دراسة أردنية: التدابير الوقائية لكورونا خفضت نسب الملوثات بالهواء المحيط في عمان واربد والزرقاء
المرفأ.يصادف اليوم الجمعة اليوم العالمي للبيئةوكشف خبراء عن أهمية التدابير الوقائية لكورونا في الحفاظ على التنوع الحيوي في الاردن.
وأوضح خبراء أن اجراءات الحظر في الاسابيع الماضية، ساهمت بانخفاض في مستويات تلوث الهواء وانبعاثات الكربون.
دراسة أردنية أجرتها وزارة البيئة، خلصت الى أن انخفاض نسب الملوثات في الهواء المحيط في عمان واربد والزرقاء، كان نتيجة الاجراءات الحكومية المتخذة خلال الفترة من 15 آذار الماضي حتى 15 نيسان الماضي لمواجهة جائحة فيروس كورونا.
وفي لغة الأرقام، تشير الدراسة ذاتها، الى أن متوسط نسبة الانخفاض في المعدلات اليومية لتراكيز الجسيمات الدقيقة (بي ام10)مع احتساب تأثير العواصف الترابية في المدن الثلاث حوالي 28 بالمئة، فيما أظهرت الدراسة أن متوسط نسبة الانخفاض في المعدلات اليومية لتراكيز الجسيمات الدقيقة (بي ام10) بدون احتساب تأثير العواصف الترابية في المدن الثلاث حوالي 38 بالمئة، وانخفاض غاز أول أكسيد الكربون نحو 30 بالمئة في المدن الثلاث، وانخفاض المعدلات اليومية لتراكيز غاز ثاني أكسيد النيتروجين بنسبة 37 بالمئة في تلك المدن.
مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعة يحيى خالد، قال في تصريحات صحفية إنه على الرغم من صغر مساحة الأردن، إلا أنه يتمتع بتنوع حيوي كبير في مكونات الحياة البرية سواء في الموائل أو الأنواع، إذ يقسم إلى أربع مناطق أو أقاليم جغرافية حيوية مختلفة وهي؛ منطقة البحر المتوسط، الإيراني الطوراني، الصحراء العربية، والسوداني (الاستوائي)، فهذا التنوع في الموائل مسؤول أيضا عن التنوع الكبير في الأنواع التي تعيش فيها.
وأوضح أنه تم تسجيل 2550 نوعا من النباتات، كما تم تسجيل 436 نوعا من الطيور، و82 نوعا من الثديات، و91 نوعا من الزواحف والسلاحف المائية في العقبة، مبينا أن الأردن يتميز بوجود موائل على درجة عالية من التخصص من أبرزها البحر الميت، مشيرا إلى دور الجمعية في حماية التنوع الحيوي في المملكة، حيث عملت على تأسيس شبكة المحميات الطبيعية، اذ تدير الجمعية نحو عشر محميات من أصل 11 محمية، تعادل 4 بالمئة من مساحة المملكة، مشيرا إلى التوجه نحو تأسيس المحمية البحرية وفقا للتوجيهات الملكية بهذا الخصوص.
وبين المتخصص في التنوع الحيوي والمحميات الطبيعية ايهاب عيد، أنه وعلى الرغم من أن فترة الحظر كانت فرصة للتنوع الحيوي، إلا أننا أمام مسؤوليات كبيرة في ظل البدء بإعادة الحياة كما كانت عليه سابقا، إذ من الممكن أن تكون إحدى السيناريوهات المحتملة هي التقدير لدور هذه الأنواع وضرورة وجودها واستدامتها، بما يسهم في ايجاد المزيد من الصيادين الملتزمين، وقد يكون السيناريو الآخر هو البدء باستهداف ما تبقى من الأنواع المهددة منها بالانقراض، بحجة الرغبة الجامحة في الصيد، أو افتعال العديد من الحرائق.
