اسعار النفط في الأسواق العالمية
المرفأ.تذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط في نطاق ضيق مائل نحو الارتفاع خلال الجلسة الآسيوية لنشهد ارتداد خام تيمكس للجلسة الثالثة من الأدنى لها منذ 11 من شباط/فبراير وارتداد خام برنت من الأدنى له منذ 12 من هذا الشهر متغاضيان عن الاستقرار الإيجابي لمؤشر الدولار الأمريكي لأول مرة في أربعة جلسات وفقاً للعلاقة العكسية بينهما.
ويأتي ذلك على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الأربعاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط عالمياً والتي تتضمن الكشف عن تقرير إدارة معلومات الطاقة للأسبوع المنقضي في 21 من هذا الشهر والذي قد يعكس اتساع الفائض إلى 2.3 مليون برميل مقابل 0.4 مليون برميل وفي ظلال تقييم الأسواق لانتشار فيروس كورونا خارج الصين والتي قد تجعله وباء عالمي.
وفي تمام الساعة 04:18 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط “نيمكس” تسليم نيسان/أبريل المقبل بنسبة 0.30% لتتداول عند مستويات 50.23$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 50.08$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند مستويات 49.90$ للبرميل.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” تسليم نيسان/أبريل 0.22% لتتداول عند 55.25$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 55.13$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت التداولات أيضا على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت الأمس عند 54.95$ للبرميل، بينما ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي 0.04% إلى 99.11 مقارنة بالافتتاحية عند 99.08، مع العلم، أن المؤشر اختتم تداولات الأمس عند 98.97.
هذا ويتطلع المستثمرين حالياً من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاد في العالم الكشف عن بيانات سوق الإسكان مع صدور قراءة مؤشر مبيعات المنازل الجديدة والتي قد توضح ارتفاع 2.7% إلى نحو 713 ألف منزل مقابل تراجع 0.4% عند نحو 694 ألف منزل في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بخلاف ذلك، فقد تابعنا بالأمس تحذير كبير مسئولي الصحة في الولايات المتحدة من احتمالية انتشار فيروس كورونا في أمريكا وأن الفيروس التاجي قد يصبح وباء عالمي.
ونود الإشارة، لكون المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس نوه في مطلع الأسبوع إلى أنه لا يزال من الممكن احتواء تفشي فيروس كورونا وأن الفيروس ليس خارج السيطرة وبالأخص مع عدم ارتفاع أعداد الوفيات بشكل كبير، موضحاً أنه من المبكر للغاية وصف انتشاره بأنه وباء عالمي، مؤكداً أنه من غير المناسب استخدام هذا الوصف حالياً وأنه يجب التركيز على حهود احتوائه وذلك على الرغم من احتمالية تحوله إلى وباء خطير.
ويذكر أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية غيبريسوس أفاد الخميس الماضي بأن انخفاض عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا خارج الصين “قد لا يبقي كما هو لفترة طويلة”، وقد تابعنا خلال عطلة نهاية الأسبوع التقرير التي تطرقت لقيام إيطاليا بإلغاء بعض الأحداث العامة من بينها مهرجان البندقية بالإضافة لإغلاق تركيا مؤقتاً حدودها مع إيران وفي كوريا الجنوبية أغلقت شركة سامسونج إلكترونكس مصنع لها هناك بسبب انتشار الفيروس.
على الصعيد الأخر، فقد تابعنا بالأمس أفادت وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بأن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لم تتخذ قرار بعد حيال خفض الإنتاج النفطي، موضحاً أن المنظمة مستمرة في التوصل مع روسيا ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً، ومضيفاً أنه يثق في الشراكة التي تعقدها أوبك مع الدول غير الأعضاء في المنظمة وعلى رأسهم روسيا، وذلك مع تطرقه لاستيائه من انتشار فيروس كورونا وما لذلك من تابعيات على سوق النفط.
وفي سياق أخر، نوه المدير التنفيذي لشركة أرامكوا السعودية أمين ناصر أيضا بالأمس لكونه يتوقع أن يكون تأثير فيروس كورونا محدود على الطلب العالمي للنفط، مع تطرقه إلى أن أرامكوا تضع في اعتباراتها وخططتها أي نقص أو توافر محتمل في المعرض النفطي في الأسواق في ضوء تطورات الأوضاع، وتزامن ذلك مع أعرب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول عن كون تقديرات الطلب العالمي على النفط تعد حالياً الأدنى في عقد من الزمن.
كما تطرق المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية بيرول أمس الثلاثاء إلى أنه قد يتم خفض التوقعات حيال الطلب العالمي للنفط مجدداً في ظلال القلق من انتشار فيروس كورونا وما لذلك من تداعيات سلبية على النمو الاقتصادي للصين أكبر مستورد للطاقة عالمياً وثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم والاقتصاد العالمي بشكل عام تباعاً، وذلك مع أفادته بأن الوكالة تتوقع تراجع الطلب العالمي على النفط بواقع 435 ألف برميل يومياً خلال الربع الأول من هذا العام.
ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر الجمعة الماضية، فقد ارتفعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع منصة واحدة لإجمالي 679 منصة خلال الأسبوع المنقضي في 21 من هذا الشهر، لتعكس ثالث ارتفع أسبوعي لها على التوالي والأعلى لها منذ 27 من كانون الأول/ديسمبر، ويذكر أن الإنتاج الأمريكي للنفط ارتفع خلال الشهر الجاري إلى مستويات 13 مليون برميل يومياً والتي بلغها لأول مرة مطلع العام.