تأخر وصول بواخر أغنام وبضائع .. ومخاوف من ارتفاعات بالأسعار
المرفأ….قال ملاحيون ومستوردون ومينائيون إن إغلاق حركة الملاحة في قناة السويس بسبب جنوح سفينة الحاويات “إيفرجرين” البنمية العملاقة، أدى الى تأخر وصول 6 بواخر أغنام وحاويات بضائع الى المملكة، مشيرين الى جود مخاوف ارتفاعات بالأسعار إذا استمر التأخر.
ويقول هؤلاء، إنه على الرغم من الجهود المبذولة لمعالجة جنوح هذه السفينة وتخليصها لإعادة حركة الملاحة الى القناة، إلا أن الأمر قد يستغرق أسابيع.
وكانت سفينة الحاويات “إيفرجرين” البنمية العملاقة قد جنحت جراء تعرضها لعاصفة رملية أثناء عبورها قناة السويس باتجاه البحر المتوسط، صباح الثلاثاء الماضي، لتسد الممر المائي الذي يعد أحد أكثر الممرات المائية نشاطا في العالم.
وتعد قناة السويس أقصر طريق للشحن بين أوروبا وآسيا، وهي من المصادر الرئيسية للعملة الصعبة لمصر.
وقال صاحب شركة ملاحة جورج دحدل، إن إغلاق قناة السويس أثر وبشكل كبير على وصول البواخر المتعاقد معها الى الأردن، مؤكداً أن 6 بواخر أغنام من المفترض أن تصل قبل يومين تأخرت بسبب الحادثة.
ولا يستبعد دحدل أن يكون هناك تأخر آخر سيحصل على بواخر الحاويات والبضائع القادمة من أوروبا بسبب الحادثة نفسها.
وأشار المدير العام لشركة “ميرسك” في الأردن والعراق راكان ماضي، إلى أن أي بضائع صادرة من العقبة باتجاه أوروبا أو أميركا أو العكس وتمر من قناة السويس ستتأخر بفعل حادثة الباخرة الجانحة منذ أيام، لكن ماضي لم يحدد مدة تأخيرها، مشيرا الى أن هذا يعود الى معطيات اليومين المقبلين، من خلال ما سيبذل من جهود في إخراج الباخرة أو أنها ستطول.
ويقول خبراء، إن اليومين المقبلين سيحددان إن كان هناك تأخر إضافي في وصول البواخر والبضائع الى العقبة وموانئ البحر الأحمر، وذلك بسبب وجود المد والجزر الذي سيساعد الجهات والقاطرات على تحريك الباخرة وإنهاء المشكلة أو تحويل البضائع الى جهة رأس الرجاء الصالح، وهذا سيؤخر وصول البضائع من 10-15 يوماً إضافية، ما يعني أن هناك تكلفة مادية نتيجة ارتفاعات بالأسعار سيتحملها المواطن في آخر المطاف، إذا ما استمر التأخر.
وكشفت الحادثة وجود عدم تنوع بمصادر مستوردات الأردن من البضائع، والتي تركزت في أغلبها على الأسواق الأوروبية، خاصة البضائع والحاويات التي تعبر من قناة السويس، وهو الطريق الأقرب والمختصر لميناء العقبة استيراداً.
وقال التاجر محمد جرار، إن أغلب المستوردات تركز على الأسواق الأوروبية، خاصة مستلزمات وبضائع شهر رمضان المبارك، مشيراً إلى أن بعض البضائع وصلت الى ميناء العقبة، وتم مناولتها عبر الأرصفة المختلفة، لكن بعضها في الطريق الى الميناء عن طريق قناة السويس المغلقة حاليا، وقد يطول وصولها المفترض بعد أيام الى أسابيع.
وأوضح نقيب أصحاب شركات التخليص ضيف الله أبوعاقولة، الى أن التأخر في المعاملات سيحصل جراء تأخر وصول البضائع بسبب حادثة قناة السويس، محذرا من تكدس البضائع في موانئ العقبة بعد انتهاء مشكلة قناة السويس والتي ستأتي دفعة واحدة وتحدث أزمة.
ومن جهته، قال مدير نقابة ملاحة الأردن محمد الدلابيح، إنه لغاية الآن لم يرد النقابة أي شكوى بتأخر البضائع، مشيرا الى أن النقابة تتابع عن كثب مع الجهات المصرية وخطوط الملاحة.
وكان رئيس الهيئة البحرية الأردنية محمد السلمان، أكد في تصريحات صحفية أمس، أن حركة الملاحة البحرية في العقبة لم تتأثر بعد تعطل حركة الملاحة في قناة السويس.
وأوضح السلمان، أن مواعيد السفن المتجهة للعقبة كما هي ومن دون تأخير بعد إجراء اتصالات مع وكلاء الملاحة.
وتحمل سفينة نقل الحاويات “إيفرجرين” الضخمة العالقة في قناة السويس بضائع تقدر قيمتها بنحو 9.6 مليار دولار، بحسب بيانات الشحن.
ويعادل هذا 400 مليون دولار من التبادل التجاري في الساعة على طول الممر المائي الذي يعد معبرا حيويا بين الشرق والغرب.
وبحسب بيانات من مجلة “لويدز ليست” (Lloyd’s List)، المتخصصة بالشحن، تقدر حركة المرور المتجهة غرباً عبر القناة بحوالي 5.1 مليار دولار في اليوم، وحركة المرور المتجهة شرقاً بحوالي 4.5 مليار دولار في اليوم.
ويعادل طول سفينة “إيفرجرين”، التي تديرها شركة “إيفرجرين مارين” التايوانية، طول أربعة ملاعب كرة قدم، وهي واحدة من أكبر سفن نقل الحاويات في العالم. ويبلغ وزن السفينة 200 ألف طن، وهي قادرة على نقل 20 ألف حاوية.