النسور: عودة المغتربين لا تشكل خطورة في ظل المؤشرات الوبائية الحالية
المرفأ…أكد عضو لجنة الأوبئة الدكتور مهند النسور، ان عودة المغتربين الى المملكة لقضاء عطلتهم الصيفية لا تشكل خطورة حقيقية في ظل تحسن المؤشرات الوبائية وتلقيهم جرعة واحدة او جرعتين من اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
واضاف، انه لا أساس للخوف غير المبرر لعودة المغتربين، حيث ان دخولهم وانخراطهم في المجتمع الأردني لا يشكل خطورة حقيقية في ظل المؤشرات الوبائية التي تحسنت وبشكل ملحوظ، إضافة الى ان معظمهم سيعود من دول الخليج التي قامت بتطعيم جميع من يعيش فيها ومن ضمنهم الأردنيون الذين تلقوا جرعة او جرعتين من المطعوم.
واعتبر النسور، ان تحسن الوضع الوبائي في المملكة، والذي حدا بالحكومة الى اتخاذ اجراءات تخفيفية بالتدريج، جاء في صالح المواطنين والمغتربين على وجه الخصوص، لأن امامهم ستكون فرصة متاحة لممارسة حياتهم الطبيعية دون الشعور بالغربة والحجر داخل وطنهم.
كما ان عودتهم وفق النسور تعتبر حدثا سنويا مميزا يعبر عن لحظة التئام بوطنهم وعائلاتهم، بعد رحلة عمل شاقة لتأمين مصدر دخل لأسرهم، وتنفيذ ما تأجل من استحقاقات عائلية واقتصادية لعام او اكثر نتيجة ظروف جائحة كورونا، التي وضعتهم تحت ضغط مستمر استنزف القدرات المادية والمعنوية، ومنعهم من العودة لأوطانهم، نظرا للإجراءات المتخذة في بلدان الإقامة او بلدهم، ناهيك عن انهم يعتبرون رافدا اساسيا لخزينة الدولة من العملات الصعبة.
وأشار الى ان آلافا من المغتربين بادروا مع عائلاتهم بشد الرحيل الى المملكة، ومن مختلف المعابر سواء كانت جوية او برية، على امل الشعور أن الحياة عادت لطبيعتها، وان ما حدث خلال الفترة السابقة ما هو الا سحابة صيف مرت.
وعن الاجراءات التي يجب اتخاذها أثناء عودة المغتربين الى المملكة، لإبقاء الوضع الوبائي جيدا وعدم حدوث انتكاسة، طالب النسور بضرورة الاستمرار في اتخاذ الاجراءات على المعابر من خلال البروتوكولات المعتمدة، تحسبا لدخول المتحورات التي باتت تشكل هاجسا للسلطات الصحية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
ولفت الى انه في ظل زخم عودة المغتربين يجب رفع درجات الحذر على المعابر الحدودية من حيث دقة الرصد لأية حالة تدخل الى المملكة، واجراءات العزل والحجر وفق ضوابط لها، حيث شهدنا سابقا بعض الثغرات للحجر والعزل المنزلي تمثلت بعدم التزام المواطنين، والتي ادت لانتشار الإصابات بشكل اوسع.
وبين ان الحجر المؤسسي مكلف، وهذا ادى الى عدول الحكومة عن الاستمرار به، ما يعني حاجتنا الى التوازن البناء لطرفي المعادلة من المغتربين والسلطات الصحية، وضرورة الاستمرار في اجراءات الصحة العامة التي تكفل ديمومة الإنجاز والحفاظ على مستوى وبائي جيد في المملكة.
ونادى النسور الحكومة الى التفكير في منح حوافز على المعابر الحدودية للمغتربين في حال تلقي اي منهم جرعتين من المطعوم قبل القدوم للمملكة، كإعفائهم من بعض الإجراءات والفحوصات، مثل إجراء فحص (البي سي ار) المقرر قبل القدوم بـ 72 ساعة وإعادته عند الوصول الى المعابر الحدودية، والسماح بالدخول دون المرور بكامل البروتوكول الصحي المعتمد.
وبالنسبة للمغتربين، فقد طالبهم النسور بضرورة الالتزام بكافة البروتوكولات المطبقة في المملكة، وأية تعليمات قد تصدر نتيجة للتغير في الوضع الوبائي خلال إقامتهم فيها، والمبادرة بالتسجيل على المنصة لمن لم يطعم منهم لغاية الان.
وشدد على ان الحكومة ومنذ بداية الجائحة، لم تنس مواطنيها في الخارج من المقيمين وغير المقيمين، ولم تألُ جهدا في سبيل تأمين العودة الآمنة لمن أراد، بالإضافة للاستمرار في التواصل مع من بقي في الخارج لظروف العمل والدراسة، مبينا ان اي انجاز لا يحسب انجازا إلا باستدامته من خلال التبني الشامل لكافة الاجراءات الكفيلة بذلك من طرفي المعادلة الحكومة والمواطن.