نصيرة الفقراء.. السيدة خوله العرموطى

382

بقلم وليد بن طريف
نصيرة الفقراء
السيدة خوله العرموطى
المرفأ..لقد كان للمرأة الأردنية مساهمات عديدة ، فهى تساهم فى المشاركة السياسية من خلال إضافة مبادئ وقيم تتعلق بتحقيق الإنصاف ، والتعاون ، وتتوازن مع قيم ومبادئ الرجال الموجودين فى المجال السياسى ، كما تحقق مشاركة المرأة السياسية نتائج ملموسة فى زيادة الاستجابة لمتطلبات المواطنين ـ وتعزيز التعاون بين الأحزاب المختلفة ، ولفت الأنظار إلى عدة قضايا سياسية واجتماعية ، ومنها أهمية دور المرأة فى العمل السياسى والاجتماعى ، وتقديم اقتراحات وحلول لها ، فقد بينت الأبحاث أن تمكين المرأة فى العمل السياسى له أثر مباشر فى سن المزيد من القوانين والسياسات التى تعطى الأولوية للنساء .
وقد شهد التاريخ الأردنى العديد من الأسماء البارزة فى المجال السياسى ، وأيضا مجال العمل التطوعى والعمل العام نتيجة اجتهادهن فى عملهن وخدمتهن فى تلك المجالات ، وكان لهم الأثر الفعال فى الأعمال التطوعية التى يمكن أن تلبى فيها حاجات غيرها من النساء ، وذلك بسبب بعض المهارات التى تتميز بها ، كقدرتها على التعامل مع قلة الموارد ، مثل تنظيم الوقت وأداء المهام المتعددة ، ورعاية أفراد أسرتها ، حيث أن المرأة هى أساس تكوين المجتمع وتطوره وأهم ركائز الأسرة .
ولقد سطرت المرأة على مر العصور والتاريخ أعظم التضحيات فهى الصحابية خوله بنت الأزور، التى كانت تقاتل ببسالة مع الصحابة ، فى عهد رسولنا الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ، ذلك بالإضافة إلى كونها شاعرة فذة .
وفى العصر الحديث لدينا خوله العرموطى التى تحارب من أجل القضاء على الفقر ، حيث تشارك فى ميدان التنمية الاقتصادية والعمل العام ، من خلال عملها فى مناصب قيادية وإدارية فقد كانت وزيرة التنمية الاجتماعية ، وكانت شعلة من النشاط والتفانى فى خدمة أبناء وطنها ، فقد كانت وستظل نصيرة للفقراء والمحتاجين ، وكانت مثال للكفاءة وحب العمل ، بل والتفانى فى حب العمل ، فقد كان شغلها الشاغل هو رفع المعاناة عن الأيتام والفقراء ، فقد تعاملت معهم كأنهم أبنائها ، فهى تحمل فى داخلها كل مشاعر الأمومة لهؤلاء الفقراء ، وكانت تستمد حماسها من خلال حبها لوطنها وانتمائها لترابه ، ومن توجيهات صاحب الجلالة الملك عبد الله الثانى بن الحسين (حفظه الله ) .
( 2 )
وبالرغم من أنها خسرت معركتها الانتخابية فى البرلمان ، إلا أن هذا لم يثنيها عن خدمة أبناء وطنها بعيدا عن البرلمان ، فهى تحارب الفساد ، تمشيا مع توجيهات قائد المسيرة جلالة الملك عبد الله ، وكما وصفها البعض بأنها : ( مؤسسة خيرية عامة ) .
وستظل السيدة خوله العرموطى رمزا للمرأة المتفانية فى العمل الاجتماعى التطوعى ، حيث أنها لا تتوانى فى بذل الغالى والنفيس لأبناء وطنها ، وخدمة مليكها وشعبها ، فهى تبذل من جهدها ووقتها ومالها ، لتضميد جراح الفقراء والمساكين ، فهى صورة مشرفة للمرأة العاملة فى مجالات العمل التطوعى الاجتماعى وأيضا العمل السياسى ، فهى بحق نصيرة الفقراء .

قد يعجبك ايضا