تدخين الأرجيلة…بيئة خصبة لانتشار العدوى الفيروسية بأنواعها
المرفأ : الإعلان عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في الأردن، أثار الخوف والهلع لدى الأردنيين، لاسيما في ظل سرعة انتشاره في الدول المجاورة وسط توصيات وزارة الصحة والجهات ذات الاختصاص بضرورة أخذ الحيطة والحذر واتباع سبل الوقاية بغسل اليدين؛ وتجنب ملامسة أي شخص مصاب بأعراض زكام أو تشبه الانفلونزا بدون وقاية، والتماس الرعاية الطبية في حال الإصابة بحمى وسعال وصعوبة في التنفس.
فتح ظهور فيروس كورونا الباب مجددا للتشديد على المقاهي والمطاعم التي تقدم الأرجيلة، ويرتادها المراهقون والشباب والنساء، باعتبارها مصدرا أساسيا لنقل الأمراض والفيروسات، وفق خبراء واختصاصيين أكدوا أن الأرجيلة تتسبب في نقل الفيروسات وانتشارها وإضعاف مناعة الجهاز التنفسي، مؤكدين أن الكورونا فيروس شديد العدوى.
مواطنون شعروا بخطورة الوضع وأحجموا عن ارتياد المقاهي والمطاعم التي تقدم “الأرجيلة”، خوفا من الإصابة بعدوى في الوقت الذي لم يكترث آخرون بتوصيات الجهات وزارة الصحة وأمانة عمان الكبرى ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بضرورة الابتعاد عن الأماكن المغلقة والمزدحمة وتناول الأرجيلة في المقاهي.
من جهته يشير أخصائي الأمراض الصدرية الدكتور عبدالرحمن العناني إلى أن تدخين الأرجيلة وسيلة لانتشار أي عدوى فيروسية ومن ضمنها الكورونا، من خلال عيش الفيروس في أنبوب الأرجيلة وعندما يتم استنشاق الدخان تصل الفيروسات إلى صدر المستخدم. ومن هنا يشدد العناني على ضرورة فرض الرقابة على المقاهي والمطاعم التي تقدم الأرجيلة من قبل وزارة الصحة والجهات المعنية للتأكد من تعقيمها بشكل كامل بعد الانتهاء من استخدامها.
ويقول العناني “الأردن بلد غير مصاب بالكورونا ولكن مع انتشار الفيروسات في كل شتاء لابد من الحرص والمتابعة”، لافتا إلى أن استخدام ماء الأرجيلة والعامود ذاته من شخص لآخر يعتبر مصدرا لنقل الفيروسات، الأمر الذي يتطلب التعقيم والتنظيف لحد معقول لحماية المواطن ووقف انتشار العدوى.
ويعتبر الناطق الإعلامي لملف فيروس كيرونا في وزارة الصحة الدكتور نذير عبيدات أن الأرجيلة أسوأ من السجائر على صحة الرئة والجهاز التنفسي وضررها أكبر على القلب والأمراض السرطانية، فضلا عن دورها في نقل الفيروسات وانتشار العدوى من خلال وصول الرذاذ إلى السطح الخارجي للأرجيلة واستخدام المياه ذاتها من شخص إلى آخر.
ويلفت عبيدات إلى أن الأرجيلة وسط ناقل للفيروسات من خلال وصول الرذاذ ليد الأرجيلة وأدواتها التي لا تتغير من شخص إلى آخر كالملقط والجسم الخارجي والتي تكون حاضنة للفيروسات ومصدرا للعدوى.
من جهة أخرى يكون في المقاهي والمطاعم وفق عبيدات، نوع من الازدحام الذي يفضل الابتعاد عنه في حال وجود فيروسات، خصوصا في الأماكن التي تكون المسافة بين الاشخاص أقل من متر. ويؤكد عبيدات “نحن بلد غير منتشر فيه الكورونا ولا نريد أن تتوقف الحياة وخطورة الانتشار محدودة”، مضيفا أن على المطاعم مسؤولية الالتزام بتعليمات وزارة الصحة فيما يتعلق بالتعقيم والتباعد بين الناس والحفاظ على نظافة المكان ومرافقه. ويلفت إلى أن وضع الكمامة في الوضع الحالي ليس مهما أو ضروريا ولكن في حال ازدادت الحالات ربما يكون هناك إجراء آخر.
بدورها اعتبرت أمين سر جمعية لا للتدخين الدكتورة لاريسا الور أن الاستمرار في تقديم الأرجيلة في المقاهي والمطاعم أمر في غاية الخطورة في الوقت الذي توجهت دول عربية وأجنبية لإغلاق الأماكن التي تقدم الأرجيلة في الظروف الراهنة كإجراء وقائي لمنع انتشار الأمراض.
