متى سيعود الطلب على النفط إلى طبيعته ؟

327
المرفأ…أكد تقرير أصدرته شركة كامكو إنفست حول أداء أسواق النفط العالمية نقلا عن وكالة “بلومبرج” أن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة في طريقه لتحقيق تعاف كامل إذ وصل إلى نسبة 91 % من مستويات العام الماضي في حين وصل في أوروبا إلى نسبة 90 % من مستويات الطلب الاعتيادية.

 

وبينت الشركة أن بعض التقارير تفيد بأن دولا مثل الهند والبرازيل تستهلك كميات أعلى من البنزين مقارنة بالمستويات الاعتيادية على أساس سنوي بنسبة 4 % و1.2 % كما كان الطلب على النفط في الصين أعلى من مستويات العام الماضي.
إلا أنه على الرغم من تلك المؤشرات الإيجابية، فإن تعافي الطلب على النفط بالكامل إلى مستويات ما قبل الجائحة لن يحدث قبل عام على أقل تقدير وفقا لتصريحات الرئيس التنفيذي لمجموعة فيتول.
أما على صعيد الطلب على النفط، أدت الأنباء الخاصة باللقاح إلى تعزيز أداء أسهم شركات الطيران وتسجيلها ارتفاعات هائلة في ظل مواصلة القيود المفروضة على السفر في الحد من طاقتها الاستيعابية إلى 40-45 % فقط من مستويات العام الماضي.
من جهة أخرى، توقع نائب وزير الطاقة الروسي أن يستغرق الطلب العالمي على النفط ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام للعودة إلى مستويات ما قبل الجائحة البالغة 100 مليون برميل يوميا.
كما خفضت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الشهري، توقعاتها للطلب لهذا العام بواقع 0.4 مليون برميل يوميا ليصل بذلك معدل التراجع إلى 8.8 مليون برميل يوميا بينما تتوقع زيادة نمو الطلب في العام المقبل بمقدار 0.3 مليون برميل يوميا ليصل بذلك إلى 5.8 مليون برميل يوميا.
فيما ذكرت الوكالة أن تأثير الإعلان عن التوصل الى لقاح ناجح مؤخرا لن يؤثر على الطلب بشكل جيد في العام المقبل.
هذا وعكس خفض التوقعات للعام 2020 تقديرات الطلب المنخفضة للربع الثالث من العام 2020 بمقدار 0.4 مليون برميل يوميا، في حين تم تخفيض تقديرات الطلب للربع الأخير من العام 2020 والربع الأول من العام 2021 بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا و0.7 مليون برميل يوميا، على التوالي.
على صعيد آخر، شهدت أسعار النفط مكاسب مستمرة في بداية شهر تشرين الثاني(نوفمبر) 2020 بعد أن تعززت آمال الحصول على لقاح ناجح وفقا للنتائج التي أعلنت عنها شركتا فايزر وبيونتك.
وجاءت تلك الأنباء في الوقت الذي شهدت خلاله حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 ارتفاعا قياسيا على مستوى العالم وتخطي عدد الحالات الجديدة أكثر من 0.5 مليون حالة يوميا منذ الأسبوع الأخير من أكتوبر 2020، وساهمت في تعزيز معنويات السوق نظرا لما سيترتب على ذلك من زيادة هائلة في الطلب على النفط في كافة القطاعات الاقتصادية تقريبا.
كما أن انخفاض مخزونات النفط الأميركية أكثر مما كان متوقعاً خلال الأسبوع الأخير ساهم أيضا في دعم الأسعار، بينما لم يكن لنتائج الانتخابات الأميركية تأثيرا ملحوظا على أسواق النفط.
وبالنسبة للعرض، ارتفع إنتاج النفط الأميركي إلى 11.1 مليون برميل يوميا بنهاية تشرين الأول(أكتوبر) 2020 ، في ظل عودة المنشآت النفطية مجددا للإنتاج بعد عمليات الإغلاق الناجمة عن الأعاصير، إلا انه انخفض لاحقا إلى 10.5 مليون برميل يوميا، وفقا للبيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
كما أشارت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أيضا إلى توقع تراجع إنتاج النفط في الولايات المتحدة إلى 11.39 مليون برميل يومياً في العام 2020 مقابل 12.25 مليون برميل يومياً في العام 2019، بانخفاض قدره 0.86 مليون برميل يومياً مقارنة بتوقعاتها السابقة أن يصل مستوى التراجع إلى 0.8 مليون برميل يومياً.
