكد أستاذ اللغة العربية، سهيل عفانة، ضرورة استعداد الوزارة بشكل كامل قبل قيامها بمثل هذه الخطوة، كون عقد الامتحان بنسخة إلكترونية ليس سهلا ويلزمه العديد من الإجراءات اللوجستية من توقير البنية التحتية للازمة كالقاعات والسيرفرات وأجهزة حاسوب وغيرها.

وأشار إلى أن فكرة عقد الامتحان بقاعات مركزية يتطلب من الوزارة تأمين الطلبة بمواصلات، خصوصا الطلبة الذين يعيشون في القرى والأرياف البعيدين عن القاعات، موضحا أن القرارات المتعلقة بالتوجيهي، يجب أن تكون معممة على الطلبة قبل التحاقهم بمرحلة الثانوية العامة وليس خلال العام الدراسي، لأن ذلك يسبب إرباكا شديدا لهم.

قد يعجبك ايضا