أشهار وتوقيع موسوعة كيس الراعي للغزوي
أشهار وتوقيع موسوعة كيس الراعي للغزوي
المرفأ.وقع الأديب والإعلامي رمزي الغزوي موسوعته الجديدة (كيس الراعي): أشجار وأزهار في الثقافة المحلية الأردنية في حفل كبير نظمه المركز الثقافي الملكي في قاعة المؤتمرات وسط حضور كبير، وبمشاركة الأديبة الدكتور هند أبو الشعر والدكتورة الأديبة مريم الجبر والدكتور الشاعر حكمت النوايسة
وقال الغزوي: ذات ربيع تمنيتُ لو كنتُ راعياً. أشقُّ ستار الفجرِ بصوتي، وأوقد فتيلَ الشّمس. لي كيسٌ من جلدٍ يلوحُ في رمانة كتفي. فيه خبزتانِ وفحلُ بصلٍ وحكاياتٌ. لي غنماتٌ ودوداتٌ أهشُّ لهنَّ من وبرِ الغيم حتى أشبعَ. لي غيماتي السارحاتُ الراتعات في قطنِ السماء. معي نايٌ حنونٌ أسوقُ به خُطى المطر؛ إن تلكّأَ عند مفترق الفصول.
وأضاف الغزوي: لم أكن أريده كتاباً علمياً معرفياً بقدر ما يكون مشتبكاً جمالياً وثقافياً مع من يقاسمننا ضفاف الحياة (الأزهار والأشجار)، وهنّ بكل تأكد أقدم منا على هذا الكوكب. فقدمت به ثقافة المحليين وعلائقهم معها. أردته منصة أفكار للقراء، ولهذا جمعت مادته من عيشي للحياة البرية، ومن أحاديث الناس وعاداتهم، ومن قراءاتي المتعددة، وأبحاثي في مفاصل موروثنا الشعبي.
ولفتت المؤرخة الدكتورة هند ابو الشعر إلى أن الغزوي لاحظ علاقة اسماء النباتات في المخيال الشعبي بشخصية الراعي، مشيرة إلى أن هناك العديد من الأسماء التي أطلقتها الذاكرة الشعبية على النباتات تدخل فيها شخصية الراعي.
ورأت ابو الشعر في الحفل الذي حضره رئيس الوزراء الأسبق عبدالرؤوف الروابدة، وأداره مدير عام المركز الأديب مفلح العدوان، أن الغزوي قدم بموسوعته هذه مادة علمية ورواية ملونة بطريقة مبتكرة استعاد فيها ذاكرة الطفولة واشتباكه مع جديه ووالديه ومتوالبة قصصية كما اورد معلومات عن كل نبتة من جبل عجلون واستخداماتها الطبية معتمدا على خبرات عايشها أو سمعها أو خزنتها ذاكرته.
وفي ورقته التي حملت عنوان “تأملات في كيس الراعي لرمزي الغزوي” قال الناقد والشاعر الدكتور حكمت النوايسة هذا الكتاب هو ثمرة بحث المؤلف ومشاهاداته المقصودة في المحيط الحيوي معطيا الانتباه كله للنباتات وازهارها وثمارها وبنية اشكالها وهي كلها من البيئة الأردنية.
وتابع “ففي هذا الكتاب نقف على ملامح تشكل الجزء المهم من هويتنا الأردنية، ففيه النكتة وهي مدار دراسات عديدة لثقافات الشعوب، وفيه المعارف الشعبية بالنباتات التي ينقلها الينا، وفيه المزج بين الخبر والأسطورة”.
ولفت إلى أن الكتاب بصورة عامة مهم جداً في ثقافتنا الوطنية والعامة ومن الضروري أن يكون في كل بيت كما أنه يمثل جزءاً من الذاكرة المستدامة إن أردنا بأرضنا أن تحفظ شيئاً من رونقها، داعيا وزارة الزراعة لاقامة مشاريع لتكثير العديد من النباتات التي ورد ذكرها في هذا الكتاب الموسوعة ولم تعد موجودة في العديد من مناطق الأردن، بسبب الزحف العمراني ومسببات التصحر، رغم أنها من صلب بيئته.
وقالت الناقدة الدكتورة مريم جبر، إن هذا المنجز لمبدع اتقن اعادة صياغة الاشياء والناس عبر اللغة والصورة، واتقن صياغة ما غفلنا عنه في غمرة الاعتياد من تفصيلات المكان الذي حملنا واحتملنا كما حملناه واحتملنا قسوته.
ورأت جبر أن “كيس الراعي” يعد تجربة تقارب بين المعرفي والجمالي والثقافي وبين الواقعي والأسطوري في قراءة الذات والواقع حيث تصير الأرض مرآة وسيل الوان يتشكل كما ينبغي لعيني عاشق يستنطق شوك الاشياء والكائنات قبل ورودها، لافتة الى ان هذه الموسوعة هي نتاج عشق للارض وتأمل في مكوناتها ومخرجاتها وبحث في ما وراء ما تلتقطه عين الرائي قبل عين الكاميرا وتمرين للحواس والذاكرة معا في زمن تلبدهما معا.
وكان العدوان قال في تقديمه للحفل؛ كأن الغزوي اختار آذار لاشهار كتابه “كيس الراعي” ليزيد فضاؤه الاخضر والزهر والدحنون والخبيزة واللوف والعكوب والحويرنة، وكأننا نحتفي مع الكتاب بالربيع او ان الربيع ينتشي بما ورد حقولا في هذا الكتاب.
وفي ختام الندوة الاحتفائية وقع الغزوي كتابه للحضور من الاعلاميين والكتاب والمهتمين.