واضاف أن التنوع في الأنماط الجغرافية الحيوية ساهم في تكوين العديد من الأنماط النباتية، وتم تسجيل 13 نمطا نباتيا في الأردن تتميز بنباتات سائدة مثل نمط غابات الصنوبر الحلبي ونمط البلوط متساقط الأوراق ونمط العرعر وغيرها الكثير التي كونت بمجموعها أنظمة بيئية حيوية تعتاش فيها العديد من أنواع النباتات والحيوانات المختلفة، في الوقت الذي نجد فيه حيوانات ونباتات ذات اصول اوروبية أو افريقية أو آسيوية، مما أعطى المملكة تميزاً في تنوعها الحيوي.
وأشار إلى أنه تعتبر البيئة البرية غنية بالأنواع شأنها شأن البيئة البحرية، إذ تم تسجيل 103 أنواع من الزواحف، وثلاثة أنواع من البرمائيات، و 15 نوعا من أسماك المياه العذبة والآف الانواع من اللافقاريات بينما تم تسجيل 157 نوعا من انواع المرجان الصلب، إضافة إلى أكثر من مئة نوع من المرجان الطري، و 506 أنواع من الأسماك البحرية وثلاثة أنواع من السلاحف البحرية، مبينا خطورة التحديات المستمرة والتهديدات المتنوعة على أعداد أفراد كل نوع من تلك الأنواع، سواء من خلال النشاطات البشرية مثل الصيد الجائر والقتل والتسميم وتدمير الموائل والأنواع الغريبة الغازية، وتعرض العديد من النباتات لمهددات مثل الحرائق والتحطيب وجمع النباتات الطبية.
واوضح مدير الاتصال والتوعية البيئية في وزارة البيئة الدكتور احمد عبيدات التزام الأردن بالمحافظة على التنوع الحيوي العالمي بالشراكة مع الجهات المحلية والدولية، والعمل على الاتفاقيات الدولية ومن أبرزها الاتفاقية الدولية للتنوع الحيوي، في ظل ما يواجهه العالم بسبب فيروس كورونا المستجد.
وبين أن قضية الطبيعة تُعد من القضايا العالمية، ولها انعكاسات مدمرة تهدد الأمن الغذائي العالمي، مشيرا إلى أهمية تكثيف الجهود الدولية لمكافحة كلَّ ما من شأنه أن يؤثر على التنوع الحيوي، واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تلك الآثار.
وقال مدير مشروع ماجستير البيئة والتغيرات المناخية في الجامعة الأردنية الدكتور أحمد السلايمة، إن أزمة كورونا أسهمت في الحد من استخدام وسائل النقل بما أدى إلى تخفيف نسب التلوث في الجو.
وأضاف وهو المتخصص في مجال الطاقة والبيئة، بأن التنوع الحيوي هو الأساس الذي يدعم مختلف أشكال الحياة على الأرض وتحت سطح الماء، ويوفر الهواء النقي والغذاء والمياه ويؤثر على صحة الإنسان، ومقاومة الأمراض، والتخفيف من آثار المناخ.
وقال الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في رسالته عبر الموقع الإلكتروني للهيئة بمناسبة هذا اليوم، إن إلحاق الأذى بالطبيعة قد يؤدي إلى دفع الثمن، في الوقت الذي يزيد فيه معدلات تدهور الموائل وفقدان التنوع البيولوجي واضطراب المناخ بشكل متسارع، إضافة إلى ازدياد الحرائق والفيضانات والعواصف وما يخلّفه ذلك من أضرار بيئية.
ودعا غوتيريش المجتمع العالمي لتغيير مساره تجاه التنوع الحيوي للنبات والحيوان في ظل انتشار فيروس كورونا بين البشر، بالعمل على الاهتمام بالطبيعة مثلما يهتم بصحة البشرية، واكتساب عادات تراعي مبدأ الاستدامة، والاعتماد على أساليب زراعية حديثة، وحماية المواقع الطبيعية والأحياء البرية، وتأمين مستقبل أخضر للأجيال القادمة. بترا