“إنتاج”وجوباك تناقشان خطط واستراتيجيات التحول الرقمي للبنوك وشركات الدفع الإلكتروني

360

عبر تقنية الاتصال بحضور اكثر من 450 مشارك
“إنتاج”وجوباك تناقشان خطط واستراتيجيات التحول الرقمي للبنوك وشركات الدفع الإلكتروني

المرفأ.عمان
ناقشت جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات “إنتاج”وعضو إنتاج شركة جوباك دور البنك المركزيّ والقطاع المصرفيّ في التحوّل الرقميّ للمؤسسات الماليّة في الأردن، وذلك خلال الجلسة الحوارية التي عُقدت عبر تقنية الاتصال عن بعد، مساء الأحد، بحضور أكثر من 450 مشارك.
وأكدت مديرة الجلسة- الرئيس التنفيذيّ لشركة “جوباك” مها البهو- على الدور المهم الذي تقوم به جمعية “إنتاج” في تجسير العلاقات مع القطاعات الأخرى باعتبار أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ممكّن لكافة القطاعات وعلى رأسها القطاعين المصرفي والمالي.
وشددت على أن العلاقة بين قطاع تكنولوجيا المعلومات والقطاعين المصرفيّ والمالي هي علاقة تكامليّة، لاسيما في عمليات التحوّل الرقميّ المصرفيّ وخدمات الدفع الإلكتروني في المملكة.
وأشارت الى أن 77 % من البنوك وشركات الدفع الإلكترونيّ استطاعت العمل عن بُعد بطاقة إنتاجية زادت عن 80% خلال فترة الحظر بسبب جائحة كورونا، 29% منها استطاعت العمل بنسبة تصل إلى 100%.

