سياسيون وأكاديميون .. الرسالة الملكية تؤكد على تماسك هذا الوطن
المرفأ…أكد سياسيون واكاديميون أن رسالة جلالة الملك عبد الله الثاني أمس للشعب الأردني جاءت مضامينها عن تماسك هذا الوطن، وان ابناءه هم سياجه ودرعه المتين، ولطمئنة الشعب الأردني بإننا بخير ومستمرون في المضي قدما نحو الإصلاح والامن الوطني.
وبينوا أنه لا مكان لاصحاب الفتن بيننا، وسنبقى ما حيينا نموذجا لسائر دول العالم بالامن والاستقرار والازدهار وتماسك الاسرة الهاشمية وتماسك أبناء هذا الوطن.
وأشاروا الى أن الرسالة الملكية تؤكد على نهج الآباء والاجداد والتضحيات الجلل بالثوابت القومية وعلى رأسها القضية الفلسطسنية والقدس والمقدسات، وأمن الوطن الأردني واستقراره بشعبه ودستوره وقوانينه.
وفي السياق قال النائب السابق الدكتور هايل الدعجة «تمثل الرسالة الملكية رسالة طمأنة بوأد الفتنة كما كان متوقعا عندما حرص جلالته على التعامل مع موضوع الامير حمزة في اطار الاسرة الهاشمية تأكيدا على ما يتميز به نهج الحكم الهاشمي من حكمة وعدالة ورحمة وتسامح اسهمت في تعزيز امن الاردن واستقراره وقدرته على مواجهة التحديات والانتصار عليها والخروج منها اكثر قوة ومنعة وصلابة وثباتا على المواقف الوطنية والقومية التي لن يحيد عنها باعتبارها الطريق السوي الذي خطه الاباء والاجداد ومهما كان الثمن وتحديدا بالنسبة الى القضية الفلسطينية والقدس ومقدساتها التي يتم التعاطي معها كقضية اردنية استراتيجية، والتأكيد على الدور الهاشمي التاريخي والديني والوصاية الهاشمية على الاماكن المقدسة».
وأضاف «اشرت الرسالة الملكية الى ان خدمة الاردن وحماية اهله ودستوره وقوانينه اولوية على اجندات الملك الذي كرس حياته بما في مصلحة الوطن والمواطن وتعزيز مسيرة البناء والانجاز ليبقى الوطن شامخا بارثه الهاشمي وبمبادئه».
وأشار الى أن «ما يجعلنا نشعر دائما وابدا بالفخر والاعتزاز بنعمة القيادة الهاشمية الملهمة التي طالما قدمت دروسا في أصول التعاطي مع الازمات والتحديات، بحيث يبقى هذا الحمى العربي الاصيل واحة للامن والاستقرار، ومثالا في التقدم والعطاء والانجاز؛ وتأكيد الوقوف والتفاف حول القيادة صفا واحدا منيعا لتمتين جبهتنا الداخلية والحفاظ على وحدتها وتماسكها عصية منيعة على الاختراق، لتفويت الفرصة على المتربصين بالوطن واستقراره».
بدوره قال أمين عام الحزب الوطني الدستوري الدكتور أحمد الشناق أن «الملك أكد في رسالته على أن الثبات على المواقف له ثمن، وهذا الثمن لا يحيد عن الطريق السوي الذي رسمه الآباء والأجداد بتضحيات من أجل رفعة شعبنا، ومن أجل فلسطين والقدس، وهذا يؤكد أن الأردن كان أقوى على مواجهة الاستهداف بثوابت مواقفه من أجل فلسطين».
وبين الشناق أن «الملك أكد على أن الاردن اعتاد على مواجهة التحديات وقهرها، وأن الأزمة التي مر بها الوطن في الايام السابقة تم تجاوزها بنهج الهاشميين وارثهم التاريخي المستلهم من قوله عز وجل (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس)».
وأشار الى أن «الملك بين أن مصلحة الأردن ودستوره وقوانينه فوق كل الاعتبارات، وسيبقى دأب الدولة الأردنية بالحزم بالدفاع عن الوطن والوحدة والتماسك في الشدائد، وفي العدل والرحمة والتراحم، وأن الأردن سيتجاوز كافة الصعاب كوطن آمن ومستقر بعزيمة الأردنيين وتماسكهم وتفاني القوات المسلحة والأجهزة الامنية».
