الصفدي: يؤكد اهمية شراكة دول الجوار الجنوبي والإتحاد الأوروبي
المرفأ..شارك نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي اليوم الخميس في إجتماع جمع وزراء خارجية دول الجوار الجنوبي ووزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وذلك بدعوة من الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ووزيرة خارجية إسبانيا أرانشا غونزاليس لايا والمفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع أوليفر فاريلي.
وهدف الاجتماع لمراجعة أداة سياسة الإتحاد الأوروبي مع شركائه من دول الجنوب.
وقال الصفدي في مداخلة في الإجتماع إن “جائحة كورونا فاقمت التحديات التي يواجهها إقليمنا المتوسطي والعالم ولكنها أظهرت أيضًا أن لا بديل للعمل الجماعي سبيلا لمواجهة هذه التحديات.” وأكد أن “شراكة دول الجوار الجنوبي والإتحاد الأوروبي منبر فاعل من منابر العمل متعدد الأطراف إنطلقت من اقتناعنا المشترك باعتماد دول إقليمنا بعضاً على بعض ومن رؤية عملية برشلونا التي تؤكد أننا معا أكثر قدرة على مواجهة التحديات وأن شراكتنا تزيد من قدرتنا إطلاق طاقات شعوبنا وبلداننا.” وأضاف أنه “عبر هذه الشراكة نستطيع أن نطور آليات أكثر فاعلية للتعامل مع جائحة كورونا وتداعياتها، وأن نعمل على ضمان حصول جميع دولنا على المطعوم المضاد لكورونا بعدالة.” وقال الصفدي “تستطيع الشراكة الأوروبية مع دول الجنوب أن تقدم إنموذجاً قويا في التعاون الذي يستفيد من التعددية ويبني على الجوامع ويضعنا على طريق مشتركة نحو مستقبل يسوده السلام لا الصراع والأمل لا اليأس والفرص لا العوز.” واضاف “تمثل سلات مسار برشلونا الذي إنطلق قبل 25 عاماً وهي التعاون السياسي والأمني، والإقتصادي والمالي والإجتماعي والإنساني والثقافي برنامج عمل يجب إعادة إحيائه.”وأضاف “ويستطيع الاتحاد من أجل المتوسط أن يكون منبراً فاعلاً لتحقيق هذه الأهداف وتستطيع سياسة الجوار في إطار شراكة الإتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي أن تضع أهدافاً وتوفر أدواتاً تيسر الطريق نحو تحقيق التعاون والتكامل الإقتصادي الذي يشكل مصلحة مشتركة.”وقال، “أن المفوضية الأوروبية ومملكة إسبانيا وفرا اليوم فرصة لتقويم سياسة الجوار وزيادة قدرتها على خدمة مصالحنا المشتركة وترجمة الأفكار الى برامج ملموسة.”وقال :”أنجز الكثير تحت مظلة سياسة الجوار وثمة الكثير يجب إنجازه وهناك دروس مستفادة وتطورات تفرض تطوير هذه السياسة لكن الهدف يبقى نفسه: تعاون مؤسساتي أعمق يثمر نتائج عملية ملموسة في المجالات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتعاون السياسي والتواصل الثقافي.”وشدد الصفدي أنه “يجب سد العجوزات في الميزان التجاري بين الدول الأوروبية وجوارها الجنوبي والتي هي كبيرة ويجب زيادة التدفق الإستثماري نحو الجنوب ويجب تعزيز البرامج المشتركة لدعم الحوكمة الأفضل، وحقوق الإنسان والتنمية الإجتماعية ، والمساواة الجندرية، وتمكين الشباب، وتطوير التعليم، وعملية الرقمنة.” وقال الصفدي إن “السلام والإستقرار والأمن يشكلوا المتطلب الرئيس لإطلاق طاقات شعوبنا ودولنا.” وشدد على أنه “يجب أن نكثف الجهود المستهدفة حل الأزمات الإقليمية وتداعياتها الإنسانية والاقتصادية الكارثية، ولا بد من التوصل لحلول سياسية للأزمة السورية التي تمثل كارثة يجب أن تتوقف وللأزمة الليبية قبل أن تغرق ليبيا أكثر في الصراع والفوضى.” وأكد الصفدي، أنه “يجب أن نكثف جهودنا لمحاربة الإرهاب وأيديولوجيته الظلامية وثقافة الكراهية، وعلينا أن نعمل معًا من أجل تكريس ثقافة إحترام الآخر والحريات والمقدسات والرموز الدينية وتوفير الأمل وإنهاء الصراعات التي يعتاش عليها الإرهاب.” وزاد “الإرهاب عدو لقيمنا الإنسانية المشتركة، يريد الأرهابيون أن يقدموا الصراع معهم على أنه حرب بين الشرق والغرب بينما هو صراع بين قلة تكفيرية لا علاقة لها بالدين الإسلامي الحنيف مع كل من يرفض ظلامياتها وهذا يعني أنه صراع معنا جميعا.” وأضاف الصفدي في الكلمة “ويجب أن لا يشعر اللاجئون أن العالم تخلى عنهم وأن لا تترك المجتمعات المضيفة لتحمل عبء اللجوء وحدها. المملكة هي ثاني أكبر مستضيف للاجئين نسبة لعدد السكان ونحن نعرف تماماً ان الإستثمار في اللاجئين هو إستثمار في أمننا واستقرارنا ومستقبلنا المشترك.” وقال الصفدي “ويجب تلبية حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة والدولة ذات السيادة وعلينا أن نقوم بكل ما نستطيع من جهد لإعادة إطلاق مفاوضات فاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين الذي يضمن تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل الذي تستحقه كل شعوب المنطقة. “وشدد على ضرورة توفير كل التمويل المالي الذي تحتاجه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا ) . وقال الصفدي “شراكتنا هي شراكة طبيعية لخدمة مصالحنا جميعا، تحاكي التاريخ وتعكس الواقع وتعزز جهودنا المشتركة بناء المستقل الأفضل.”وأكد أن الأردن “سيبقى شريكا موثوقا ومعا سنظل نعمل من أجل تحقيق السلام والأمن والإستقرار والإنجاز”. وشكر الصفدي وزيرة الخارجية الأسبانية والممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للإتحاد الأوروبي على تنظيم الاجتماع وتوفير كل ما يلزم من إجراءات لعقدة.
وشارك في الاجتماع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ووزيرة خارجية إسبانيا أرانشا غونزاليس لايا والمفوض الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع أوليفر فاريلي بالإضافة إلى وزراء خارجية دول الجوار الجنوبي ودول الإتحاد الأوروبي.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم إطلاق أداة سياسة الجوار الأوروبي (ENP) في العام 2004 بهدف تنظيم علاقات الإتحاد الأوروبي مع شركائه من دول الجوار سعيا لتحقيق شراكة سياسية وتكامل إقتصادي.