وفيما يتعلق بخطورة الاستمرار بتقديم الأرجيلة تلفت الور إلى أن الأماكن التي تقدمها هي أماكن سيئة التهوية ومغلقة، خصوصا في فصل الشتاء ما يجعلها بيئة مناسبة للفيروسات وانتشار الرذاذ.
وتقول “الأرجيلة ناقل للفيروسات والعدوى منذ لحظة تحضيرها وحتى تقديمها”، فضلا عن الممارسات غير الصحية التي يقوم بها مقدم الأرجيلة الذي يقوم بدوره بتشغيلها من خلال البربيش مباشرة ما يجعل الفرصة كبيرة لوصول الرذاذ إلى الماء وبقائه في البربيش وبالتالي انتقاله إلى من يتناولها، لافتة إلى أن تغيير “البربيش” أو المبسم ليس حلا.
وتجد أن على المقاهي والمطاعم أن توقف تقديم الأرجيلة والاكتفاء بتقديم الطعام على الأقل في الوقت الحالي وعلى الحكومة والجهات المعنية تكثيف الجهود لحصر الإصابة ومنع انتشار العدوى.
وتستدرك الور، في الوقت الذي يهرع الأردنيون لشراء الكمامات والكحول والهايجين تستمر المقاهي بتقديم الأرجيلة التي تشكل خطورة مضاعفة لنقل الفيروسات والأمراض والكورونا أكثر سرعه في العدوى والانتشار.
ودعت نائب مدير المدينة لشؤون الصحة والزراعة في امانة عمّان الكبرى د.ميرفت مهيرات في تصريح صحفي للمواطنين للتخفيف او مقاطعة الأراجيل وخاصة في الكافيهات والمطاعم، مؤكدة انها تساهم في نقل الامراض على اختلافها وفي هذه الاوقات يجتاح دول العالم فيروس كورونا المستجد نتج عنه عدد من الاصابات والوفيات وسط تخوفات من انتشاره في المملكة.
إن الفيروس قد ينتقل من شخص لآخر عن طريق “النفخ” في “بربيش” الأرجيلة وان العامل الذي يشرف على تحضير الارجيلة قد يكون مصابا وهو لا يعلم ذلك وان الفيروس قد ينقل ايضا من خلال التشارك في أرجيلة واحدة من قبل شخصين احدها قد يكون مصابا، مشددة ان ذلك يقع ضمن الاجراءات الاحترازية والوقائية لمنع انتشار فيروس كورونا في الاردن.
وأكدت مهيرات أن أمانة عمان تكثف جولاتها الرقابية والتفتيشية على المطاعم والمقاهي في العاصمة على مدار العام للتأكد من اتباعهم لشروط الصحة والسلامة العامة.
واضافت ان الجولات تشمل جميع المطاعم والمقاهي المرخصة وغير المرخصة، مؤكدة اغلاق بعض المطاعم والمقاهي التي خالفت شروط الصحة والسلامة العامة، وان عدد المخالفات للعام الماضي وصل الى 205 مخالفات بزيادة 100 مخالفة عن العام 2018 حيث وصل عدد المخالفات آنذاك الى 105.
من جهتها أوصت منظمة الصحة العالمية من خلال موقعها الرسمي مجموعة من التوصيات التي تهدف إلى الحدّ من التعرض للأمراض ونقلها، بما في ذلك النظافة الشخصية ونظافة الجهاز التنفسي والممارسات الغذائية الآمنة، وغسل اليدين بالصابون والماء أو فرك اليدين بمطهر كحولي؛ تغطية الفم والأنف بقناع طبي أو منديل أو الأكمام أو ثني الكوع عند السعال أو العطس، وتجنب ملامسة أي شخص مصاب بأعراض زكام أو تشبه الانفلونزا بدون وقاية، والتماس الرعاية الطبية في حال الإصابة بحمى وسعال وصعوبة في التنفس؛ تجنب الملامسة المباشرة دون وقاية للحيوانات الحية والأسطح التي تلامسها الحيوانات.
وأكدت من خلال موقعها الرسمي أن تدخين الأرجيلة ضار صحيا ويساهم في نقل العدوى بالتأكيد، لكن إرشادات منظمة الصحة العالمية للبلدان والأفراد تنص على احتمالية انتشار المرض بسبب مخالطة الحيوانات أو ملامسة الأغذية الملوثة أو انتقاله من شخص لآخر.