من جانبها قالت الباحثة في الشؤون السياسية والقانونية والبرلمانية عضو هيئة التدريس في جامعة جدارا دانييلا القرعان «جاء مضمون كلام الملك كرسالة اطمئنان لبث الطمأنينة في نفوس الشعب على ان باب الفتنة قد اغلق، وان الأردن سيبقى بقوة أبنائه وشعبه امنا مستقرا محصنا قويا منيعا بعزيمة وإرادة الأردنيين، ومن خلال هذا الخطاب المطمئن في الحفاظ على امن واستقرار الأردن نستخلص في ان المحافظة على امن الأردن وسلامة استقراره ترتكز على مجموعة من الأسس والمرتكزات التي تميز المملكة عن غيرها».
وأضافت إن «جملة الإصلاحات الشاملة التي شهدها الأردن وبتوجيهات من الملك جعلت من المواطن شريكا أساسيا في تحديد مستقبل الوطن وامنه واستقراره، وبلورة احتياجاته ومتطلباته لتطلعات وطموح المواطن نفسه. حيث أن نعمة الامن والاستقرار التي ينعم بها الأردن لم تأتي عبثا، وهو يعيش في محيط ملتهب، وإنما جاءت بفضل القيادة الهاشمية الفذة وسياساتها الحكيمة، ووعي وإدراك المواطن الأردني وانتماؤه الصادق لثرى الأردن الطهور، والجهود النوعية والدؤوبة التي تبذلها قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية ع مدار الساعة».
وبينت القرعان ان «موضوع الاستثمار تحديدا يبنى على منظومة متكاملة وقدرة الدولة على التعامل مع هذه المنظومة والتي من أبرز عناصرها توفر الامن والاستقرار وسيادة القانون، وبالطبع الأردن حقق خطوات كبيرة بهذا الاتجاه وأصبح نموذجا هاما. وهذا يأتي انسجاما مع ما تحدث به جلالته عن امن واستقرار الأردن وان تحدي الأيام الماضية كان أكثر ايلاما لان الفتنة كانت من داخل بيتنا الأردني».
وأكدت على ان «الملك يراهن دائما على وعي المواطن وانتمائه وقدرته في مواصلة عمليات الإصلاح بكافة اشكالها، وهذا البلد محصن بعزيمة وقدرة أبناء الشعب وحصنه الحصين ضد أي اعتداء خارجي يقود لإشعال نار الفتنة، فهذا الانتماء هو الماء الذي يخمد شعلة هذه النار فالاردني يتميز عن غيره بانتمائه واردنيته واخلاصه لله ثم للقائد المليك والاسرة الهاشمية».
وأضافت «اما عن التحديات والعقبات التي ذكرها جلالته، كانت مضامينها واسسها على أن الأردن منذ تأسيسه وهو يتجاوز التحديات والعقبات ويخرج منها اقوى، فمنذ تأسيس امارة شرق الأردن وهذا البلد تجاوز الكثير من الصعاب واعتدنا الانتصار على هذه التحديات، ولقنا منذ تاريخ هذا البلد أصحاب الفتنة درسا لن ينسوه بالقضاء والتخلص من الفتن، وكل من استهداف أمن واستقرار الأردن وكل مرة كنا نخرج للعالم اكثر قوة وتماسكا».
ونوهت الى أنه «لا شك أن التحديات التي يشهدها العالم ناجمة عن مجمل التحولات الأيديولوجية والجيواستراتيجية والاجتماعية المختلفة، بحكم الضرورة في تأثيراتها الداخلية والخارجية اعتمادا على الموقع الجغرافي أو الانفتاح السياسي أو غيرها من المبررات الموضوعية التي تجعل من البلد المتأثر بعلاقات ذات خصوصية في القضايا الدولية أو ما يترتب عليه من مسؤوليات لا مفر من الدخول في ثناياها لاعتبارات تتمحور في الدور الذي يجب أن يقوم به في مجالات شتى لا سيما في المجال السياسي».