وقال نائب محافظ البنك المركزيّ عطوفة الدكتور عادل شركس أن البنك المركزيّ مهتم في التحوّل الرقميّ في القطاع المصرفيّ وقطاع خدمات الدفع الإلكتروني، مؤكداً على أن الدور الرئيسيّ للبنك المركزيّ هو الحفاظ على الاستقرار النقديّ، والذي بدوره يساهم في جذب الاستثمارات لكافة قطاعات الاقتصاد.
وأشار إلى ان التطوّر التكنولوجيّ انعكس بشكل إيجابيّ على كافة القطاعات، إذ إن هذا التطوّر فرض على القطاع المصرفيّ مواكبة التحوّل الرقميّ بشكل آمن وسليم.
ونوه إلى أن التحوّل الرقميّ يساهم في دمج وشمول عملاء جدد للاقتصاد الرسميّ، إذ إن الاقتصاد غير الرسميّ قد يصل إلى 30 بالمئة حاليا، مؤكدا على أن التحوّل الرقميّ يساهم في تقليص نسبة الاقتصاد غير الرسميّ.
وشدد على أن البنك المركزيّ يسعى إلى تمكين القطاع المصرفيّ وقطاع الدفع الإلكتروني لرفع نسبة التحوّل الرقميّ حيث قام بتأسيس مجلس المدفوعات الوطنيّ والمساهمة في شركة “جوباك”.وقام بتعديل قانون البنك المركزيّ عام 2016 لإضافة الأساس التشريعيّ للتحوّل الرقميّ المدروس بمنتهى الحوكمة والشفافية، منوها إلى أن البنك المركزيّ كثف جهوده للعمل التقنيّ المصرفيّ خلال جائحة كورونا.
وأشار إلى دور البنوك المحليّة وشركات الدفع الإلكتروني من خلال تشغيل أنظمتهم للعمل عن بُعد خلال الجائحة وذلك لديمومة المعاملات المصرفيّة والمالية وتلبية متطلبات العملاء والاقتصاد.وأكد عطوفته على دعم البنك المركزي الأردني لمشروع إعرف عمليك eKYC والذي سيتم تنفيذه من خلال شركة جوباك لضمان حماية النظام المالي والمصرفي من العمليات المالية المشبوهة ولتحقيق متطلبات الامتثال، ويطمح المركزي إلى المضي قدماً في مشروع التوقيع الرقمي أو التوقيع الإلكتروني لإتاحة الخدمات المالية الرقمية عن بُعد.
وبدورها، قالت الرئيس التنفيذيّ لبنك سيتي الأردن نور جرار، إن القطاع المصرفيّ كان الأقل عرضة للتغيرات خلال فترة زمنيّة طويلة، مقارنة مع قطاعات أخرى تغيرت معالمها بشكل كبير، مرجحة ذلك للتعليمات والإجراءات التي تتبعها البنوك في العالم ككل.
وقالت إن القطاع المصرفيّ يسعى دائما للحفاظ على ملاءته الماليّة وكفاية رؤوس الأموال، مؤكدة أن التحوّل الرقمي في القطاع المصرفيّ بدأ بالنمو بشكل جيد في السنوات الأخيرة نتيجة النمو في الأعمال.
وأكدت على أهمية تقديم الخدمات التي تقوم على التكنولوجيا والتي تلبي احتياجات العملاء، لاسيما أن تحليل بيانات العملاء يمكّن البنوك من تقديم منتجات مصرفيّة تلبي احتياجات العملاء بشكل كبير، معتبرة أن البنوك تسعى إلى تقليل احتكاك العملاء في الفروع البنكيّة، إذ أنها تسعى إلى تقديم الخدمات المصرفيّة الإلكترونيّة في أي مكان وبشكل آمن.
وأضافت أن البنوك تفكر دائما في المستقبل وكيفية إيجاد موظفين قادرين على المواكبة مع الخدمات الإلكترونيّة بشكل آمن وسليم تجنبا لأي أخطار قد تحدث نتيجة استخدم التقنيات عبر الانترنت.
وحول الكورونا، قالت جرار إن البنوك تفكر الآن بشكل رقميّ بدرجة أكبر نتيجة الجائحة التي عمت العالم وذلك للحفاظ على السلامة الصحيّة للعملاء والموظفين، معتبرة ان الجائحة سرّعت من وتيرة العمل المصرفيّ عبر التكنولوجيا.
ومن جهتها، أكدت نائب الرئيس التنفيذي للبنك العربي رندة صادق على أهمية وجود استراتيجيّة جديدة لطريقة عمل البنوك لمواكبة متطلبات العملاء من خلال طرح حلول ومنتجات جديدة باستخدام تقنيات متطورة.
واعتبرت أن أي استخدام للتكنولوجيا يفرض بشكل أكبر الحفاظ على الاستخدام الآمن للمعاملات المصرفيّة، منوهة على أهمية استخدام واجهات برمجة التطبيقات المفتوحة Open APIs والتقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعيّ والتعلم الآلي وتوظيف استخدام البيانات وتحليلها لتلبية خدمة العملاء بشكل أفضل والتنبؤ باحتياجاتهم المستقبلية.
وحول الخدمات الماليّة، ترى أن الأولوية في التطوير تكمن في الحاجة إلى تطوير خدمات التحقق من العملاء عن بُعد والتوقيع الإلكتروني والدفع والتحويل الإلكتروني، وأضافت بأن البنوك قادرة الآن على الاستثمار والبناء على منظومات الدفع الإلكترونية التي تم بناءها من قبل شراكة البنك المركزي والبنوك. وذكرت في السياق المشروع الجديد الذي تعمل عليه شركة جوباك والبنك المركزي والبنوك “نظام الدفع الفوري Instant Payment System ” والمرجّح أن يحدث تطورا نوعيا في الخدمات المالية الرقمية.
وعقّبت السيدة البهو على أن هذا المشروع الريادي والحيوي تم العمل عليه من مرحلة التطبيق والفحص الداخلي إلى الانتقال إلى البيئة الحية بتاريخ 20 أيار 2020 من قبل كوادر شركة جوباك والبنك المركزي والبنوك خلال جائحة الكورونا مما يدل على القدرات النادرة لكفاءاتنا الأردنية والتصميم والإرادة لتحدي أي عوائق قد تحول دون إنتاجيتنا أو إبداعاتنا.
وفي ذات السياق، قال الرئيس التنفيذي لشركة “اس تي اس” أيمن مزاهرة، إن التحوّل الرقميّ ليس “رفاهية”، معتبرا أن التكنولوجيا هي الحل الأساسي أي مشاكل قد تحدث، في حين أن جائحة كورونا كانت أكبر مثال على أهمية التكنولوجيا في تخطي أي صعوبات أحدثتها الجائحة.
وأشار إلى أن التحوّل الرقميّ يفرض تحديات على القطاع المصرفيّ من خلال الضغط الكبير على البنية التحتيّة للقطاع المصرفيّ، مؤكدا أن البنك المركزيّ استطاع خلال الجائحة تقديم الخدمات الرئيسيّة بشكل فعّال بالإضافة للقطاع المصرفيّ بشكل عام.
ونوه إلى أهمية إيجاد أنظمة حماية كبيرة للقطاع المصرفيّ مع التطوّر الرقميّ الذي يحصل حاليا، مشددا على أن الذكاء الاصطناعيّ هو من الأساسيات للعمل المصرفيّ للتحوّل الرقميّ.
وأشار إلى أن استخدام “الحوسبة السحابية” تعتبر أيضا من الأساسيات للتحوّل الرقميّ المصرفيّ، مؤكدا على أهمية استخدامها لضمان تقديم خدمات بشكل فعّال.
وبدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة نتورك انترناشيونال أمجد الصادق، إن محاور تعزيز ثقة المستهلك في التعامل مع الأدوات الرقمية تتركز في الأمن والأمان، والتوافقية بين الأنظمة المختلفة، والتوافقية بين القنوات الرقمية المختلفة، وتعدد الاستخدامات للاستفادة منها بأعلى كفاءة، بالإضافة إلى سهولة وسلاسة الاستخدام من قبل العملاء.
وأشار إلى أن استخدام البطاقات المصرفيّة يعود إلى أكثر من 60 عاما، الأمر الذي خلق ثقة كبيرة لدى المستهلك، مشيرا إلى أن بدائل الدفع الإلكترونيّ القائمة على التحوّل والابتكار الرقميّ تفرض تحديات عديدة، لكن مع توفر المحاور التي ذكرتها يمكن تجاوز هذه التحديات.
وأشار إلى أن التطوّر التقنيّ من خلال قنوات الدفع التي استحدثتها البنوك وشركات الدفع الإلكتروني بدعم من البنك المركزيّ قد قللت من حاجة العملاء للوصول إلى فروع البنوك، منوها إلى أن طرق الدفع الإلكترونية البديلة ستكون معززة للاشتمال المالي في الأردن بشكل أكبر.
ودار ناقش موسع في نهاية الجلسة الحواريّة بين المشاركين والمتحدثين، حيث تم شرح الخطوات التي تقوم بها البنوك للمضي قدماً في زيادة نسبة رقمنة القطاع المصرفي وتعزيز الاشتمال المالي.

قد يعجبك ايضا