مخطط إسرائيلي لتهويد “الشيخ جراح” وطرد 2800 مقدسي

227

المرفأ….يُقارع حي الشيخ جراح في القدس المحتلة معركة تهويده بعدما أضحى على شفا حفرة من الزوال، بفعل السياسة الإسرائيلية الرامية لتفريغه من سكانه الفلسطينيين وطمس معالمه العربية الإسلامية لصالح مستوطنين يدعون ملكيتهم لأرضه الممتدة ضمن مساحة 808 دونماً.

ويستهدف الاحتلال إخلاء الحي المقدسي من سكانه، البالغ عددهم نحو 2800 نسمة، بإصدار قرارات بطرد العائلات الفلسطينية من منازلها، كما حدث أمس حينما أجلت ما يسمى المحكمة العليا الإسرائيلية البت في استئناف قرار إخلاء أربع عائلات مقدسية من الحي حتى الخميس المقبل.
وفي وقت سابق من الليلة قبل الماضية حتى فجر أمس، هاجمت قوات الاحتلال الشبان الفلسطينيين المعتصمين داخل حي الشيخ جراح واعتدت عليهم بالضرب قبل أن تجبرهم على مغادرة المكان.

ويشكل قرار إخلاء أربع عائلات مقدسية، تضم 30 فرداً بينهم 10 أطفال، من الحي تزامناً مع قرار مشابه بطرد ثلاث عائلات فلسطينية أخرى، تضم 25 فرداً بينهم 8 أطفال، في شهر آب (أغسطس) المقبل، جزءاً من مخطط إسرائيلي لتهويد الحي المقدسي بالكامل، لصالح إقامة مستوطنة إسرائيلية على أنقاض حقوقهم التاريخية المتجذرة.
ويتهدد الطرد وألإخلاء عشرات العائلات الفلسطينية بالحي المقدسي من منازلهم التي تملكوها منذ سنوات بناء على اتفاق تم في العام 1956، ما بين الحكومة ووكالة الغوث الدولية “الأونروا”، والذي لا تعترف به الحكومة ألإسرائيلية، تحت مزاعم أن الأرض التي بُنيت عليها منازلهم من طرف الأردن، كانت مؤجرة في السابق، قبل قيام الكيان المُحتل، لعائلات يهودية.
في حين أن أكثر من 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلاً بالحي مهددون بالرحيل في أي لحظة على أيدي جمعيات استيطانية، إلى جانب من حدد الاحتلال موعد طردهم بشكل نهائي، وفق أحكام قضائية صادرة عن المحكمة الإسرائيلية المركزية، بشأن مصادرة ممتلكات وبيوت فلسطينية، ونقل ملكيتها لصالح جمعيات استيطانية.
وقد رافق ذلك تعاون وتنسيق أردني وفلسطيني وثيقين، حيث سبق وأن أعلنت المملكة، مؤخراً، عن تزويد الجانب الفلسطيني كل الوثائق المتوفرة لمساعدة المواطنين الفلسطينيين في الحفاظ على حقوقهم كاملة، وخاصة في حي “الشيخ جراح” بالقدس المحتلة.
ويخطط الاحتلال لمصادرة نحو 40 % من أراضي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، ضمن مخطط استيطاني تهويدي، فيما تواجه عشرات العائلات الفلسطينية خطر إخلائها من منازلها وتهجيرها قسراً، وفق وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية.
واستهدفت قرارات الاحتلال مؤخراً خمس عائلات فلسطينية أخرى، مكونة من 12 أسرة تضم 62 فرداً منهم 20 طفلاً، بإخلاء منازلهم حالاً.
وبذلك؛ وبالإضافة إلى قرارات الإخلاء السابقة، فإن 19 أسرة من 8 عائلات فلسطينية، تضم 87 شخصاً منهم 28 طفلاً، إما طُردوا فعلاً أو مهددين بالتهجير القسري في أي لحظة من قبل قوات الاحتلال بهدف إقامة مخطط استيطاني واسع في حي الشيخ جراح بتنفيذ جمعيات استيطانية يهودية، وفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.
وقد نشطت في الفترة الماضية تظاهرات واحتجاجات شعبية عارمة في الحي المقدسي بمساندة أهالي القدس المحتلة، ضد سياسة الإخلاء والاستيطان، تماهياً مع حملة الكترونية تحت عنوان “أنقذوا حي الشيخ جراح”، للتأكيد على الحق الفلسطيني في أرضه.
من جانبها؛ دعت حركة “فتح” الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، للوقوف عند مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، أمام المجزرة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلية، بحق المقدسيين في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، والمتمثلة بتهجيرهم من بيوتهم وأرضهم بقوة السلاح.
وقال عضو المجلس الثوري، المتحدث الرسمي بإسم حركة “فتح” أسامة القواسمي، في تصريح أمس، إن أهل القدس يتعرضون لمجزرة تطهير عرقي وتمييز عنصري واضطهاد تمارسه حكومة نتنياهو المتطرفة، أمام صمت العالم ومؤسساته الرسمية.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني البطل الصامد في القدس يواجه أعتى ممارسات الظلم وسياسة التهجير والنفي وتدمير البيوت والإعتقال، وأن على العالم التحرك الفوري لوقف هذا العدوان الإسرائيلي فورا.
وبالمثل؛ قالت حركة “حماس”، إن ما يقوم به الاحتلال من عمليات تهجير جماعي بحق أهالي حي الشيخ جراح، والاستيلاء على بيوتهم، هو استهداف علني للهوية الفلسطينية المقدسية وللوجود الفلسطيني في المدينة المحتلة، وسلوك عدواني عنصري خطير، وجريمة جديدة تضاف إلى سجله الأسود بحق القدس.
وأفاد الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، أن غياب المواقف الحاسمة والمسؤولة للسلطة الفلسطينية شجع الاحتلال على عدوانه، مطالباً بوضع استراتيجية عمل وطني مقاوم ممتد يعزز صمود أهالي القدس، ويواجه انتهاكات الاحتلال وجرائمه، وتوسيع مساحات الاشتباك مع العدو الصهيوني وبأشكال المقاومة كافة.
ودعا برهوم الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، بما فيها القدس، وفلسطين المحتلة 1948، لتكثيف التواجد في الحي، وتشكيل دروع بشرية مقاومة للدفاع عنه، والحيلولة دون تنفيذ المخطط الصهيوني مهما بلغت التضحيات.
وطالب جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وشعوب الأمة بتحمل مسؤولياتهم في حماية أهالي القدس، والعمل على لجم عدوان الاحتلال، وتعزيز صمود المقدسيين، ودعم مقاومة الشعب الفلسطيني.
من جانبه، ندد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، بجرائم الاحتلال في حي الشيخ جراح، والتي تشكل حلقة في سلسلة جرائم مستمرة تهدف لتفريغ القدس كاملة من أهلها وتهويدها، داعياً الجامعة العربية والسلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي بأن يتحملوا مسؤولياتهم في مواجهة جرائم الاحتلال ضد أبناء القدس وضواحيها.نادية سعد الديننادية سعد الدين

قد يعجبك ايضا