ضوء أخضر أميركي (للضم) خلال أشهر .. تفاصيل
المرفأ.اعلنت القناة الإسرائيلية «13»، إن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى، لم تُسمّهم، قد أكدوا عزمهم على الموافقة على الضم الإسرائيلي للمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، «خلال أشهر، إذا لم يعُد الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات»
ونقلت القناة عن «مسؤولي البيت الأبيض»، القول إنه على الرغم من الوضع السياسي في إسرائيل، فإنهم يعتزمون الموافقة على الضم الإسرائيلي في غضون أشهر، إذا لم يعُد الفلسطينيون للمفاوضات
وذكر المسؤولون الأميركيّون أن «البيت الأبيض سيواصل دفع خطة السلام (صفقة القرن المزعومة)»، مُوضحين أنهم «سوف يوافقون على المزيد من الحلول الوسط؛ إذا عاد الفلسطينيون للمفاوضات»
وقال المسؤولون إنهم يعتزمون «المضي قدما في تنفيذ خطة السلام»، مؤكدين أنه حتى لو كانت هناك انتخابات رابعة؛ فإن حزبي الليكود و«ازرق -ابيض» يعلمان «أن رئاسة دونالد ترمب هي فرصة فريدة»
وأوضح المسؤولون أن ترمب ومستشاريه يأملون في أن تؤدي الانتخابات الثالثة إلى تشكيل حكومة مستقرة في إسرائيل، غير أنهم لفتوا إلى أن «البيت الأبيض قرر قبل بضعة أشهر، وتحديدا بعد قرار الذهاب لانتخابات ثالثة؛ التعامل مع الأزمة السياسية في إسرائيل كوضع يمكن أن يستمر لفترة طويلة»
وذكرت القناة أن المسؤولين يرون أن «القضية الرئيسية التي ما تزال قيدَ النقاش في هذه المرحلة هي «عمل اللجنة الإسرائيلية الأميركية المشتركة، التي من المُقرَّر أن تحدد بدقة مناطق الضفة الغربية التي ستعترف بها الولايات المتحدة كجزء من إسرائيل بموجب خطة ترمب، والتي يمكن لإسرائيل ضمها إذا رغبت في ذلك»
وكان مستشار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب وصهره، جاريد كوشنر، قد قال الأربعاء، إن «صفقة القرن» الأميركية المزعومة «لا تهدف لإحراز تقدم نحو حل الصراع» العربي/ الفلسطيني الإسرائيلي، وذلك في تصريحات أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي
وذكر كوشنر أن الولايات المتحدة قد تعطي الضوء الأخضر لضم مستوطنات في الضفة، في غضون أشهر إذا لم يعد الفلسطينيون إلى طاولة المفاوضات
وجاءت تصريحات مهندس خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، خلافا لما كان يدعيه في جولاته الخارجية التي نظمها للترويج لخطة الإملاءات الأميركية الإسرائيلية، بأنها وضعت للتوصل إلى السلام في الشرق الأوسط
وعرض كوشنر خلال إحاطة أمام لجنة في مجلس الشيوخ هدفي الخطة الأميركية، وأوضح أنها تهدف أساسا لـ«وقف تفق المليارات التي تقدمها دول العالم إلى الفلسطينيين، ومنع إسرائيل من مواصلة التوسع الاستيطاني-دون أي تقدم نحو حل النزاع»
وعلى الرغم من مزاعم كوشنر، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تلوح منذ الإعلان عن الخطة الأميركية بضم مناطق بالضفة الغربية المحتلة لما في ذلك منطقة الأغوار وشمال البحر الميت، وذلك استنادا إلى «صفقة القرن» المزعومة
من جهة اخرى، يسعى تحالف «ازرق -ابيض» للضغط على رئيس الليكود، بنيامين نتانياهو، مرةً من خلال طرح فكرة تشريع قانون يمنع من يواجه لوائح اتهام جنائية من تولي رئاسة الحكومة، ومرة أخرى من خلال إبداء الاستعداد لتشكيل حكومة أقلية تستند إلى دعم نواب القائمة العربية المشتركة (عرب 48)، رغم التصريحات العنصرية لرئيس «ازرق -ابيض»، بيني غانتس، عشية الانتخابات الأخيرة الذي كرر رفضه الاستناد إلى دعم القائمة المشتركة، وقال إنه يريد «أغلبية يهودية»
وآخر محاولة للضغط على نتانياهو ولدق الأسافين داخل المشتركة، كانت تصريحات أحد قادة «ازرق -ابيض» الذي حاول فرز القائمة المشتركة بين معتدلين ومتطرفين، بين مقبولين ومرفوضين على الإجماع الصهيوني، إذ قال أحد قادة هذا التحالف ورئيس حزب «تيلم»، عضو الكنيست موشيه يعالون، إنه يدعم فكرة تشكيل حكومة ضيّقة برئاسة، بيني غانتس، بدعمٍ من القائمة المشتركة دون النوّاب عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي
وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عبر موقعها الإلكترونيّ، أنه في «ازرق -ابيض»، يفحصون إمكانيّة تشكيل حكومة من أربعين عضو كنيست، تضمّ تحالُف «العمل-غيشر-ميرتس»، وبدعم من ليبرمان و12 عضوا من القائمة العربية، وهم أعضاء المشتركة دون نواب التجمّع الثلاثة وقالت الصحيفة إنه من غير الواضح كيف سيكون رد فعل النائبيْن يوعاز هِندل وتسفي هاوزر من حزب يعالون (تيليم)، اللذيْن كانا قد عارضا الاعتماد على دعم القائمة المشتركة
وذكرت أن يعالون قد عبّر عن هذا الموقف في اليومين الأخيرين خلال مباحثات داخليّة أُجريَت بين القياديين الأربعة في «ازرق -ابيض»
ولفتت الصحيفة إلى أن النائبين المذكوريْن، كانا قد عبّرا عن معارضة شديدة للاعتماد على نوّاب من القائمة المشتركة
وقالت إنه نُقِل عن غانتس قوله في الانتخابات الماضية، إنه خسر رئاسة الحكومة بسبب هِندل هاوزر المتمسكّين بموقفهما. وتساءلت الصحيفة، ما إذا كان النائبان «اللذين يُمثّلان اليمين في حزب ازرق -ابيض، سيطفّان مع يعلون الذي ضمن لهما مقعديهما في حزبه (تيلم)؟»
بدورها، قالت النائبة عن الجبهة في القائمة المشتركة، عايدة توما – سليمان، في منشور عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «نُشِر الآن في صحيفة هآرتس» أن جنرال الحرب موشيه يعالون سيدعم إقامة حكومة أقلية بدعم خارجي من القائمة المشتركة باستثناء نواب حزب التجمع الوطني الديمقراطي»
وأضافت توما – سليمان: «ليفهم يعالون وغيره من الجنرالات في حزبه، الجمهور منح وحدتنا الثقة، الجمهور قدر تعاوننا وتكاتفنا، والجمهور لن يقبل بعد بالتفرقة والتجزئة». وأوضحت أن «كل محاولة تهدف لدق الأسافين وتقسيمنا لعرب جيدين وعرب سيئين هي محاولة بائسة لن نقبل بها»، مضيفة: «نحن اليوم نؤمن بأنفسنا، بقوتنا وقدرتنا على التأثير أكثر من أي وقت مضى»