ومن المتوقع أن يستمر تراجع الإنتاج خلال العام المقبل ليصل إلى 11.1 مليون برميل يوميا مما يعكس خطط تقليص النفقات التي أعلنت عنها شركات الحفر.
كما قامت الأوبك أيضا بزيادة الإنتاج خلال تشرين الأول(أكتوبر) 2020 مضيفة ما يقرب من 0.5 مليون برميل يومياً بعد أن رفع معظم المنتجين إنتاجهم.
وشهدت ليبيا أعلى معدل زيادة في الإنتاج مما ساهم في الحد من مكاسب أسعار النفط بنهاية الشهر الماضي إذ رفعت مجموعة الأوبك الإنتاج ليصل في المتوسط إلى 0.45 مليون برميل يومياً في تشرين الأول( أكتوبر) 2020 مقابل 0.15 مليون برميل يومياً خلال الشهر السابق.
ومن المتوقع أن يتخطى الانتاج أكثر من 1 مليون برميل يومياً خلال الأسابيع القادمة.
ويتطلع المستثمرون للتعرف على سياسة إنتاج الأوبك وحلفائها إلى المدى القريب والتي من المقرر أن يعلن عنها خلال اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة المقبل واجتماع الأوبك وحلفائها المقرر انعقاده بنهاية الشهر الحالي لاتخاذ قرار بشأن حصص الإنتاج للعام 2021.
وأشار وزير الطاقة السعودي إلى أنه يمكن للمجموعة تعديل سياستها الإنتاجية وفقا لأوضاع سوق النفط وإذا كان هناك إجماع بين أعضاء مجموعة المنتجين وكانت هناك محادثات حول إمكانية تعميق تخفيضات الإنتاج.
الاتجاهات الشهرية لأسعار النفط
تأرجحت أسعار النفط ما بين أدنى مستوياتها المسجلة في 20 أسبوعاً إلى أعلى مستوياتها المسجلة منذ 10 أسابيع خلال إحدى عشرة جلسة تداول في بداية شهر تشرين الثاني(نوفمبر) 2020.
وأنهت عقود النفط الآجلة تداولاتها عند مستوى 45 دولارا أميركيا للبرميل تقريبا في 11 تشرين الثاني(نوفمبر) 2020 وبلغت مكاسبها الشهرية حوالي 20 % بدعم من تعزيز آمال التوصل إلى لقاح فعال لكوفيد 19 وانعكاس ذلك في إمكانية زيادة الطلب على النفط. في ذات الوقت، تم فرض تدابير احترازية جديدة في عدة مناطق على مستوى العالم نتيجة لاستمرار ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس.
وأدى التزايد القياسي لحالات الإصابة الجديدة التي وصلت إلى 634,359 حالة في 6 تشرين الثاني(نوفمبر) 2020 إلى إثارة الذعر في كافة الأسواق المختلفة وتبع ذلك فرض قيود جديدة وخضوع العديد من المدن في أوروبا والأميركيتين إلى عمليات إغلاق.
الطلب على النفط
قامت الأوبك بخفض توقعات الطلب على النفط للعام 2020 في أحدث تقاريرها الشهرية إذ تم خفض توقعات الطلب العالمي على النفط بمقدار 0.3 مليون برميل يوميا ومن المتوقع الآن أن ينكمش الطلب بحوالي 9.8 مليون برميل يوميا ليصل إلى 90.1 مليون برميل يوميا.
وعكست تلك المراجعة النزولية إعادة فرض القيود الجديدة على خلفية تزايد حالات الإصابة بالفيروس في كافة أنحاء الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وهو الأمر الذي يتوقع أن يتسبب في التأثير سلبا على الطلب على وقود النقل والوقود الصناعي خلال الربع الرابع من العام 2020. كما تعكس تلك المراجعة أيضا تراجع الطلب على النفط بمستويات أكثر مما كان متوقعا للدول الأميركية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال الربع الثالث من العام 2020.
وتراجع طلب تلك المنطقة بمقدار 0.5 مليون برميل يومياً ليصل بذلك معدل التراجع إلى 5.3 مليون برميل يومياً في العام 2020.
من جهة أخرى، تم تعديل الطلب للدول غير التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ورفعه بمقدار 0.2 مليون برميل يومياً ومن المتوقع الآن أن يتراجع بمقدار 4.5 مليون برميل يومياً في العام 2020. وتعكس تلك المراجعة الإيجابية زخم النمو في الصين خلال الربع الثالث من العام 2020 وتوقعات أن تشهد أداء مماثلا خلال الربع الرابع من العام 2020.
