تربويون : تجربة التعلم عن بعد لا تزال في قبان القياس

330

المرفأ.تباينت الاراء حيال تجربة التعلم عن بعد من حيث نجاحها أو فشلها، بعد ان قوبلت باهتمام ومتابعة حثيثة من قبل جميع الفئات المجتمعية، نظرا للنقلة المفاجئة في اداء المدارس بشقيها الحكومي والخاص التي اعتمدت بشكل اساسي على التطبيقات التكنولوجية في نظم التعلم.

وقال تربويون انه رغم المساعي الحثيثة لتذليل التحديات امام طرفي المعادلة (المعلم والطالب) الا انها حظيت بتقدير من قبل المعنيين بصرف النظر عن التحديات التي واجهتهم، مؤكدين ان التجربة بحاجة للتخطيط والتدقيق وما تزال في ميزان القياس والتقويم.

واقترح تربويون تاسيس مرحلة متطورة تواكب مستجدات العصر وتلبي حاجة الاحداث الطارئة مستقبلا، والاستفادة من مواطن الخلل والضعف اثناء العملية التعليمية الراهنة.

التربوي الدكتور أشرف العليمات قال انه رغم كم الملاحظات الواردة حول نظام التعلم عن بعد الا انه احدث نقلة نوعية وتحديا جديدا يضاف على كاهل وزارة التربية والتعليم في خططها المستقبلية التي يجب ان تراعي في ثناياها حاجة الطلبة الى التعلم في ظل الظروف الاستثنائية.

واضاف عليمات ان التجربة الاردنية في نظام التعلم عن بعد حظيت باشادة وتقدير دول عربية كثيرة رغم ان التجربة ما تزال حديثة العهد وغير مكتملة الاطر، وبحاجة لمزيد من التطوير والتأهيل للكوادر التربوية لاتخاذ التدابير اللازمة لحل اي عقبة تحول دون تقديم التعليم.

المستشارة التربوية الدكتورة امينة الحطاب قالت ان وزارة التربية والتعليم عمدت إلى استراتيجية التعلم عن بعد رغم عدم الاستعداد لها، وذلك كحل مرحلي في ظل جائحة كورونا وتداعياتها، معتبرة هذه الخطوة بأنها “بادرة جيدة لعدم انقطاع الطلبة عن الدراسة” خلال فترة الحظر والعطلة.

واضافت الحطاب “لا غنى عن التفاعل الصفي وطرح الأسئلة والاستفسار عن الأمور غير الواضحة أو حتى شرح الفكرة بأكثر من طريقة، خاصة ان هذا الشيء لم يكن متوفرا في تجربة التعلم عن بعد، اذ اكتفت الوزارة ببث الدروس المتلفزة أو عبر المنصات الخاصة بها في ظل مشاكل البنية التحتية جراء عدم توفر شبكة الانترنت”.

ودعت الحطاب المعنيين بالتفكير بشكل جدي بتطوير استراتيجية التعلم عن بعد والإعداد لها من حيث توفير المعدات والاجهزة اللازمة واعداد مناهج مناسبة أو العمل على تكييف المنهاج الموجود لاستراتيجية التعلم عن بعد وتدريب المعلمين والمشرفين عليها وتوفير الأجهزة اللازمة للطلبة وللمعلمين واتاحة عملية التفاعل فيما بينهم.

وفضلت الحطاب بان تلجأ الوزارة الى اسلوب البحث العلمي بدلا من (التلقين) عن بعد وذلك من خلال طرح موضوع الدرس على شكل أسئلة والبحث عن إجابات لها وتنظيمها على شكل تقرير، ليكون الطالب بذلك قد تعلم أن يبحث عن المعلومة وان يقيمها ( مهارة تفكير ناقد) ثم يعيد صياغتها بأسلوبه الخاص مما يشكل في داخله نمط ( التفكير الإبداعي) ولا ضرر من طلب المساعدة من الأهل بشرط أن لا يقوموا بذلك لوحدهم وبذلك تتحقق الفائدة وتتعاظم. واشارت الى اهمية النظر لهذه التجربة على أنها مرحلية والتخطيط لها بشكل علمي ودقيق، معتقدة انها اثبتت انه لا غنى عن المعلم وعن التعليم الصفي.

وقالت المديرة علا الخطاطبة ان الاردن لم يكن بمعزل عن الدول المتقدمة في تقديم التعلم عن بعد، ولم يكن منفردا عن الكثير من الدول في كم التحديات والعقبات التي حالت دون خضوع جميع الطلبة للتعلم التي تم قياسها بنسب ملحوظة ايضا.

واكدت الخطاطبة ان الوزارة قامت بجهود مكثفة لاجل تفعيل وتيرة التعلم عن بعد في ظل الجائحة، الا ان الامر مايزال تحت القياس ويتطلب مراجعة السياسات العامة للتعليم الذي اصبح لزاما ايجاد بدائل امنة توفر للطلبة مساحة كافية من حصولهم على حقهم فيه.

واعتبرت الخطاطبة ان الاردن سجل مراتب متقدمة من بين الدول العربية والاجنبية من حيث سرعة الاستجابة والتطور التقني اللذين يعتبران السلاح الفاعل عند الازمات. واوضحت الخطاطبة ان بعض المعلمين حصلوا على تدريبات شاملة اثناء اضراب المعلمين الذي عطل الطلبة ما يقارب الشهر من خلال فتح الحسابات والتعرف على التطبيقات وطريقة التعامل مع الازمة بشكل اكثر فاعلية وجدية.

بدورها قالت المستشارة التربوية بشرى عربيات ان تجربة التعلم عن بعد لم تنضج بعد نتيجةً لعدم توفر الجاهزية والبنية التحتية، التي تسببت في ظهور مجموعة من الآثار السلبية منها عدم وضوح الصوت في التسجيلات التي قامت الوزارة ومعظم المدارس بنشرها، وضعف واضح في اللغة العربية عند المعلمين المشاركين في تسجيل المادة التعليمية، بالاضافة الى ضياع فرصة التعلم على كثير من أبنائنا الطلبة بسبب ضعف الإمكانيات المادية والتقنية .

ووجدت عربيات ان تسجيل المادة التعليمية ونشرها على اليوتيوب أو على أي موقع-حتى لو كان شاشة التلفزيون -لا يعتبر تعليما عن بعد، بل يعتبر ” تلقين” عن بعد، وبالتالي لا يمكن لجميع الطلبة تلقي المفهوم بشكل سليم.

وقالت ان التعلم عن بعد عمق الفجوة بين الطلبة والمعلمين، إضافة إلى صعوبة التحكم بزمام الأمور أثناء الدرس، هذا في حال كان نفس المعلم، ولكن الأسوأ أيضاً تغيير المعلمين في هذه الفترة وخصوصاً للمبحث الواحد، الأمر الذي يزيد من عمق الفجوة، ويقلل من الأثر الإيجابي لفكرة التعليم عن بعد.

واوضحت عربيات ان هذه التجربة قد تكون خبرة جديدة على واقع التعليم، لكنها لن تكون أبداً بديلاً عن حال التعليم الحضوري فالغرفة الصفيَّة لها نكهتها وهيبتها وحضورها وحرمتها، إضافةً إلى أن التفاعل المباشر بين الطالب والمعلم من أهم مقومات عملية التعلُّم والتعليم.: الراي

قد يعجبك ايضا