الملك: الخطوات الأحادية المستمرة ستقتل فرص السلام في المنطقة
وأضاف، خلال كلمة في معهد بروكنجز، الذي يعقد افتراضيا بعنوان “الشرق الأوسط والإدارة الأميركية الجديدة”: “من المشجع أن نرى التزام الرئيس بايدن المتجدد بانخراط الولايات المتحدة على الساحة الدولية”.
وتابع الملك: “في هذه الأوقات الصعبة تزداد الحاجة لصوت أميركا المتزن وجهودها لاستعادة الزخم للنظام العالمي المبني على الشراكة، الذي يضع صحة ورفاه جميع الشعوب في عمق أولوياته. وستجد الولايات المتحدة في الأردن دوما شريكا ثابتا، فعلاقتنا هي صداقة والتزام مشتركان ممتدان عبر أكثر من سبعة عقود، بنيناها بفخر معا على مر السنين”.
وقال الملك إن التحدي الأكثر إلحاحا هو فيروس كورونا، الوباء الذي حصد أرواح ما يزيد عن 2 مليون شخص حول العالم، ولكن قد يكون بإمكاننا تجنب المزيد من المأساة وأعداد الوفيات المرتفعة من خلال ضمان التوزيع العادل للقاح في جميع أنحاء العالم.
وأضاف: “لا يمكننا التخلي عن أحد، والأردن يقوم بدوره في هذا الصدد، فنحن دائما على قدر المسؤولية، حيث شملنا اللاجئين في خطة الاستجابة لفيروس كورونا وخطة توزيع اللقاحات، فأول لاجئ تلقى اللقاح في العالم مجانا، كان في الأردن”.
وقال الملك: “على الرغم من غياب قصص اللاجئين عن عناوين الأخبار اليومية، لا بد من تذكير العالم بأن أزمتهم لم تنته بعد”.
وأضاف أن “تقديم الدعم للوكالات الدولية التي تتصدر جهود الإغاثة، مثل منظمة الصحة العالمية، ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، متطلب أساسي لتمكينها من مساعدة المجتمعات المعرضة للخطر، لتجنب تبعات الجائحة بعيدة المدى على الصحة، والمعيشة، والتعليم، والأمن الغذائي”.
وتابع الملك أن مخاطر الأمس، وإن كانت مختبئة بعيدا عن الأنظار، لا تزال تهدد عالمنا اليوم. إن تكريس اهتمامنا ومواردنا لمكافحة الوباء، جاء على حساب تركيزنا على محاربة الإرهاب والتطرف، وقد نكون كسبنا المعركة، لكن الحرب لم تنته بعد، فغياب المساواة والأزمات المتزايدة التي تلوح في الأفق بسبب الجائحة ستغذي عمليات التجنيد التي تنفذها العصابات من أمثال داعش وبوكو حرام والشباب والقاعدة.
وقال الملك “بالإضافة إلى الآثار الاقتصادية والإنسانية لجائحة كورونا، تواصل المنطقة التصدي لتداعيات الصراع والنزوح في دول مثل سوريا واليمن”، مضيفا: “نتطلع، مرة أخرى، لدور الولايات المتحدة الأمريكية القيادي وتعاونها مع شركائها في الشرق الأوسط وحول العالم، للتصدي لهذه التهديدات”.
وأضاف الملك: “كان لي شرف التحدث أمام معهدكم الموقر عند افتتاح مركزكم لسياسات الشرق الأوسط قبل 19 عاما، وتحدثت حينها عن الحاجة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو القضية المركزية في الشرق الأوسط”.
وتابع الملك: “أنا متأكد أن زملاءكم كتبوا عددا لا يحصى من المقالات حول هذا الموضوع بالتحديد، لذا يمكنكم تخيل حجم الإحباط الذي يعاني منه الذين ما زالوا يعيشون في خضمّ ذلك النزاع الذي طال أمده، غير قادرين على المضي قدما”.
وقال الملك: “الاحتلال والسلام، بكل بساطة، نقيضان لا يجتمعان. وللشعب الفلسطيني الحق بقيام دولتهم المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو عام 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل”.
وأكد الملك على أن “لا بديل عن حل الدولتين، والخطوات الأحادية المستمرة ستقتل فرص السلام.
وأضاف الملك “الاحتلال، الظلم، اليأس، التمييز العنصري … هذه وصفة علمنا التاريخ ألا رابح فيها، فهي تنتج الخاسرين والمعاناة فقط”.