ولم تشهد توقعات الطلب من جهة الهند وآسيا الأخرى أية تغييرات عن توقعات الشهر السابق. أما بالنسبة للعام 2021، فقد تم خفض توقعات نمو الطلب العالمي بمقدار 0.3 مليون برميل يوميا، ومن المتوقع الآن أن ينمو الطلب بمقدار 6.2 مليون برميل يوميا ليصل إلى 96.3 مليون برميل يوميا.
وتعكس تلك المراجعة خفض آفاق النمو الاقتصادي لمنطقة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية نتيجة لفرض القيود الاحترازية المتعلقة باحتواء جائحة كوفيد 19 مما سيؤثر سلبا على الطلب على وقود النقل والوقود الصناعي.
عرض النفط
شهد إنتاج العالم من السوائل النفطية زيادة شهرية قدرها 0.58 مليون برميل يوميا في شهر تشرين الاول (أكتوبر) 2020 ليصل في المتوسط إلى 91.17 مليون برميل يومياً. وتعكس تلك الزيادة نمو إنتاج كل من الدول التابعة وغير التابعة لمنظمة الأوبك. وزادت الأخيرة إنتاجها بمقدار 0.25 مليون برميل يومياً ليصل إلى 66.79 مليون برميل يومياً خلال الشهر. وأدى زيادة إنتاج الأوبك إلى ارتفاع حصتها السوقية هامشياً إلى نسبة 26.7 في المائة.
من جهة أخرى، قامت الأوبك بخفض توقعات الإمدادات من خارج الأوبك بمقدار 0.06 مليون برميل يومياً أوبك ومن المتوقع الآن أن ينكمش العرض بمقدار 2.43 مليون برميل يومياً ليصل إلى 62.73 مليون برميل يومياً في العام 2020. وعكست المراجعة انخفاض التوقعات الخاصة بالولايات المتحدة نتيجة لانقطاع الإنتاج في خليج المكسيك بسبب مرور اعصارين بتلك المنطقة خلال أكتوبر 2020 بالإضافة إلى تراجع الإنتاج بمستويات أكثر مما كان متوقعا في النرويج والمملكة المتحدة والمكسيك. وبالنسبة للعام 2021، تم مراجعة توقعات الإنتاج للدول غير الأعضاء بالأوبك ورفعها بمقدار 0.06 مليون برميل يومياً، ومن المتوقع الآن أن ينمو العرض بمقدار 0.95 مليون برميل يوميا ليصل إلى 63.68 مليون برميل يوميا خلال العام. وتعكس زيادة توقعات العرض النمو المتوقع لإنتاج كل من سلطنة عمان والصين بالإضافة إلى رفع توقعات الامدادات الأميركية بمقدار 12 ألف برميل يومياً.
انتاج الأوبك
ارتفع إنتاج الأوبك بنسبة 1.94 % على أساس شهري في تشرين الأول (أكتوبر) 2020 ليصل إلى 24.74 مليون برميل يومياً، في ظل قيام 8 من أصل 13 دولة من منتجي الأوبك بزيادة إنتاجها خلال الشهر.
وارتفع الإنتاج في تشرين الاول (أكتوبر) 2020 بمقدار 470 ألف برميل يوميا وفقا للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرج، بينما أظهرت مصادر الأوبك الثانوية معدلات نمو أقل هامشيا بلغت 322 ألف برميل يوميا، إذ بلغ الإنتاج 24.39 مليون برميل يوميا. نتج عن ذلك، وفقا لبيانات وكالة الطاقة الدولية، مستوى امتثال بنسبة 103 %.
وسجلت الإمارات مجددا أعلى معدل لخفض معدلات الإنتاج خلال الشهر بعد أن قلصت إنتاجها بمقدار 100 ألف برميل يومياً خلال الشهر في إطار امتثالها لتطبيق اتفاقية الأوبك وحلفائها لخفض حصص الانتاج.
كما قامت الدول الافريقية التابعة لمنظمة الأوبك، وتحديدا الكونجو وأنجولا بخفض الإنتاج إلى حوالي 90 ألف برميل يوميا بينما رفعت نيجيريا وليبيا الإنتاج مجتمعتين بمقدار 420 ألف برميل يومياً.
ورفع العراق إنتاجه بمقدار 160 ألف برميل يومياً، بينما وصل الانتاج السعودي إلى أعل مستوياته المسجلة في ستة أشهر عند إلى 9.0 مليون برميل يومياً بعد زيادة الإنتاج الشهري بمقدار 50 ألف برميل يومياً في أكتوبر 2020.

قد يعجبك ايضا