حملة “تطعيم كورونا” في الاتجاه الصحيح وصولا لصيف آمن

223
المرفأ..: أكد عضو لجنة الأوبئة وخبير الوبائيات الدكتور مهند النسور ان «حملة التطعيم في المملكة ضد فيروس (كورونا) المستجد، تسير بالاتجاه الصحيح للوصول لـ(صيف امن) حيث أظهرت القدرة العملياتية واللوجستية لها تفوقا واضحا في إدارتها على الرغم من التحديات والمتغيرات المختلفة».
وأضاف في تصريح له ان «الأردن من الدول القليلة في الإقليم التي نجحت في حملة التطعيم بهذا الشكل، فقد بدأت قبل أشهر بأرقام بسيطة وحاليا استطاعت الأجهزة المعنية للوصول الى تطعيم 100 الف شخص يوميا، وووصلت الى نسبة 18% أي حوالي مليون و800 الف مطعم وهي نسبة جيدة»، مشيرا الى ان «معوقات كثيرة كانت في بداية الحملة لم تعد موجودة الان، فأصبح هناك انتظام في المراكز، وسياسات واضحة، ونظام للتوقيت والمواعيد».
وكشف النسور عن ان «اليات جديدة ستكون في حال ازداد عدد المقبلين على أخذ اللقاح وتوسع قاعدة التطعيم ضمن استراتيجيات مختلفة، منها ان اي شخص يسجل في المنصة سيكون بإمكانه أخذ اللقاح من أي مركز يراجعه، بالإضافة لزيادة عدد المراكز المخصصة للتطعيم، وزيادة فرق التطعيم قدر المستطاع»، مؤكدا ان «الأردن اظهر تفوقا واضحا في إدارة الحملة والقدرة العملياتية واللوجستية، فهناك دول توفرت لديهم المطاعيم لكنهم لم يديروا حملتهم بشكل صحيح، فالمطعوم ليس فقط علبة لقاح، انما سلسلة من الاجراءات والدعم اللوجستي والفني ومتابعة ورصد اي? اعراض جانبية، وهذا ما نحج به الأردن لغاية الان».
وشدد على ان «نجاح حملة التطعيم للان، لا يعني الاسترخاء او الاستراحة، بل ضرورة العمل بشكل أكبر والتصدي لكافة المعيقات والتحديات، فبلد مثل الأردن بحجمه وامكانياته وقدراته استطاع ان يؤمن 11,5 مليون جرعة من اللقاحات، وهو رقم كبير وفاق التوقعات، وبانتظار المزيد ايضا، فالأرقام والوثائق والحقائق عززت الثقة بالمطعوم والقائمين على برنامج التطعيم».
واعتبر ان «اعلان الحكومة سابقا عن هدف الوصول الى 4 ونصف مليون (مطعم) في نهاية أيلول، أمر ليس صعبا في ظل المعطيات الحالية، فقد شارفنا الان على الوصول الى 3 مليون مطعم من جرعتي اللقاح، ما يعني ان الوصول للرقم المستهدف ليس ببعيد وهو شيء واعد، علما ان هناك العديد من التحديات والتحورات على المطاعيم».
ولفت النسور الى ان «من اخطر ما واجه الدول في إدارة ملف المطاعيم هو تعدد المرجعيات والسياسات والتخبط غي اتخاذ القرارات، والأردن استطاعت الى حد كبير تنظيم الجهود والحد من عمليات التعددية والمرجعيات في اتخاذ القرارات، وأدارتها تحت مظلة واحدة هي مركز إدارة الأزمات بالتعاون وإشراف وزارة الصحة، وشهدنا نوعيم من التقارب في السياسات مع القيادة العليا التي تشرف على كافة الأمور».
في حين كان هناك تنسيقا كبيرا في العمل بين الوزارات والقطاعات المختلفة في حملة التطعيم، منها تطعيم المعلمين، واساتذة الجامعات، والقطاع السياحي، والقطاع التجاري والصناعي، كما ان القطاع الخاص كان شريكا استراتيجيا من خلال وجود 27 مركزا تابعا للمستشفيات الخاصة يعملون في حملة التطعيم، ناهيك عن إشراك مؤسسات المجتمع المدني والفرق التطوعية التي كان لها أثرا ايجابيا بالحملة.
وعن الأشخاص الذين يسجلون على منصة التطعيم ولا يأتون لأخذ اللقاح، طالب النسور بعمل «وصف بياني او تحليل بسيط لمعرفة معلومات عنهم سواءا فئتهم العمرية او جنسهم او منطقة سكنهم، لمعرفة ظروفهم والتمكن من وضع حلول لهم ومعالجة بعض الأمور التي تخصهم، ووضع وبرنامج تثقيفي بناءا على تحليل المعطيات، وتطوير الرسالة الصحيحة لهم، فربما كانوا كبارا بالسن او مرضى وغيرهم، لافتا الى ان نسبتهم تقريبا 30 – 40%».
وفيما يتعلق بالتوجه الى تطعيم فئة الأطفال، بين النسور ان «هناك شركات لقاحات في العالم اشارت الى ان تطعيم الفئة العمرية من 12 الى 16 هو امن، لكن الأهم عندنا حاليا هو التركيز على الفئات ذات الاختطار العالي والأكثر عرضة للمرض من كبار السن او اصحاب الأمراض المزمنة او الذي يعانون من نقص المناعة، وعدم التسرع وتشتيت الجهود بإعطاء اقل من 18 عاما للقاح، في ظل شح اللقاحات ونقصها».
وأكد ان «جميع اللقاحات امنة وفعالة، وعندما تتوفر تتم دراستها حسب القوانين والأصول والأنظمة لإجازتها، وحتى مع التحورات الجديدة تبقى فعالة حتى لو أثر ذلك على فعاليتها بنسبة معينة وقليلة نتيجة ذلك، ومؤخرا تمت الموافقة على إجازة لقاح موديرنا، وكلما زادت انواع المطاعيم لدينا كلما كانت حملة التطعيم أفضل».
وأشار الى ان «احيانا تحدث حملات تشويه تجاه نوع معيم من اللقاحات، ولا تستند لأية أدلة علمية او دراسات، وعلى الجميع مقاومة الشائعات»، مبينا ان «هناك اعراضا جانبية قد تحدث لبعض المطاعيم، وهي ترصد ضمن اليات معينة، الا ان فائدة اللقاح افضل بكثير من مضارها».
أما بخصوص الدراسات التي تظهر بين فترة واخرى بالسماح لفئات معينة بتلقي لقاح كورونا، أكد النسور ان «الأردن يتابع كافة الدراسات التي تصل اولا بأول، ومؤخرا ظهرت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية تدعو لإعطاء المرأة المرضع للقاح وعدم وجود اية خطورة او ما يمنع ذلك، خصوصا ان الفيروس الذي يعطى هو غير حي ولا يسبب العدوى وليس له مضار، وعندنا لم يؤخذ حتى الان قرارا بخصوص ذلك، لكننا نجهز انفسنا لأية ترتيبات جديدة قد تقرر لاحقا».

قد يعجبك ايضا